كشف تقرير فرنسي أن حكومة الوحدة الوطنية الليبية بقيادة عبدالحميد الدبيبة تستغل ملف الهجرة الشائك لممارسة لعبة مزدوجة مع الاتحاد الأوروبي وذلك لتحقيق منافع مادية وسياسية ما يمثل تهديدا للأمن القومي في أوروبا.
وشدد التقرير الذي بثته الإذاعة الوطنية الفرنسية الجمعة ان ليبيا تطلب المال من الاتحاد الاوروبي للاحتفاظ بالمهاجرين لكنها في المقابل تشتكي من وجودهم.
وتحدث معد التقرير عن موقف وزير الداخلية المكلف بحكومة الوحدة الوطنية الموقتة عماد الطرابلسي عن أن ليبيا التي يبلغ عدد سكانها سبعة ملايين نسمة، بها 2.5 مليون مهاجر، منهم نحو 80 بالمائة في وضعية غير نظامية.
وردا على المواقف الليبية قال الباحث المتخصص في شؤون الهجرة، فرانسوا جيمين، إن الجانب الأوروبي سيتخذ المزيد من التدابير لمراقبة الحدود ومواجهة ظاهرة توافد اللاجئين من ليبيا وتونس.
وشدد على ان حكومة الدبيبة تسعى للحصول على المزيد من الأموال والمنافع المادية مقابل الاحتفاظ بالمهاجرين في لعبة مزدوجة تثير غضب ومخاوف الساسة في أوروبا.
ووفق التقرير يستغل المهربون حالة الفوضى وانعدام الامن في بعض المناطق الليبية بعد سقوط نظام العقيد الليبي معمر القذافي لتهريب المهاجرين الافارقة حيث يؤرق هذا الملف الدول الأوروبية لما يمثله من تهديد للأمن القومي.
وترى منظمات حقوقية ان الاتفاقيات التي وقعتها ليبيا مع الجانب الأوروبي لوقف تدفع المهاجرين من السواحل الليبية واحتجازهم في مراكز غير إنسانية هي من بين أسباب تصاعد الانتهاكات بحقهم.
والاسبوع الجاري حث المفوّض السامي لحقوق الانسان بالأمم المتحدة فولكر تورك المجتمع الدولي على النظر في وقف اتفاقياته مع ليبيا بشأن قضايا طالبي اللجوء والهجرة على خلفية معاناة المهاجرين في المنطقة والانتهاكات المرتكبة في حقهم من تعذيب واحتجاز في مراكز سرية.
وفق تقرير المفوضية الأممية فقد مات أو فُقد أكثر من 2400 شخص منذ أبريل/نيسان 2023 أثناء محاولتهم عبور وسط البحر الأبيض المتوسط منهم أكثر من 1300 غادروا من ليبيا.
وتقول الأمم المتحدة إنها تحققت من 60 حالة على الأقل من حالات الاحتجاز التعسفي لأشخاص يمارسون سلميًا حقهم في التعبير عن آرائهم السياسية. وفي بعض الحالات أعقب الاعتقال إعدام خارج نطاق القضاء، مرجحة أن يكون الرقم أعلى مع استمرار الاعتقالات، وفق ما ورد في التقرير المفوضية على موقعها الرسمي.
ويتزايد عدد المهاجرين غير النظاميين القادمين من دول الساحل والسودان الذين يحاولون عبور الصحراء نحو أوروبا مدفوعين بالصراعات الجديدة في المنطقة والصدمات المناخية وحالات الطوارئ الممتدة في شرق أفريقيا والقرن الأفريقي.
وكشف تقرير الإذاعة الفرنسية عن حجم الانتهاكات الليبية بحق المهاجرين حيث جاء فيه " لا تزال ليبيا، التي تعاني انعدام الأمن والفوضى، تسيء معاملة المهاجرين الذين يعانون انتهاكات صارخة وفقا للأمم المتحدة".
تعليقات الزوار
لا تعليقات