أخبار عاجلة

أزمة دبلوماسية بين نيجيريا وليبيا بسبب مباراة كرة قدم لسوء المعاملة

ملامح أزمة دبلوماسية بين ليبيا ونيجيريا جاءت بعد إلغاء مباراة كان من المقرر أن تقام على الأراضي الليبية وتحديدا في بنغازي ضمن تصفيات كأس الأمم الأفريقية لعام 2025 إثر تبادل الاتهام بإهانة الفريق النيجيري على الأراضي الليبي وأخرى بإهانة الفريق الليبي على الأراضي النيجيرية. ودعا مجلس الشيوخ النيجيري الحكومة الليبية إلى تقديم اعتذار رسمي عن سوء المعاملة التي تعرض لها منتخب نيجيريا لكرة القدم أثناء وصوله لخوض تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025. وأعرب مجلس الشيوخ عن غضبه بعد تحويل الفريق، الذي كان يسافر مع 22 لاعباً وطاقم فني ومسؤولين من الاتحاد النيجيري لكرة القدم، إلى مطار أصغر واحتجازه لمدة 14 ساعة بين الأحد والإثنين. وكان من المقرر إقامة اللقاء في مدينة بنغازي (شرق ليبيا) في العاشرة مساء بالتوقيت المحلي، الثلاثاء، ضمن الجولة الرابعة من تصفيات المجموعة الرابعة المؤهلة لكأس أمم أفريقيا المقرر أن يستضيفها المغرب عام 2025، وقبل أن يقرر منتخب نيجيريا عدم لعب المباراة ومغادرة ليبيا الإثنين احتجاجا على ما قال إنه بسبب بقاء الفريق في مطار مهجور لأكثر من 16 ساعة، ويبعد بنحو 250 كيلومترا عن وجهتهم الأصلية بنغازي.
وأثناء الجلسة العامة الثلاثاء، أدان مجلس الشيوخ تصرفات السلطات الليبية، ووصفها بأنها انتهاك للكرامة الإنسانية والمعايير الدولية للروح الرياضية. وقال نائب رئيس مجلس الشيوخ السناتور باراو جبرين، خلال المؤتمر التقدمي، إن هذه المعاملة غير مقبولة وعار على الوحدة الإفريقية، حسب وسائل إعلام نيجيرية.
وجاء القرار بعد أن أثار السناتور سوميلا كاوو في الحزب الوطني النيجيري للحزب الديمقراطي، رئيس لجنة مجلس الشيوخ للرياضة، نقطة نظام، وحث الحكومة على إجراء تحقيق في الحادث. وأكد مجلس الشيوخ أن تصرفات ليبيا تتعارض مع مبادئ الرياضة التي تهدف إلى تعزيز الوحدة والصداقة بين الأمم.
وأوضح جبرين أن الأمر تم طرحه بموجب تفسير شخصي من قبل رئيس لجنة الرياضة في مجلس الشيوخ، السيناتور سليمان عبد الرحمن كاو سومايلا، وقال إن ما حدث لنسور نيجيريا في ليبيا يتعارض مع روح الرياضة. فالرياضة تهدف إلى تعزيز الوحدة والمنافسة الصحية والأخوة بين الأمم في القارة. والمعاملة التي تلقاها لاعبونا كانت فظيعة وغير مقبولة.
واختتم جبرين: “نحث السفير والجهات المعنية وكل من شارك في الأمر على التقدم وإصدار اعتذار عما حدث لمنتخبنا الوطني. أود أن أشيد برئيس لجنة الرياضة: لقد تعاملت مع هذا الأمر بشكل جيد وأثبت اجتهاداً في أداء واجباتك”. يشار إلى أن ما جرى مع اللاعبين النيجيريين في ليبيا كانت له مقدمات في نيجيريا عندما حل منتخب ليبيا ضيفا عليهم، وهو ما كشفه قائد منتخب ليبيا فيصل البدري بقوله إن “الفريق تعرض لتفتيش شامل داخل الطائرة استغرق ساعة، إضافة إلى تأخير في النقل بين المدن دام 3 ساعات، رغم استخدام طائرة خاصة”.
وأضاف: “أبلغنا بعدم وجود دورية شرطة لتأمين البعثة، وسلكنا مسارات غير معبدة في ظلام دامس، واستغرقت الرحلة 5 ساعات في ظروف محفوفة بالمخاطر، ووصلنا إلى الفندق في ساعات متأخرة من الليل، مع تدهور ظروف الإقامة”. وأكد البدري أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الفريق لمعاملة سيئة في أفريقيا. وأعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، الثلاثاء، إلغاء مباراة ليبيا ونيجيريا في الجولة الرابعة للتصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا لكرة القدم 2025 إلى حين البت في أحداثها من قبل لجنة الانضباط.
ونشر الاتحاد الليبي لكرة القدم عبر صفحته بمنصة فيسبوك، نص خطاب إلغاء اللقاء الذي تلقاه من نظيره الأفريقي، والذي جاء فيه “إن مباراة ليبيا ونيجيريا ضمن التصفيات الأفريقية بالمغرب 2025 لن تُلعب حسب ما كان مجدولا لها”، نظرا لـ”الأحداث التي صاحبتها وأدت إلى مغادرة المنتخب النيجيري ليبيا”.
وطلب الاتحاد الأفريقي من الاتحاد الليبي “إبلاغ كل الأطراف ذات العلاقة بهذا القرار”.
وأدان وزير الرياضة النيجيري جون إينوه هذه الحادثة، بقوله “ندين بشدة المعاملة البغيضة التي تعرض لها لاعبو ومسؤولو المنتخب الوطني الأول. وكان المنتخب الوطني في طريقه جوا إلى بنغازي، لكن تم تحويل رحلته حين الاقتراب من وجهته الأصلية إلى مطار الأبرق الذي يبعد ساعات عن بنغازي”.
وأضاف في بيان الإثنين: “ظل أفراد الوفد دون رعاية لمدة تزيد على 15 ساعة تقريبا منذ وصولهم، دون طعام ولا سكن، وتُركوا في بيئة موبوءة بالبعوض، وتم تطويقهم من قِبل الأمن الليبي، حتى لا يخرجوا من المطار”.
وقال الاتحاد الليبي لكرة القدم إن الحادث لم يكن متعمدا، وحث نيجيريا على تفهم الموقف.
وأضاف عبر بيان الإثنين: “نحن نحترم بشدة نظراءنا النيجيريين، ونريد أن نطمئنهم أن تحويل مسار رحلتهم لم يكن مقصودا. فالاضطرابات يمكن أن تحدث بسبب بروتوكولات الحركة الجوية الروتينية أو الضوابط الأمنية أو غيرها من التحديات اللوجيستية”.
وتابع: “نرفض بشدة أي ادعاءات تشير إلى وجود شيء غير نزيه أو تخريب في هذا الموقف، ونأمل أن يتم حل سوء التفاهم هذا بالتفاهم والنوايا الطيبة”.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات