انتشرت في الأيام الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي شائعات مفادها أن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم يعتزم سحب تنظيم كأس الأمم الأفريقية 2025 من المغرب، سرعان ما تلقفتها بتلهف وسائل الاعلام الجزائرية تدعي المهنية.

وأثارت هذه الأنباء جدلًا واسعًا في الأوساط الرياضية والإعلامية، خاصة أنها جاءت دون أي تأكيد رسمي من الجهات المعنية.

وبالتحقق من مصدر هذه الادعاءات، يبدو أن بعض وسائل الإعلام الجزائرية كانت وراء نشرها استنادا الى تقارير افريقية مزعومة، في محاولة لإثارة البلبلة والتشكيك في قدرة المغرب على استضافة الحدث القاري.

وسارعت صحيفة "فوت أفريكا" التي نسب لها الخبر إلى نفي أي علاقة لها بهذه الادعاءات، مؤكدة أن الخبر المتداول مجرد شائعة لا أساس لها من الصحة.

وجاء ذلك في بيان رسمي أصدرته الصحيفة الثلاثاء 18 فبراير/شباط 2025، ردًا على محاولات التشويش والتضليل الإعلامي.

أوضحت "فوت أفريكا" في بيانها أن صورة المقال المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تزعم أن الصحيفة نشرت تقريرًا عن سحب تنظيم البطولة من المغرب، غير صحيحة تمامًا.

 وأكدت أنه حتى تاريخ 17 فبراير/شباط 2025، لم يتم نشر أي مقال على موقعها الإلكتروني بخصوص هذا الموضوع، ولم يتم مشاركة أي معلومة من هذا القبيل على صفحتها الرسمية على فيسبوك، التي تضم قرابة أربعة ملايين متابع.

كما شددت الصحيفة على أن المقال المزعوم لم يُنشر أبدًا، ولم يكتبه أي من صحفييها، معتبرة أن الأمر يتعلق "بتلاعب واضح وتشويه متعمد"، داعية إلى وقف نشر هذه الأخبار الكاذبة التي تضر بمصداقية الصحافة.

وأكدت الصحيفة أن "الكاف" لم يصدر أي بيان رسمي بشأن سحب التنظيم من المغرب، مما يدحض كل المزاعم المتداولة. وأشارت إلى أن هذه الادعاءات لا تستند إلى أي مصدر موثوق، بل تعد جزءًا من محاولات التضليل الإعلامي.

من جهته أكد موقع "مسبار"، المتخصص في التحقق من الأخبار، أن فيديو تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية حول نفس الموضوع ايضا مزور.

كما تبين أن تصميم الخبر المفبرك يحاكي أسلوب بعض القنوات الإخبارية الدولية مثل "فرانس 24"، لكنه لم يُنشر على أي من منصاتها الرسمية.

إضافةً إلى ذلك، أصدر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم في 27 يناير/كانون الثامي 2025 بيانًا رسميًا يحدد موعد قرعة كأس أمم أفريقيا 2025، وهو ما يؤكد استمرار المغرب كدولة مستضيفة للبطولة دون أي تغيير.

وبحسب عدة مصادر، فإن الشائعات جاءت في البداية من بعض المنصات الإعلامية الجزائرية التي سبق أن نشرت أخبارًا مشابهة حول المغرب في سياقات مختلفة.

ويتزامن نشر هذه الادعاءات مع تصريحات رسمية جزائرية تضمنت انتقادات مبطنة للمغرب، في محاولة للتشكيك في جاهزيته لاستضافة البطولة، رغم أن المغرب يُعد واحدا من أكثر الدول الأفريقية تجهيزًا من حيث البنية التحتية الرياضية، بشهادة الاتحاد الأفريقي والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

وحتى الآن، لم تصدر أي جهة رسمية في المغرب بيانًا خاصًا للرد على هذه الشائعات، حيث يبدو أن السلطات المغربية تعتمد على قوة الحقائق والموقف الرسمي للاتحاد الأفريقي.

ومع ذلك، فإن العديد من الخبراء الرياضيين والإعلاميين المغاربة أكدوا أن هذه الادعاءات لا تعدو كونها محاولة يائسة لتقويض نجاح المغرب في تنظيم البطولة.

ومع استمرار دعم الاتحاد الأفريقي لكرة القدم للمغرب، تبدو هذه الأخبار المفبركة محاولة غير ناجحة للتأثير على صورة المملكة كوجهة رياضية رائدة في القارة الأفريقية.

ستضيف المغرب بطولة كأس أمم أفريقيا القادمة في الفترة من 21 ديسمبر/كانون الأول 2025 حتى 18 يناير/كانون الثاني 2026، وستُقام المباريات في 9 ملاعب موزعة على 6 مدن مغربية.

ومن المتوقع أن يُعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) قريبًا عن الجدول الكامل للبطولة. وسيفتتح المنتخب المغربي مشواره في البطولة بمواجهة جزر القمر يوم 21 ديسمبر/كانون الاول في الرباط، على ملعب الأمير مولاي عبدالله، الذي يتسع لـ69.500 متفرج. أما النهائي، فسيُقام على الملعب نفسه يوم 18 يناير/كانون الثاني 2026.

ويعمل المغرب على تأهيل وتجهيز الملاعب التي ستحتضن مباريات البطولة، مع التركيز على تحديث الملاعب الكبرى مثل ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، ومجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط، وملعب مراكش الكبير، بالإضافة إلى ملاعب أخرى بمختلف المدن التي ستستضيف المباريات. كما يتم بناء وتحديث المرافق المحيطة لضمان راحة الجماهير والمنتخبات المشاركة.

وخصصت الحكومة المغربية استثمارات كبيرة في قطاعي الضيافة والنقل، لضمان استقبال مثالي للمنتخبات والمشجعين القادمين من مختلف الدول الإفريقية والعالمية. وتشمل التحضيرات تحسين شبكة الطرق، وتعزيز وسائل النقل العام، بالإضافة إلى توفير خيارات إقامة متنوعة تتناسب مع جميع الفئات.

تعمل الأجهزة الأمنية المغربية بالتعاون مع مختلف الجهات المختصة على وضع خطط أمنية متكاملة لضمان سير البطولة في أجواء آمنة. كما يجري التنسيق مع الاتحاد الإفريقي لضمان التزام كافة الترتيبات بالمعايير الدولية.