نشرت جريدة “دايلي ميل” البريطانية تقريراً قالت فيه إن ثلاثة صحافيين تابعين لإذاعة “بي بي سي” البريطانية جرى خطفهم واستجوابهم في سجن مخصص للتعذيب في ليبيا لمدة خمسة أيام، ما أثار مساعي دبلوماسية دولية لتأمين إطلاقهم.
وتابعت الجريدة في عددها الصادر، الثلاثاء، أن الصحافيين الثلاثة كانوا ضمن فريق عمل وثائقي عن الإمام الشيعي اللبناني موسى الصدر، الذي زار ليبيا العام 1978 واختفى بعدها، وجرى خطف الثلاثة فور وصولهم العاصمة طرابلس في آذار/مارس الماضي، وفق الجريدة البريطانية.
وأضافت أنه جرى إطلاق سراح الصحافيين بعد ضغط دبلوماسي من وزارة الخارجية البريطانية والحكومة السويدية وشبكة “بي بي سي”.
ووصل الصحافيون الثلاثة طرابلس صحبة المراسل قاسم حمادي، الذي كتب شهادته عن واقعة الخطف لجريدة Expressen السويدية قائلاً: “سأعمل مع فريق الفيلم الوثائقي من مطار طرابلس الدولي، نحن هنا لصنع فيلم وثائقي، ثم كتب: “ما زلت لا أعلم لماذا تعرضنا للخطف، لكن التفسير الوحيد الأقرب هو أن الفيلم الوثائقي أثار حفيظة البعض في مجتمع المخابرات في ليبيا”.
وقالت إن حمادي وصف الرعب الذي واجهوه مشيراً إلى أنهم احتجزوا في زنزانة صغيرة، وقال: “لا تزال أصوات الحراس في أذني. ستموت، سنقوم بتقطيعك إلى أجزاء، ودفنك هنا. لن يعلم أحد أنك هنا”.
وتابع: “الكلمة الأخيرة: بلانكو.. وأنا أعلم جيدًا ماذا يعني ذلك.. التقيت أشخاصًا تعرضوا للتعذيب في سجن بلانكو وتعرضوا لعنف كبير.. قابلت البعض منهم من كان محظوظًا بدرجة كافية للنجاة والبقاء على قيد الحياة”.
وفي وقت سابق بعد وصول الفريق طرابلس، كتب حمادي: “كنا مراقبين، نظر إلينا رجال الأمن بريبة كبيرة، ورغم مغادرة جميع الركاب صالة الوصول، انتظرنا نحن ثلاث ساعات قبل ختم جوازات السفر الخاصة بنا”.
وتابع: “نحن صحافيون، ومصور ومنتج، من ثلاثة بلاد مختلفة. كنا نعمل على فيلم وثائقي عن الإمام اللبناني موسى الصدر، كان ينتظرنا خارج المطار حارس وسائقان ليبيان… جرى حجزنا في فندق قبل وصولنا طرابلس، لكن فور الوصول جرى إعادة الحجز للفريق في فندق راديسون في طرابلس، على سواحل البحر المتوسط”.
وتابع: “في الصباح التالي، بينما كنا ننتظر اعتماد الأوراق في مقر وزارة الخارجية قرب الفندق، حضر عدد من المسؤولين ونقلوا فريق الفيلم إلى سيارة كانت منتظرة. وجرى إجباري أنا والسائق على الركوب في المقعد الخلفي. وهنا همست لرفقائي: لقد جرى خطفنا”.
وسرد أيضًا: “تحركت السيارة شرقًا بسرعة كبيرة على طول الساحل. وأخبرني أحد رجال المجموعة: هل تعرف أين نحن.. ستعرف بعد قليل.. كنت آمل أن لا تكون القاعدة أو تنظيم داعش”. وفي طرابلس لم يصدر عن الجهات المعنية الليبية بيان أو تصريح توضيحي للواقعة.
وقال ناطق باسم شبكة “بي بي سي” البريطانية” “فريق صغير تابع لنا دخل ليبيا في آذار/ مارس الماضي، ويملك التصريحات كافة لجمع معلومات عن قصة فيلم وثائقي، لكن جرى احتجاز أفراد الفريق واستجوابهم على مدار عدة أيام من قبل المخابرات الليبية دون دوافع واضحة”.
وخلال الفترة الماضية أثيرت مجدداً قضية نجل العقيد السابق معمر القذافي هانيبال الذي احتجز للسبب ذاته في لبنان وأضرب عن الطعام مستنكراً حجزه.
وأكد بول رومانوس محامي هانيبال القذافي، المحتجز في لبنان منذ أكثر من سبع سنوات، أن موكله بدأ إضراباً عن الطعام في وقت سابق السبت، احتجاجاً على اعتقاله دون محاكمة.
وقال، إن هانيبال يعاني أوضاعًا صحية سيئة تتدهور على نحو مستمر، داعيًا كل الجهات المعنية بتحقيق العدالة، بما فيها الدولة الليبية، إلى تحمل مسؤوليتها للإفراج عن نجل العقيد معمر القذافي، باعتباره مواطنًا ليبيًا. وأوضح المحامي اللبناني أن هانيبال أخطر فريق دفاعه بقرار الإضراب عن الطعام، نافيًا علم فريق المحامين بنيته اتخاذ هذا القرار من قبل، وأن فريق الدفاع القانوني يتواصل معه كلما دعت الحاجة، مشيرًا إلى أن موكله يعاني آلاماً في الظهر بسبب احتجازه في زنزانة صغيرة لسنوات دون أن يتمكن من الحركة أو ممارسة الرياضة، وقد خضع لأشعة تثبت ذلك.
وخطف نجل العقيد القذافي في سوريا قبل ثماني سنوات، ونقل إلى لبنان، وبعد الإفراج عنه جرى تسليمه للأمن اللبناني، لكن جرى توقيفه بعد ادعاء ضده على خلفية اختفاء الإمام موسى الصدر، والشيخ محمد يعقوب، وعباس بدر الدين في ليبيا العام 1978.
ومنذ منتصف كانون الأول/ ديسمبر العام 2015، يقبع نجل القذافي رهن الاعتقال، إذ أصدر قاض لبناني مذكرة توقيف بحقه بعدما وجه إليه تهمة كتم معلومات بقضية اختفاء موسى الصدر ورفيقيه.
وفي 2017 أصدر القضاء اللبناني مذكرة توقيف غيابية بحق رئيس المخابرات وزير الخارجية الليبي السابق خلال عهد القذافي، موسى كوسا، لاتهامه بالمشارَكة في عملية خطف موسى الصدر، وفقًا لما نقلته المجموعة الوطنية اللبنانية للإعلام.
تعليقات الزوار
لا تعليقات