بحث وفد من القوات المسلحة المغربية إلى باماكو سبل تعزيز التعاون العسكري بين المغرب ومالي وذلك خلال الاجتماع الأول للجنة العسكرية المشتركة بين البلدين، وفق ما أكده الجيش المالي.
وتشهد العلاقات بين الرباط وباماكو زخما لافتا، بينما كانت مالي من أوائل دول الساحل التي أعلنت انخراطها في المبادرة الأطلسية التي أطلقها المغرب بهدف تسهيل الوصول إلى المحيط.
وكان مراقبون قد رشحوا المغرب للعب دور وسيط لإنهاء الصراع بين الجيش المالي والانفصاليين الطوارق، بعد أن أخفقت الجزائر خلال نحو عقد من الزمن في تسوية الملف، بينما لم يؤد اتفاق السلام الهش المبرم في العام 2015 والذي ألغته باماكو العام الماضي إلى تحقيق أي نتائج ملموسة على أرض الواقع.
وأعرب عمر ديارا رئيس الأركان العامة للجيش، عن سعادته بعقد اللقاء مع الوفد المغربي الذي ترأسه عبدالغني محيب رئيس قسم العمليات بالمكتب الثالث بأركان الحرب العامة بالقوات المسلحة الملكية، لافتا إلى أنه "يتماشى مع الرؤية السياسية لرئيس المرحلة الانتقالية في مالي"، وفق موقع "هيسبريس".
بدوره أكد محيب أن الرباط وباماكو تربطهما علاقات تعاون قوية، مجددا التزام المملكة بدعم دول منطقة الساحل الأفريقي في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية.
ونقل المصدر ذاته عن عبدالرحمان مكاوي، الخبير في الشؤون العسكرية، قوله إن التهديدات الإرهابية التي تواجهها باماكو تفرض على السلطات المالية تعزيز التعاون مع المغرب.
وتشهد مالي بين الحين والآخر اشتباكات بين القوات المسلحة المالية والانفصاليين الطوارق، بينما جعل المجلس العسكري الذي يتولّى السلطة منذ 2020 من استعادة السيطرة على كامل أراضي البلاد إحدى أولوياته.
ويعتقد أن مالي تسعى إلى الاستفادة من الخبرة التي راكمها المغرب في مكافحة الإرهاب وتفكيك الخلايا الإرهابية، فضلا عن الدور البارز الذي تلعبه المملكة في حفظ الأمن وبسط الاستقرار في منطقة مضطربة.
وأكد الخبير المغربي أن "التعاون العسكري بين المغرب ومالي أصبح ضرورة استراتيجية للقطع مع حالة عدم الاستقرار في منطقة الساحل المشتعلة أمنيا وفتح باب الاستثمار والتنمية في هذه المنطقة"، مضيفا أن "انخراط الرباط في بناء علاقات عسكرية مع باماكو يعكس التزام المملكة بأمن واستقرار هذا البلد".
واعتبر أن المغرب مستعد لمواكبة إعادة هيكلة الجيش المالي وتدريب ضباطه، لافتا إلى قدرة المملكة على تسوية الأزمة في مالي، مشيرا إلى أن "الكثير من قبائل الطوارق لها جذور مغربية".
وتنظر الجزائر التي تواجه عزلة متنامية في محيطها الأفريقي بقلق إلى التعاون المتنامي بين المغرب ودول القارة، خاصة بعد أن أخفقت الدبلوماسية المرتبكة في ترميم الشروخ في العلاقات مع أكثر من بلد.
ويتوقع أن يؤدي التعاون العسكري بين مالي والمغرب إلى مزيد إرباك الجزائر، لا سيما بعد أن فشلت في لعب دور وسيط في إنهاء الصراع في هذا البلد الافريقي، فيما ينظر إليها على أنها لا تزال تحت وقع صدمة انحسار نفوذها وتراجع حضورها في المنطقة.
تعليقات الزوار
مالي دولة شقيقة
اطلب من بلدي الحبيب مساعدة الشقيقة مالي عسكريا واستخباراتيا. الله-الوطن-الملك