أخبار عاجلة

توترات أمنية في ليبيا بعد مقتل رئيس جهاز “الدعم والاستقرار”

تشهد العاصمة الليبية طرابلس تصعيدًا أمنيًا خطيرًا، في ظلّ تحركات عسكرية متبادلة بين “جهاز الدعم والاستقرار” المتمركز في المدينة، وقوات تابعة لـ”القوة الأمنية المشتركة” القادمة من مدينة مصراتة، تزامنًا مع أنباء عن مقتل رئيس جهاز الدعم والاستقرار عبد الغني الككلي، المعروف بـ”غنيوة”.

 

وأكدت مصادر ميدانية تحرك أرتال عسكرية من القوة المشتركة نحو طرابلس، بينما سُمعت أصوات إطلاق نار متقطع في محيط ووسط المدينة، بالتوازي مع انتشار أمني كثيف يعكس ارتفاع منسوب التوتر. وفي مناطق عين زارة وصلاح الدين، أفاد سكان بسماع أصوات رماية بالسلاح الثقيل، وسط حالة هلع بين الأهالي، فيما بدت الحركة شبه طبيعية في مناطق قريبة.

وفي وقت سابق من مساء الإثنين، أكد شهود عيان سماع رماية شديدة في عين زارة، وذلك عقب انتشار نبأ مقتل “غنيوة” داخل مقر “اللواء 444 قتال” التابع لمنطقة طرابلس العسكرية، ما أدى إلى تأجيج الأوضاع الأمنية وتعميق الانقسام المسلّح داخل العاصمة.

وعلى إثر ذلك، أعلنت وزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية حالة الطوارئ الأمنية، وأصدرت بيانًا رسميًا دعت فيه جميع المواطنين في طرابلس إلى التزام منازلهم وعدم الخروج حفاظًا على سلامتهم، وهي الدعوة ذاتها التي وجّهها جهاز الإسعاف والطوارئ.

في المقابل، استنفر “جهاز الدعم والاستقرار” عناصره داخل العاصمة، وذلك بعد إعلان عدد من الكتائب في مصراتة النفير العام، من بينها كتيبة “حطين” التي عقدت اجتماعًا طارئًا صباح اليوم بالتزامن مع التحركات العسكرية، كما تم تسجيل إغلاق مفاجئ لمقر الجهاز في مدينة مصراتة.

وأعلنت جامعة طرابلس تعليق الدراسة والامتحانات والأعمال الإدارية في جميع كلياتها ومكاتبها حتى إشعار آخر، كإجراء احترازي في ظل التصعيد القائم.

من جانب آخر، أفادت مصادر أمنية بوجود توجه لإخلاء الطائرات المدنية من مطار معيتيقة الدولي ونقلها إلى مطار مصراتة، في إطار إجراءات احترازية تحسبًا لأي تصعيد محتمل. وأشارت المصادر إلى أن الملاحة الجوية لا تزال مستمرة حتى الساعة العاشرة مساءً، وسط متابعة دقيقة من الجهات المختصة وشركات الطيران التي تضع سلامة الطواقم والمسافرين على رأس أولوياتها.

 

 

وفي محاولة لاحتواء التصعيد، أفادت مصادر عسكرية بأن “قوة مكافحة الإرهاب” عقدت اجتماعًا أمنيًا عاجلًا في طرابلس لتنسيق الجهود الأمنية واحتواء الموقف قبل خروجه عن السيطرة.

من جانبهم، حذر “شباب أبو سليم” من مغبة التصعيد، مؤكدين رفضهم لجرّ العاصمة إلى مربع الفوضى، وداعين إلى تغليب صوت العقل والمصلحة الوطنية. وفي الاتجاه نفسه، أصدرت “كتائب ثوار مصراتة” بيانًا دعت فيه الشباب المنخرطين في “جهاز الدعم والاستقرار” إلى الانسحاب من “التحركات الخارجة عن القانون”، معتبرة أن هذه المشاركة تُمثّل “ابتزازًا للمال العام ولا تخدم استقرار البلاد”.

في المقابل، شدد “شباب طرابلس” على أن العاصمة “لن تكون ساحة لتصفية الحسابات”، داعين إلى الحفاظ على سلمية المدينة ورفض أي مواجهة مسلحة.

وفي ظل هذه الأجواء المتوترة، تتواصل مساعي الوساطة من قبل أطراف محلية، وسط مخاوف متزايدة من انزلاق العاصمة إلى موجة جديدة من العنف قد تكون عواقبها كارثية على المدنيين.

“طوارئ طرابلس” تعلن النفير العام و”الهلال الأحمر” يعلن استعداده للإخلاء

أعلن مركز طب الطوارئ والدعم حالة النفير العام في العاصمة الليبية طرابلس، وجرى تجهيز عدد من سيارات الإسعاف وفرق الإنقاذ تحسبًا لأي طارئ، في ظل التوترات الأمنية المتصاعدة في المدينة.

جاء ذلك في مقطع مصوَّر للناطق باسم المركز، مالك مرسيط، دعا فيه المواطنين إلى البقاء في منازلهم وتجنّب الاقتراب من النوافذ حفاظًا على سلامتهم.

من جانبها، دعت جمعية الهلال الأحمر – فرع طرابلس، المواطنين إلى الامتناع عن التنقّل إلا للضرورة القصوى، نظرًا للظروف الطارئة التي تمرّ بها المدينة، مؤكدة جاهزية فرقها الميدانية للاستجابة الفورية للبلاغات، خاصة في ما يتعلق بإخلاء السكان من المناطق غير الآمنة.

السفارة الأمريكية تنضمّ إلى دعوات التهدئة في طرابلس

وأعربت سفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا عن دعمها لبيان بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، الداعي إلى التهدئة، وذلك في ظل تقارير تشير إلى تصاعد التوترات الأمنية في العاصمة طرابلس. وجاء موقف السفارة في تدوينة نشرتها عبر حسابها على منصة “إكس”، أرفقتها بنسخة من بيان البعثة الأممية حول الوضع الراهن.

وكانت بعثة الأمم المتحدة قد دعت،  الإثنين، إلى التهدئة، على خلفية “تقارير عن حشود عسكرية وتصاعد التوترات في طرابلس والمنطقة الغربية بشكل عام”. وأكدت في بيان نشرته على حسابها الرسمي في “إكس” أنها تتابع هذه التطورات عن كثب، مطالبة جميع الأطراف بـ”التهدئة الفورية، وتجنب الأعمال الاستفزازية، واللجوء إلى الحوار لحل النزاعات”.

تحذيرات برلمانية من تفاقم الأوضاع

في السياق نفسه، حذّر 13 نائبًا في مجلس النواب الليبي من تدهور الأوضاع الأمنية في العاصمة، نتيجة تصاعد التوترات بين الجماعات المسلحة. وطالب النواب بضرورة التحرك العاجل لتنفيذ أربعة استحقاقات وطنية لم يحددوها في بيانهم، مؤكدين أن استمرار التوتر يُهدد الاستقرار في البلاد.

الاتحاد الليبي لكرة القدم يعلن إيقاف جميع المباريات في المنطقة الغربية حتى إشعار آخر

وأعلن الاتحاد الليبي لكرة القدم عن إيقاف جميع المباريات في المنطقة الغربية من البلاد، وذلك حتى إشعار آخر، وذلك بسبب التوترات الأمنية الراهنة في العاصمة طرابلس.

ولم يتم تحديد موعد لاستئناف المباريات، حيث سيتابع الاتحاد تطورات الوضع الأمني واتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب.

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات