دخلت الأزمة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت منعطفا جديدا إثر هجوم متبادل بينهما، حيث انتقد الأخير ثرثرة نتنياهو بشأن “النصر المطلق” في قطاع غزة، محملا تل أبيب مسؤولية عدم إتمام تبادل الأسرى مع حركة حماس.
وذهب مكتب نتنياهو، إلى حد اتهام غالانت بـ”تبني الخطاب المناهض لإسرائيل”، على خلفية تصريحات للأخير سخر فيها من شعار “النصر المطلق” الذي دائما ما يرفعه نتنياهو.
وتتسم العلاقات بين الرجلين بالفتور، وأقدم نتنياهو على إقالة غالانت من منصبه في مارس/ آذار 2023، قبل أن يتراجع عن قراره.
وعادت وسائل إعلام إسرائيلية لتتحدث منذ أسابيع عن رغبة نتنياهو في إقالة غالانت.
والاثنين، وجَّه غالانت انتقادات حادة لنتنياهو، خلال جلسة مغلقة في مكتبه لتقديم استعراض أمني لأعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، وفق إعلام عبري.
وتسربت أقوال غالانت إلى وسائل الإعلام، وتحولت إلى عناوين رئيسية، رغم التأهب الأمني المستمر في إسرائيل منذ نحو أسبوعين.
وتترقب إسرائيل هجمات انتقامية من إيران و”حزب الله”؛ على اغتيال كل من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بطهران والقيادي البارز بـ”حزب الله” فؤاد شكر في بيروت.
ومتحدثا عن نتنياهو، قال غالانت في الجلسة: “أسمع طبولا وثرثرة عن النصر المطلق. من المؤسف أنهم في الغرف (المغلقة) لم يظهروا نفس الشجاعة”، حسب القناة “12” الإسرائيلية (خاصة).
وأوضحت القناة أن “غالانت كان يشير إلى رغبته في تنفيذ ضربة استباقية ضد “حزب الله” في بداية المواجهات الراهنة، وهو ما عارضه نتنياهو، حسب وسائل إعلام.
وبشأن صفقة تبادل الأسرى المحتملة مع حركة حماس، أضاف غالانت: “نحن على مفترق طرق، إما صفقة تقود لتسوية في الشمال والجنوب، أو تصعيد يقود للحرب، وأنا والمؤسسة الأمنية (الجيش وأجهزة الاستخبارات) مع البديل الأول”، وفق هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.
وعلى نحو غير مسبوق، اتهم غالانت حكومة نتنياهو بعرقلة الصفقة مع حركة حماس لإعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وقال بشكل واضح: “إسرائيل من بين أمور أخرى، هي السبب وراء عرقلة صفقة المختطفين (المحتجزين في غزة)”.
وادعى أن “معظم الأسلحة التي وصلت إلى قطاع غزة، دخلت عبر الأنفاق التي قمنا بتدميرها مؤخرا، أو في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، الذي كان عضوا في جماعة الإخوان المسلمين وقدم العون لحماس”. وفق ما نقلته القناة (14) الإسرائيلية الخاصة المقربة من نتنياهو.
بدورها، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إن أعضاء كنيست من حزب الليكود برئاسة نتنياهو (ينتمي إليه غالانت أيضا) هاجموا وزير الدفاع خلال الاستعراض الأمني الذي قدمه أمام اللجنة البرلمانية.
وتوجهت عضو الكنيست تالي غوتليف إلى غالانت قائلة بغضب: “لست مستعدة لأن تصف كلام رئيس الوزراء (حول النصر المطلق) بالهراء”.
وأجاب غالانت: “أنا مستعد لمواجهة الحقائق والأفعال، وفيما يتعلق بالأمن فأنا أعرف ما أقوله”، وفق المصدر ذاته.
وعلى الفور، رد مكتب نتنياهو على أقوال غالانت عبر بيان جرى توزيعه على وسائل الإعلام، وحمل عنوان “النصر المطلق يلزم غالانت أيضا”.
وقال مكتب نتنياهو: “عندما يتبنى غالانت الخطاب المناهض لإسرائيل، فإنه يضر بفرص التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح المختطفين”، في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين بقطاع غزة.
ومشيرا إلى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، قال مكتب نتنياهو: “كان عليه (غالانت) أن يهاجم السنوار الذي يرفض إرسال وفد إلى المفاوضات”.
ودعت الوساطة الثلاثية، مصر وقطر والولايات المتحدة، إلى استئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في القاهرة أو الدوحة الخميس.
وبينما أعلنت تل أبيب اعتزامها إرسال وفد، دعت حماس الوسطاء إلى تقديم خطة لتنفيذ ما عرضوه عليها في 2 يوليو/ تموز الماضي، استنادا إلى رؤية تقدم بها الرئيس الأمريكي جو بايدن بداية يونيو/ حزيران الماضي.
واعتبر مكتب نتنياهو أنه “ليس أمام إسرائيل إلا خيار واحد: تحقيق النصر المطلق، وهو ما يعني القضاء على قدرات حماس العسكرية والحكومية، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين. وهذا النصر سيتحقق”.
وشدد على أن “هذه توجيهات رئيس الوزراء نتنياهو الواضحة إلى حكومته، وهي ملزمة للجميع، بمَن فيهم غالانت”.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حربا على غزة خلّفت أكثر من 132 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وللمطالبة بإنهاء هذه الحرب، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر الماضي قصفا يوميا أسفر عن مئات القتلى والجرحى معظمهم في الجانب اللبناني.
تعليقات الزوار
لا تعليقات