اعتقلت قوات الأمن الفرنسية اليوم الجمعة التيكتوكر الجزائري المعروف باسم "زازو يوسف" بتهمة التحريض على ارتكاب اعتداءات داخل فرنسا، عقب نشره مقاطع فيديو هدد فيها بتنفيذ هجمات على معارضي الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون.
وقال وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو في منشور على حسابه على منصة "إكس" إنه تم توقيف المؤثر الجزائري في مدينة بريست، إثر دعوته إلى ارتكاب أعمال عنف في فرنسا عبر مقاطع فيديو تم نشرها على منصة "تيك توك".
وأكد ريتايو أن "المؤثر الجزائري سيدفع ثمن أقواله أمام العدالة"، مشيدًا بالجهود المبذولة من قبل القضاة وقوات الأمن التي أدت إلى توقيفه.
وتم بث الفيديو باللغة العربية والمترجم بالفرنسية في 31 ديسمبر/كانون الأول على تطبيق تيك توك، وتم نقله إلى منصة "فاروس" للإبلاغ عن المحتوى غير المشروع على الإنترنت، إلا أنه لم يتم حذفه على الرغم من الطلبات العديدة لإزالته، وفق مواقع فرنسية.
ويخضع "زازو يوسف" البالغ من العمر 25 سنة وهو من مواليد مستغانم بالجزائر، لإلزامية مغادرة التراب الفرنسي، كما أنه معروف لدى المحاكم، حسب المصدرذاته.
واعتبرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية في تقرير أن ما أقدم عليه المؤثر الجزائري الذي يحظى بمتابعة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي تفوق الأربعة ملايين متابع، تحريض على القتل والتآمر ومعاداة السامية.
وتابعت أن زازو يوسف دعا إلى إطلاق النار على كل من يتظاهر ضد النظام الجزائري خلال رأس السنة، قائلا "سنفعل بك ما حدث في التسعينات"، في إشارة إلى أحداث العشرية السوداء التي ذهب ضحيتها أكثر من 250 ألف جزائري. وأضاف "أطلقوا النار عليهم... علينا أن نجعل الرصاص يتحدّث... إنهم يريدون الفوضى".
وتشهد الجزائر حالة من الغليان الاجتماعي، حيث أطلق نشطاء وشباب جزائريون في الأسابيع القليلة الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ #مانيش_راضي احتجاجا على تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، ما أثار مخاوف النظام الجزائري من خروج مظاهرات في الشوراع، لا سيما إثر انضمام آلاف الشباب إلى الجملة من خلال تداول فيديوهات تثبت تدهور الوضع في البلاد، محملين السلطة مسؤولية الإخفاق في وجود الحلول اللازمة.
وفي محاولة لاستيعاب الغضب الشعبي، كان تبون قد قال خلال اجتماعه بالولاة "سنحمي هذا البلد الذي يسري في عروق شعبه دماء الشهداء، فلا يظُنّن أحد أن الجزائر يُمكن افتراسها بهاشتاغ"، وهي ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها النظام الجزائري إلى نظرية المؤامرة التي دأب على الاستنجاد بها كلما أحس بالخطر.
ويزداد التصدّع في العلاقات الفرنسية الجزائرية يوما بعد آخر، إذ باتت بوادر التهدئة بين البلدين شبه معدومة، خاصة عقب الخطاب الأخير للرئيس الجزائري الذي أعلن خلاله أن مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الذي يطرحه المغرب كحل وحيد لإنهاء النزاع المفتعل حول صحرائه هو "فكرة فرنسية".
تعليقات الزوار
حول الموضوع
هداك رخيص ميمثل الشعب الجزائري