يوماً بعد آخر تتصاعد التهديدات من قبل حكومة باشاغا المعينة من قبل البرلمان، ومن قبل حفتر الذي يدعمها عسكرياً بالتوجه إلى خيار الحرب مجدداً للدخول إلى العاصمة طرابلس، حيث بدأ الناطق باسم حفتر بالحديث عن دعمهم لخيارات وبيانات باشاغا المهددة بالحرب.
وقال الناطق باسم قوات حفتر أحمد المسماري، إن طبول الحرب تدق في طرابلس بعد صدور ثلاثة بيانات من الحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا، ومن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، والثالث من قادة عسكريين في العاصمة.
وتابع في مداخلة صحافية، أنه يعتقد أن بيان حكومة باشاغا هو النداء الأخير لحملة السلاح في طرابلس. وهذا البيان ما بعده إلا إعلان عملية اجتياح العاصمة طرابلس.
وتحدث المسماري عن البيان الآخر الصادر عن بعثة الأمم المتحدة، مبدياً تحفظه على كلمة مزاعم الشرعية، قائلاً: لا نعرف ما معنى تفسير ذلك، ونرجو من البعثة تفسير ذلك، أعتقد أن البعثة تتخوف من اندلاع اشتباكات في أي لحظة.
والثلاثاء، عبرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عن قلقها البالغ مما يجرى من تحشيد للقوات وتهديدات باللجوء إلى القوة لتسوية مزاعم الشرعية في ليبيا، داعية إلى وقف التصعيد على الفور.
وفي إشارة إلى رغبة باشاغا في إشعال حرب في العاصمة طرابلس، طالبت وزارة الداخلية في الحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا، منتسبيها كافة ومكوناتها برفع أقصى درجات الاستعداد والتأهب لـحماية الممتلكات العامة والخاصة والمرافق والأهداف الحيوية من أي عبث أو تخريب، والمحافظة على أمن وسلامة المواطنين والعمل على فرض الأمن واستتبابه داخل العاصمة طرابلس.
وشددت، في بيان عبر صفحتها على فيسبوك، على ما جاء في البيان الصادر عن الحكومة بشأن تغليب مصلحة الوطن فوق أي اعتبارات شخصية، وأن حكومة الوحدة الوطنية انتهت صلاحيتها وليس لها شرعية.
وحذر وزير داخلية باشاغا كافة مكونات الوزارة من الانخراط في أي أعمال قد تهدد الأمن العام أو الالتحاق بأي تشكيلات مسلحة تقف أمام شرعية الحكومة الليبية، وحقها في ممارسة مهامها من داخل مدينة طرابلس.
وشددت الوزارة على أن القانون فوق الجميع، وأنه سيكون الرادع لكل من يحمل السلاح لترهيب وترويع الآمنين، مع التأكيد على أن العفو والصفح والمصالحة هو شعار الحكومة الليبية.
وسبق بيان وزارة الداخلية بيان لحكومة باشاغا قالت فيه إن حكومة الوحدة الوطنية انتهت صلاحيتها ومدتها وليست لها شرعية، منبهة الجميع بلا استثناء إلى أنه لا ظلم ولا قتال مع من اتبع الشرعيـة واختار الوطن دون سواه، وأنها تمد يدها للسلام وتسعى لحقن الدماء.
وعقب ذلك، أكدت قيادات عسكرية وأمنية، خلال اجتماع بقاعدة طرابلس البحرية، أنهم جاهزون للدفاع وردع أي قوة تهدد أمن وسلامة العاصمة، وذلك خلال لقاء رئيس الأركان العامة التابعة لحكومة الوحدة الوطنية الموقتة الفريق أول ركن محمد الحداد، بعدد من القيادات العسكرية والأمنية، في قاعة الاجتماعات بقاعدة طرابلس البحرية، وفق بيان نشرته صفحة رئاسة على فيسبوك.
وأضاف البيان أن الاجتماع ناقش الوضع الأمني في البلاد، حيث أكد المجتمعون النأي عن الصراعات السياسية، ومنع الاقتتال بكل أشكاله بين الإخوة، والوصول إلى حلول سلمية بعيدة عن الحرب والقتال لإنهاء الصراع القائم بين الأطراف السياسية، ووضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار.
وفي تصريح جديد، قال المتحدث باسم الجيش الليبي العميد طيار محمد قنونو، إن تصريحات الناطق باسم حفتر “أحمد المسماري هي تهديد مباشر للعاصمة طرابلس”، مضيفاً أن حفتر لن يعود إلى طرابلس مهما تحالف مع أطراف محلية أو أجنبية، موضحاً أنهم طالما دعموا للحلول السياسية والاجتماعية.
وطالب البعثة الأممية بإرسال مراقبين إلى سرت والجفرة وبراك الشاطئ لتحديد ومعرفة هويّة من يُنقلون من وإلى هذه المناطق من مرتزقة سوريين وآلاف العناصر من مجموعة فاغنر الروسية، لافتاً إلى أنهم ينتظرون تحقيقاً أممياً يكشف جرائم الإبادة الجماعية ارتكبتها مليشيات حفتر في حق أهالي ترهونة.
وقال “قنونو” إن سرت والجفرة وجنوب ليبيا وقاعدة الخادم أصبحت اليوم بؤراً تجمع للمرتزقة الأجانب التابعين لفاغنر من روسيا وسوريا، والعصابات الإجرامية المحلية المتهمة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بعد طردها من طرابلس وترهونة، لتتحول إلى أكثر الأماكن خطورة على الأمن والسلم المجتمعي في ليبيا.
وأوضح أنهم لا يثقون في قدرة مليشيات حفتر في إخراج أكثر من 5 آلاف مرتزق من فاغنر ومثلهم من المرتزقة القادمين من سوريا والسودان وتشاد، ولا يعتقدون أن لهم القدرة على أن يطلبوا منهم هذا الطلب في الوقت الذي تواصل فيه شركة فاغنر إقامة المعسكرات والتحصينات وحفر الخنادق.
وتابع المتحدث باسم الجيش الليبي إنهم لا يثقون أيضاً في نجاح أي مسار للسلام يتساوى فيه الجلاد والضحية، ولا يتضمن محاسبة المتورطين في العدوان على العاصمة والمدن الغربية ومن أعطى لهم الأوامر وعلى رأسهم خليفة حفتر، مؤكداً أن قوات بركان الغضب جاهزة للدفاع عن طرابلس.
وفي السياق ذاته، أعلنت مجموعة من المكونات المدنية بسوق الجمعة الواقعة في العاصمة طرابلس، في بيان لها الثلاثاء، رفضها الاقتتال وسفك دماء الليبيين، مستهجنة في الوقت نفسه لغة العنف والتصريحات الداعية لاستباحة الدماء.
وأعاد البيان التأكيد على نبذ لغة العنف والقتل، مستهجناً التصريحات لاستباحة الدماء مطالباً بتحكيم العقل والحكمة، مشيرة إلى أن ما تحتاجه بلادنا اليوم هو جسم تشريعي ينتخبه الليبيون يمثلهم ويوحد بلادهم، ويتوافق على حكومة كفاءات يرتضيها الليبيون جميعاً، بعيداً عن المحاصصة المقيتة.
تعليقات الزوار
لا تعليقات