أخبار عاجلة

مدريد تسعى لإعادة الدفء إلى العلاقات مع الجزائر لا تمس اعترافها بمغربية الصحراء

تسعى مدريد إلى إقناع حلف شمال الأطلسي "ناتو" بدعوة الجزائر لحضور اجتماع وزراء خارجية الحلف الذي ستستضيفه في ديسمبر وفق وكالة "أوروبا برس" الإسبانية، فيما يبدو أن مدريد تراهن على هذه الخطوة لتحقيق مصالحة حقيقية مع الجزائر وإنهاء التوتر الناجم عن التصعيد الجزائري على خلفية الاعتراف الإسباني بسيادة المغرب على صحرائه.

وجددت الحكومة الاسبانية في أكثر من مناسبة موقفها الثابت من مغربية الصحراء ومن مبادرة الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب سبيلا وحيدا لانهاء النزاع المفتعل من قبل جبهة بوليساريو الانفصالية المدعومة من الجزائر. 

وتدفع اسبانيا إلى أن تتبنى الجزائر موقفا عقلانيا وواقعيا في اطار احترام القرارات السيادية لمدريد ومن ضمنها قرار الاعتراف بمغربية الصحراء وأن يراعي الجانب الجزائري هذا الأمر دون أي محاولة لربط العلاقات الثنائية بموقف سيادي لا رجعة فيه. ولا يخرج التحرك الإسباني تجاه استعادة علاقات طبيعية مع الجزائر عن هذا المسار.

وتدرك السلطة الجزائرية التي تروج إلى أن مدريد هي من يرغب في المصالحة، أن الاستمرار في الضغط على شريك أوروبي أو معاقبته من خلال استخدام ورقة الغاز أو المبادلات التجارية من شأنه أن يرتد عقابا أوروبيا جماعيا للجزائر، إذ أن مبدأ التضامن بين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مبدأ راسخ.  

وبحسب المصدر نفسه فإن "إسبانيا ترغب في أن يدعو حلف ناتو دول الجوار الجنوبي لحضور الاجتماع المرتقب مستلهمة ذلك من دول منطقة آسيا والمحيط الهادي، التي أصبحت دائمة الحضور في قمم ناتو". وتتطلع مدريد إلى "تعزيز مبادرة ناتو للحوار المتوسطي التي تضم البلدان الواقعة جنوب المتوسط".

والعلاقات بين الجزائر وإسبانيا لم تغادر مربع التوتر رغم عودة السفير الجزائري إلى مدريد في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بعد 19 شهرا من مغادرته لمنصبه، في خطوة احتجاجية على الاعتراف الإسباني بمغربية الصحراء.

واضطرت الجزائر إلى إنهاء القطيعة مع إسبانيا مدفوعة برغبتها في الحفاظ على التعاون مع مدريد في العديد من الملفات المشتركة من بينها مكافحة الهجرة غير الشرعية وانتشار التنظيمات الجهادية في منطقة الساحل الأفريقي، بالإضافة إلى سعي الجزائر لتنويع اقتصادها.

ودفعت ضغوط أوروبية الجزائر إلى رفع الحظر الاقتصادي الذي فرضته على عمليات الاستيراد والتصدير من إسبانيا وإليها، بالتزامن مع شكاوى رجال الأعمال الجزائريين من الخسائر المالية الكبرى الناجمة عن مقاطعة شريك تجاري هام في وزن المملكة.

وأعرب مسؤولون في الاتحاد الأوروبي في أكثر من مناسبة عن قلقهم من التوتر المستمر بين الجزائر وإسبانيا، العضو في التكتل، وتعمد الحكومة الجزائرية خرق المبادلات الاقتصادية والتجارية بين الطرفين.

ويقلل مراقبون من فرص نجاح مساعي مدريد لإعادة الدفء إلى العلاقات مع الجزائر، لا سيما وأنها لا تزال مغتاضة من الدعم الإسباني لسيادة المغرب على صحرائه، بالإضافة إلى توجسها من تنامي العلاقات بين المملكتين اللتين دشنتا شراكة إستراتيجية.

وأعلنت إسبانيا في عام 2022 أن مقترح الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب هو الحل الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

وكان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشير قد صرح في أوائل العام 2023 بأن بلاده "تربطها علاقات وثيقة مع الجزائر"، مضيفا أنها "شريك استراتيجي وبلد صديق، ويمكننا كما يجب علينا أيضا، الاعتماد على هذه الصداقة".

وفي فبراير/شباط الماضي تأجلت الزيارة المقررة لوزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس إلى الجزائر بسبب رفضه مجرد التطرق إلى قضية الصحراء المغربية التي تعتبر محسومة بالنسبة إلى بلاده، بينما تحدثت تقارير عن عودة التوتر الصامت إلى البلدين بعد الفشل في تحقيق مصالحة كاملة.

وأثارت الزيارات التي أداها سانشيز إلى الرباط وتوجت بتوقيع حزمة اتفاقيات بين البلدين غضب الجزائر التي فشلت كافة محاولاتها لدفع إسبانيا للرجوع عن دعمها الراسخ لسيادة المغرب على صحرائه.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات