كشف تقرير لصحيفة ''لوموند'' الفرنسية عن زيارات متواترة لمبعوثي القيادة العامة في شرق ليبيا برئاسة قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر إلى دول الساحل تهدف الى تعزيز علاقاتها الديبلوماسية مع الأنظمة العسكرية في كل من بوركينافاسو وتشاد والنيجر.
وأكد المصدر نفسه أن الجولة تأتي في اطار البحث عن الشرعية على الساحة الدولية، في مواجهة حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها برئاسة عبدالحميد الدبيبة في العاصمة طرابلس، بوساطة روسية.
وقالت الصحيفة إن الزيارة التي قام بها صدام حفتر للعاصمة البوركينية واغادوغو لم تعلن عنها السلطات في بوركينا فاسو ولا في بنغازي رسميا، وهي الأولى له منذ أن عينه والده في منصب رئيس أركان الجيش الوطني الليبي كما أدى زيارة بداية يونيو/حزيران الماضي إلى انجمينا للقاء الجنرال محمد إدريس ديبي عقب انتخابه رئيسًا لتشاد في مايو/أيار الماضي.
ونقلا على لوموند، يرى الخبير في الشأن الليبي ولفرام لاشر من المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية أن "الطموحات السياسية للرجل الذي يتولى الآن دور مبعوث خليفة حفتر، تظهر أنه يسعى لتعزيز مصداقيته على الساحة الدولية في وقت بدأ فيه الاستعداد لخلافة والده."
وتسعى الحكومة التشادية إلى الحصول من جارتها الليبية على ضمان استمرار احتجاز مقاتلي جبهة التناوب والوفاق المتمردة والتي كانت وراء الهجوم الذي أودى بحياة الرئيس السابق إدريس ديبي، وكانت القوات التابعة للقيادة العامة قامت باعتقال قائدها في أكتوبر/تشرين الأول عام 2023 وسلمته للسلطات في تشاد.
وتعمل النيجر المجاورة على تعزيز روابطها مع بنغازي منذ وصول الجنرال عبدالرحمن تياني إلى السلطة قبل عام تقريبا، من أجل أن يتمكن المجلس العسكري من التعامل مع الهجمات المتفرقة التي تنفذها الجماعات المتمردة والتي لها فروع في المناطق التي تسيطر عليها قوات حفتر إضافة إلى الاستفادة من مساعدات غذائية من الجانب الليبي لدعم آلاف النازحين الذين فروا من قراهم بسبب عنف الجماعات المسلحة.
كما تعد نيامي شريكا إستراتيجيا لجماعة حفتر التي تُموّل جزئيا من خلال تهريب المهاجرين غير النظاميين الذين يمرون عبر شمال البلد الافريقي، وقد ألغت نيامي القانون الذي يجرم المهربين الذين ينقلون الباحثين عن عبور الصحراء نحو اوروبا.
ووفق المصدر ذاته، تتوجّه الشكوك الأوروبية نحو روسيا حيث يشتبه في أنها دفعت حليفتها الجديدة النيجر إلى تبني هذا الإجراء في اليوم التالي لطرد الجنود الفرنسيين، كما يعتقد الغرب أن موسكو تلعب دور الوسيط بين الانقلابيين والجيش الليبي بعد أن عززت شراكتها معه في الأشهر الأخيرة.
وخلص التقرير الفرنسي إلى أن الحضور الروسي القوي في المشهد الليبي ليس بالأمر الهين بل هو جزء من استراتيجية لوجستية واضحة المعالم لتعزيز نفوذ موسكو في شمال افريقيا ودول الساحل بشكل أوسع، مشيرا الى محادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وخليفة حفتر في موسكو نهاية سبتمبر/ايلول الماضي، والتي تطرقت إلى إمكانية استخدام أراض ليبية كمنصة لوجستية تخدم الطموحات العسكرية الروسية في المنطقة، حيث يتواجد مرتزقة فاغنر الروس منذ عام 2019.
ونقلا عن الصحيفة الفرنسية قالت الباحثة إيما فيغلينو في مقال بمجلة كونفليكت إن الموقع الإستراتيجي لليبيا بالنسبة لطرق الهجرة جعلها نقطة محورية للإستراتيجية الروسية في أفريقيا ويمكن استخدامها كرافعة دبلوماسية أو أمنية في مواجهة روسيا مع الأوروبيين.
تعليقات الزوار
لا تعليقات