أخبار عاجلة

مواطن ليبي يرفع دعوى قضائية ضد فاغنر وقائدها ويتهمهم بقتل أفراد أسرته

أعلن مواطن ليبي عن قيامه برفع دعوى قضائية في الولايات المتحدة بحق قائد قوات فاغنر الروسية، يفغيني بريغوجين، حيث اتهمه فيها بالاحتجاز التعسفي، وقتل ثلاثة أفراد من عائلته في ليبيا بالعام 2019.
ووفق تقرير نشرته جريدة واشنطن بوست الأمريكية، قال محمد أبوعجيلة علي أنيس، في الدعوى القضائية التي قدمها أمام محكمة في واشنطن، إنه تمكن من الهرب من القتل التعسفي على يد عناصر فاغنر في ليبيا.
واتهم المواطن الليبي شركة فاغنر بقتل ثلاثة من عائلته في العام 2019 بعد خطفهم واحتجازهم بشكل تعسفي، وفق “واشنطن بوست”.
ووفق إفادة أنيس في ملف القضية، فإنه نجا من واقعة القتل تلك، لأنه تظاهر بالموت، بعد أن قتلت عناصر فاغنر والده وشقيقه وأحد أقربائه، فيما يبدو أنه إطلاق نار عشوائي من بنادق كلاشينكوف.
وكشفت أوراق التحقيقات أن أنيس استلقى على الأرض وسط بركة من دماء أفراد عائلته، حتى ابتعدت عناصر فاغنر، وتركوه إلى جانب أحد أقربائه. كان مصاباً في الواقعة نفسها.
وجاءت الدعوى وفق “واشنطن بوست”، على ذكر اسم قائد قوات القيادة العامة، المشير خليفة حفتر، فهو مَن استعان بعناصر فاغنر خلال العملية العسكرية التي شنها في العام 2018 على العاصمة طرابلس.
ووفق أوراق القضية المقدمة إلى المحكمة، ففي 23 سبتمبر من العام 2019 كان أنيس يقود سيارة رفقة أفراد عائلته في قرية قريبة من العاصمة طرابلس، حينما أوقفهم مقاتلو “فاغنر” الذين لاحقوهم إلى منزلهم. وقال التقرير إن مقاتلي فاغنر قد وضعوا أفراد العائلة في سيارة مسروقة من مصنع للعصائر، وتحركوا بها عدة ساعات. ولم يرد المقاتلون الروس، وكانوا يشربون الخمور، على أسئلة العائلة الليبية، وسأل أحدهم إن كانت للعائلة أي صلة بتنظيم داعش.
وقبل التقدم بالدعوى القضائية، ذكرت الجريدة الأمريكية أن أنيس أدلى بإفادته بشأن مقتل أفراد عائلته إلى لجنة تقصي الحقائق في ليبيا التابعة للأمم المتحدة، والتي زارت البلاد هذا العام، ونشرت تقريراً يفيد بأن هناك أسساً معقولة للاعتقاد بأن مقاتلي فاغنر متورطون في جرائم حرب وتعذيب وسوء معاملة.
وأوضح المحامي المتخصص في المحاسبة على الجرائم، الذي ترأس فريق التحقيق في بعثة الأمم المتحدة المستقلة لتقصي الحقائق بشأن ليبيا، كيب هال، أن توجيه الاتهامات في المحكمة سيسمح بفحص الحقائق وإثباتها. بدوره، أكد عمر تبوني من التحالف الليبي – الأمريكي، أنه لا ينبغي أن يشعر أي عنصر من فاغنر بالأمان أو الاستثناء في مواجهة العدالة. وتؤكد “واشنطن بوست” أن عشرات الآلاف من عناصر قوات فاغنر الروسية، وغالبيتهم من المدانين السابقين في السجون الروسية، لعبوا دوراً حيوياً في الحرب الروسية في أوكرانيا، خصوصاً في المعركة حول مدينة باخموت، قبل انسحاب بريغوجين نتيجة خلاف مع قادة الجيش الروسي. وقبل يومين، أعلن التحالف الليبي الأمريكي رفعه دعوى قضائية ضد رئيس مرتزقة فاغنر يفغيني بريغوزين وخليفة حفتر، في تهم ارتكابهما جرائم حرب ضد مدنيين في ليبيا.
ووفقاً لعميش، ترتكز الدعوى القضائية على اتهام حفتر وبريغوجين بتعذيب مواطن ليبي وقتل أحد أفراد أسرته، وذلك وفقاً لسلطتهما الفعلية أو الظاهرية على قواتهما وتحميلهما المسؤولية الكاملة عن الأضرار بموجب قانون حماية ضحايا التعذيب.
ويحظى حفتر بعلاقة مع فاغنر، ظهرت على العلن خلال حرب الأول على العاصمة الليبية طرابلس في 2019، حيث استعان بالمجموعة الروسية في عمليات السيطرة على طرابلس التي باءت أخيراً بالفشل.
وتؤكد الغارديان أن لدى حفتر علاقة وطيدة بالمجموعة المرتزقة “فاغنر”، حيث قاتلت إلى جانبه إبان هجومه على طرابلس خلال العام 2019 في أول ظهور واضح للمجموعة في ليبيا، بينما ترجح تقارير أممية حضور المجموعة الروسية في البلاد قبل ذلك.
وينتشر مقاتلو فاغنر في مناطق عدة حول العالم، خصوصاً في دول إفريقيا، على رأسها ليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى، والشرق الأوسط. ولا يزال مستقبل عمليات فاغنر الدولية غير معروف، حيث كشفت وثائق استخبارات أمريكية مسربة أن المجموعة الروسية تعمل في 13 دولة إفريقية.
وأعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي تمكنه من مداهمة منزل يفغيني بريغوجين قائد مجموعة فاغنر العسكرية، وعثوره على مجموعة صور وأسلحة إلى جانب مبالغ مالية وجوازات سفر مزورة.
وتمكن الجهاز من العثور على عدة صور لـ “بريغوجين” وهو يرتدي لباساً عسكرياً لدول مختلفة، إحداها صورة له بـ “لحية طويلة” مرتدياً لباس ضباط “القيادة العامة” التابعة لـ “حفتر” في محاكاة لقادة حفتر من التيار السلفي.
وصور مقطع فيديو متداول وجود مبالغ مالية من العملات الأجنبية إلى جانب سبائك من الذهب وغرف تحكم تحتوي على أجهزة كمبيوتر يستخدمها”.
ويقدر عدد عناصر فاغنر في ليبيا نحو 2000 مقاتل معظمهم من روسيا وشرق أوكرانيا وصربيا، إلى جانب عناصر من سوريا، يتخذون مواقع حيوية لتمركزاتهم كقاعدة القرضابية الجوية في سرت والميناء البحري وقاعدة الجفرة الجوية، وعدد من الحقول النفطية في الجنوب.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات