رد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة على التأويلات والشائعات التي تلت حادث مقتل رئيس هيئة الاركان محمد الحداد ومرافقيه في تحطم طائرة خاصة كانت تقلهم من أنقرة الى طرابلس في ظروف لا تزال غامضة رغم اعلان السلطات التركية ان سبب التحطم كان نتيجة خلل كهربائي.
وتعكس الشكوك والشائعات بشأن حادثة التحطم حجم الصراع والارتياب بين قوى نافذة في غرب ليبيا خاصة في ظل حملات تصفية بين قادة الميليشيات في الأشهر الماضية.
وقال الدبيبة، السبت، إن التحقيق بشأن طائرة الوفد العسكري يجري بأقصى درجات الجدية والمسؤولية بالتعاون مع تركيا حيث ستكون لهذه الحادثة الكثير من التداعيات على المستوى الداخلي وعلى العلاقة بين طرابلس وأنقرة.
جاء ذلك في كلمة له خلال مراسم عسكرية أقيمت في العاصمة طرابلس عقب وصول جثامين ضحايا الطائرة المنكوبة، حضرها رئيس هيئة الأركان العامة التركية سلجوق بيرقدار أوغلو وسفير تركيا لدى طرابلس غوفَن بَغَتش.
وأسفر سقوط الطائرة التي كانت تقل وفدا عسكريا ليبيا، قرب العاصمة التركية أنقرة، الثلاثاء الماضي، عن مصرع الحداد ومرافقيه الأربعة فيما تصاعدت الشائعات والاقاويل حول الحادثة خاصة في ظل الحديث المتصاعد عن صراع النفوذ غرب ليبيا.
وأكد الدبيبة أن "أعضاء الوفد العسكري الذين فقدوا حياتهم لم يكونوا مجرد قادة عسكريين فحسب، بل أيضا رجال دولة جسدوا الحكمة والانضباط والشعور بالمسؤولية" مضيفا "نؤكد أن التحقيق مستمر بأقصى درجات الجدية والمسؤولية، وأننا نتابعه عن كثب بالتعاون مع جمهورية تركيا"، مقدما التعازي لأسر ضحايا الوفد العسكري ومتمنيا لهم الصبر.
كما شكر جميع المسؤولين المشاركين في المراسم ووقوفهم مع ليبيا في هذا اليوم الحزين، وخاصة القادمين من تركيا ودول أخرى.
بدور، قال رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي "نودع نخبة من أبناء ليبيا البارزين".
وتابع "عرفناهم رجالا منضبطين، أوفياء لقسمهم، كانوا رجالا ذوي عملٍ دؤوب، عملوا في صمت، وتحمّلوا المسؤولية، وحافظوا على ولائهم لله ولوطنهم وشعبهم، لم يطلبوا في المقابل إلا شرف الانتماء إلى ليبيا وخدمتها".
وأعلن عن ترقيته، بصفته القائد العام للجيش الليبي، لكلٍّ من رئيس الأركان الراحل محمد الحداد ورئيس أركان القوات البرية، الفيتوري غريبيل.
والثلاثاء الماضي، أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا، الوصول إلى حطام الطائرة التي كانت تقل رئيس الأركان الليبي محمد الحداد ومرافقيه الأربعة.
وأوضح يرلي قايا، أن عناصر الدرك تمكنوا من الوصول إلى حطام الطائرة قرب أنقرة، إثر سقوطها بعد إقلاعها مساء الثلاثاء، من مطار "أسن بوغا" في أنقرة، نحو العاصمة الليبية طرابلس.
وقالت الحكومة التركية في البداية أن عطلا كهربائيا أُبلغ عنه أثناء الرحلة هو سبب تحطم الطائرة مضيفة أن الطائرة، من طراز داسو فالكون 50، أقلعت من مطار أسن بوغا بالعاصمة التركية الساعة 17:17 بتوقيت غرينتش متجهة إلى طرابلس، قبل أن تشير مراقبة الحركة الجوية إلى وجود حالة طوارئ نتيجة عطل كهربائي عند الساعة 17:33 بتوقيت غرينتش.
وقال برهان الدين دوران رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية الأربعاء، إن الطائرة طلبت الهبوط الاضطراري قبل فقدان الاتصال بها وتحطمها في منطقة هايمانا القريبة من أنقرة، موضحا أن مراقبة الحركة الجوية أعادت توجيه الطائرة نحو مطار أسن بوغا واتُخذت إجراءات الطوارئ، غير أن الطائرة اختفت من على شاشة الرادار الساعة 17:36 بتوقيت غرينتش.
وأكد وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة صباح الأربعاء، حيث تم انتشال مسجل الصوت في قمرة القيادة الساعة 02:45، ومسجل بيانات الرحلة الساعة 03:20، فيما بدأت السلطات التركية عملية فحص وتحليل الصندوقين لتحديد سبب الحادث بدقة.

تعليقات الزوار
لا تعليقات