منذ إعلان قائمة منتخب الجزائر لمعسكر سبتمبر / أيلول والهجوم لا يتوقف على رئيس اتحاد كرة القدم وليد صادي ومجلسه المعاون، وذلك ليس اعتراضا على اختيارات المدير الفني فلاديمير بيتكوفيتش، التي سيعتمد عليها أمام غينيا الاستوائية وليبيريا في افتتاح التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا 2025، بل لصدمة وسائل الإعلام والشارع الكروي من وعود المسؤولين وأصحاب القرار لجماهير محاربي الصحراء، التي لم تُنفذ على أرض الواقع في الموعد المحدد.
من جانبها عادت منصة “عين الرياضية” إلى الوراء ثلاثة أشهر، بهدف التذكير بالتصريحات الرنانة، وفي رواية أخرى “الوعود البراقة”، التي أطلقها المتحدث الإعلامي للاتحاد الجزائري سعيد فلاك مطلع يونيو / حزيران الماضي، مبشرا الملايين خلف الشاشات في مقابلة مع موثقة مع التلفزيون العمومي، بنجاح مؤسسة “فاف” في إقناع ثلاثة جواهر من العيار الثقيل من أبناء المهاجرين في أوروبا، بيد أن المدرب السويسري، فَضل تأجيل انضمامهم إلى معسكر المنتخب آنذاك، لخطورة المقامرة بدماء جديدة شابة في مباريات رسمية، بحجم وأهمية غينيا وأوغندا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم أمريكا الشمالية 2026.
وجاء في نفس التقرير الملغم بالانتقادات اللاذعة للمسؤولين في اتحاد الكرة الجزائري، أن القائمة التي اعتمدها بيتكوفيتش لخوض مباراتي تصفيات “الكان”، وضعت وليد صادي ومجلسه المعاون في موقف لا يُحسدون عليه، بسبب ما وُصف نصا بـ “عجز الاتحاد عن تجسيد وعده لجماهير المنتخب” استنادا إلى تصريحات الناطق بلسان رئيس المنظومة الكروية، التي اعتبرها المصدر مجرد “حبر على ورق” حتى إشعار آخر، نظرا لغياب الأسماء المتوقعة عن معسكر المنتخب.
وضربت المنصة المثل بجوهرة نادي موناكو مغناس أكليوش، الذي قيل عنه على نطاق واسع في وسائل الإعلام المحلية والفرنسية، أنه وافق بشكل مبدئي على ارتداء قميص الخضر في المستقبل، وتحديدا بعد انتهاء دوره مع منتخب مسقط رأسه في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، لكن ما فجر غضبه وغضب العائلة، هو تسريب كافة التفاصيل والمعلومات الخاصة بمفاوضاته مع وسطاء وليد صادي، تزامنا مع تركيزه مع المنتخب الديوك الأولمبي، ما تسبب بشكل مباشر في زيادة الضغوط الجماهيرية والإعلامية التي يتعرض لها، لمنعه من تحويل جنسيته من بلد النشأة والمولد إلى وطن الآباء والأجداد.
وفي الختام، أشار التقرير إلى تعقد موقف أكليوش، أكثر من أي وقت مضى بعد نهاية الأولمبياد، وذلك بعد حصوله على استدعاء لتمثيل منتخب شباب فرنسا في عطلة سبتمبر / أيلول، عكس الرواية الرائجة في الأسابيع القليلة الماضية، بأن الشاب العشريني سيستهل رحلته مع كبار الخضر بداية من التوقف الدولي الحالي، ونفس الأمر ينطبق على شريكه في مختلف الفئات السنية للديوك ريان شرقي، هو الآخر كان يُنتظر دخوله مشروع بيتكوفيتش هذا الشهر، خاصة بعد مشاركته الهامشية تحت قيادة الأسطورة تيري هنري في الأولمبياد، لكن في الأخير ضمت القائمة وجها جديدا من أصحاب الجنسية المزدوجة، وهو محمد فارسي، الذي لم يرهق المسؤولين في نزاعات ومعارك حامية الوطيس مع منتخبات عريقة في القارة العجوز، باختيار أبطال أفريقيا عام 2019 على حساب منتخب كندا.
تعليقات الزوار
لا تعليقات