النشاط الأمريكي المتصاعد في ليبيا، والزيارات المكثفة جعلت العديد يتساءلون عن الغرض، ويؤكدون أن الدعم الأمريكي لم تتصاعد حدثه فقط لأجل دعم الانتخابات، بل إن نشاط الفاغنر المقلق لأمريكا ولدول أوروبا جميعاً هو ما جعلها تتحرك سريعاً مستغلة انشغال روسيا بحربها على أوكرانيا.
ورغم أن «القدس العربي» أكدت تركز المناقشات الأمريكية حول الفاغنر إلا أن عدداً من التقارير الدولية أيضاً أشارت إلى هذا الطرح أيضاً، مبررة ذلك بعدد من النقاط.
موقع المونيتور الأمريكي تحدث عن أن أحد المخاطر الرئيسية المرتبطة بوجود مجموعة فاغنر في ليبيا تتمثل في أنها مزروعة بشكل أساسي في المناطق الغنية بالنفط في وسط وجنوب البلاد .
وأوضح أن هناك خطراً دائماً من أن مجموعة فاغنر الروسية ستقرر استهداف إنتاج النفط والبنية التحتية في ليبيا من أجل الرد على الضغط الغربي المتزايد على موسكو مما يعرض أمن الطاقة في أوروبا لخطر أكبر وذلك بحسب وصف الموقع .وأوضحت مصادر موقع المونيتور من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر أن مرتزقة مجموعة فاغنر لم يتلقوا رواتبهم لأكثر من 10 أشهر وهذا يثير التساؤل حول كيفية تمويل المجموعة في ليبيا .
وتابع الموقع أنه من الواضح أن تمويل الفاغنر يأتي من خلال المشاركة مع الجماعات الليبية المنخرطة في أنشطة غير مشروعة مثل تهريب الوقود عبر الحدود الجنوبية إلى البلدان الإفريقية أو عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا من خلال التعاون مع الشبكات الليبية غير المشروعة في جميع أنحاء البلاد .
كما أن تمسك الفاغنر بالأرض الليبية يمكن تبريره بطريقة أخرى أكثر أهمية وهي أن هذه المجموعات تسعى إلى استخدام ليبيا كقاعدة أمامية لأنشطتها في منطقة الساحل، ولا سيما تشاد والنيجر. بالإضافة إلى ذلك، تمكنت مجموعة فاغنر من بناء مناطق نفوذ مع المجتمعات المحلية كما في مناطق تواجد الذهب أو المعادن الثمينة الأخرى في المنطقة.
خطة تغلغل الفاغنر في ليبيا جاءت تدريجياً، فقبل نشر القوات على الأرض بشكل علني ركزت فاغنر نشاطها بين عام 2015 إلى عام 2019 على الملفات المتعلقة بالأمن مثل التدريب على استخدام أنظمة الأسلحة الروسية والسوفييتية وصيانتها، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة وأنظمة التحكم في القيادة.
ورغم أن نشاط الفاغنر سابقاً كان يتركز بشكل أكبر على منطقة الهلال النفطي إلا أنها الآن ووفقاً لتأكيدات عدد كبير من المصادر تتواجد في قاعدة الخادم الجوية قرب مدينة المرج وكذلك في مدينتي سرت والجفرة في المنطقة الوسطى وسحب حفتر عدداً كبيراً منهم من هذه المنطقة.
وتبدي أمريكا إصراراً كبيراً على ضرورة إخراج الفاغنر بسرعة كبيرة، فهم أصبحوا يمثلون تهديداً على مصادرالنفط الذي تسعى كل من أوروبا وأمريكا إلى استغلاله، وهذا بدا واضحاً في زيارة نائبة وزير الخارجية الأمريكي إلى حفتر وتشديدها على أنّ فاغنر صُنفت مؤخراً منظمة إجرامية عابرة للحدود تزعزع الاستقرار في ليبيا والمنطقة.
نائب الوزير الأمريكي مع وفد رفيع المستوى ناقش أهمية حماية سيادة ليبيا من خلال إجبار جميع المقاتلين والقوات والمرتزقة الأجانب على مغادرة البلاد، فضلاً عن دعم مبادرة المبعوث الأممي عبد الله باتيلي الرامية إلى إشراك جميع المؤسسات والجهات السياسية الليبية الفاعلة في تحديد مسار واضح للانتخابات بحلول نهاية العام، حسب بيان السفارة الأمريكية.
ورغم أن حفتر بدا غير متمسك جداً ببقاء الفاغنر خلال لقاءاته الأخيرة، إلا أن روسيا ترفض إخراج قوات الفاغنر والتخلي عن النفوذ الذي وفره لهم تواجدهم في المنطقة فهم منفتحون الآن على أوروبا وإفريقيا.
أكدت ذلك مجلة منتدى الدفاع الإفريقي التي قالت قبل يومين إن فاغنر لا ترغب في مغادرة ليبيا رغم الطلب المشترك لقيامها بذلك من ممثلي الحكومتين الليبيتين المتنافستين، وفق قولها. وأوضحت المجلة الصادرة عن «الأفريكوم» أن ما يقدر بنحو 2000 من مرتزقة فاغنر قد استقروا في الجزء الأوسط من ليبيا، مضيفة أنهم يدرّبون الجنود المتمركزين شرق البلاد تحت قيادة خليفة حفتر، حسب وصفها.
وأفادت أن قوات فاغنر ركّزت كثيراً من نشاطها حول المنشآت النفطية في برقة، مضيفة أن نشاطها في ليبيا يتماهى مع الأنماط التي أرستها في إفريقيا لخدمة موسكو، وفق المجلة.
وأضافت المجلة أن حضور فاغنر في ليبيا يعقّد إعادة توحيد البلاد مرة أخرى وإجراء الانتخابات الوطنية التي حُددت في الأصل أواخر 2022، حسب المجلة. ونقلت عن محللين قولهم إن فاغنر أصبحت عنصراً رئيساً في القوة العسكرية لحفتر وقدرته على السيطرة على شرق ليبيا، وفق قولها.
وأوضحت المجلة أن فاغنر سيطرت إلى جانب مقاتلين من السودان على محطة النفط الرئيسية في سرت، وذلك خلال ذروة القتال في عام 2020، قبل أن يخرجوا منها بعدها بقرابة عام، وفق المجلة.
تعليقات الزوار
لا تعليقات