بدأ حزب جبهة التحرير الوطني، الحزب الحاكم في الجزائر منذ الاستقلال والمعروف اختصارا بـ'الأفالان' في إجراء ترتيبات سياسية وتنظيمية على مستوى هياكلها استعدادا للانتخابات الرئاسية المقررة في سبتمبر القادم، في أوضح إشارة على أن الرئيس الحالي عبدالمجيد تبون سيعلن ترشحه قريبا لولاية رئاسية ثانية.
وتشير تحركات 'الأفالان' إلى خطوات لإعادة ترتيب البيت الداخلي استعدادا للاستحقاق الرئاسي، بينما يأتي ذلك مسبوقا بحملة واسعة من منظمات ومن أحزاب الموالاة "ناشدت" فيها تبون للترشح للسباق الرئاسي.
وكان متوقعا على نطاق واسع في مشهد سياسي يهيمن عليه الحزب الحاكم منذ الاستقلال بما رسخ مفهوم دولة الحزب الواحد حتى في ذهنية غالبية الجزائريين المنقسمين بين دعم الرئيس وبين مناوئي العهدة الثانية.
ويبدو شق من الجزائريين على قناعة بأن تبون هو الخيار الأمثل لما يعتقدون أنه تغيير جذري ومسار اصلاحي لبناء الجزائر الجديدة، بينما يرى الشق الثاني أن اعادة انتخاب الرئيس لن يأتي بالجديد بالنظر لشواهد وتجارب سابقة من عهدات الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة التي أوقفها حراك 2019، وصولا إلى انتخابات الرئاسة التي جاءت بتبون لسدة الحكم بوعود لم تنفذ ولم يظهر منها شيء بعد ولاية رئاسية مثقلة بالأزمات والمشاكل الاجتماعية.
ومع اقتراب الموعد الرئاسي الجزائري المقرر يوم السابع من سبتمبر القادم، زداد الحراك داخل أحزاب الموالاة لإعادة ترتيب قواعدها على مستوى المحافظات في انتظار الإعلان الرسمي للرئيس تبون عن ترشحه لولاية ثانية.
وشرع حزب جبهة التحرير الوطني في إجراء تغييرات شملت رؤساء اللجان الانتقالية الجدد في عدة محافظات محورية في التشكيلة الحزبية في انتظار أن تكون جمعيات عامة انتخابية.
وأحدث الأمين العام للحزب عبدالكريم بن مبارك تغييرات في الأسماء على مستوى عدة لجان، بعد أن كان جدّد القيادة على مستوى المكتب السياسي وغيّر المستشارين والمعاونين عند تسلمه الأمانة العامة للحزب قبل ما يزيد عن ثمانية أشهر.
وأوضح بن مبارك أن الخطوة تأتي على خلفية "التقارير التي رفعها المشرفون الذين تم ايفادهم إلى الولايات"، مشددا على "ضرورة لم الشمل والمضي قدما في تعزيز القاعدة النضالية للحزب، من خلال فتح المجال لانخراط كل من يرغب في العودة إلى البيت الكبير"، وفق ما نقله موقع الخبر المحلي.
وقال إن الإجراءات مرتبطة بالاستعداد الأمثل من أجل القيام بعملية جمع الاستمارات لفائدة مرشح الحزب، وهو ما اعتبره مراقبون تلميحا لرغبة تبون في الترشح رسميا عن قريب.
وتعتبر هذه التغيرات الأكبر التي شهدها الحزب منذ انتخاب بن مبارك على رأسه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والذي شدّد في تصريحات سابقة على أنه سيقوم بعملية تطهير شاملة للحزب وسيقضي على الخلافات داخله.
ويرى محللون أن تجديد الهياكل في المجلس الشعبي الوطني الأسبوع الماضي والتي لم تلق موافقة العديد من النواب، ساهم في هذه التغييرات وهو ما جعل بن مبارك يتعامل معها بحذر شديد، بينما يعتقد آخرون أن ذلك محاولة من الحزب العودة الى المشهد السياسي وكسب وزنا شعبيا جديدا بعد أن طالب الحراك الشعبي في شهر فبراير/شباط 2019 ضد نظام الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة بإبعاد أحزاب الموالاة.
وكانت قيادات أحزاب حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وجبهة المستقبل وحركة البناء الوطني قد اجتمعت بمقر "الأفالان" الأسبوع الماضي لإعلان ميلاد لجنة مشتركة مساندة للعمل الحكومي.
واعتبر بن مبارك "أن هذا اللقاء تأسيسي لتحالف سياسي بين تشكيلات سياسية تجمعها قواسم مشتركة، وأهداف واضحة ترمي إلى تحقيق إجماع وطني لحماية مصالح الشعب ومقدساته وثوابته والعمل على تعزيز كل المساعي الرامية إلى بناء جزائر قوية، وفق ''الخبر'' الجزائرية.
ووفق ذات المصدر أكد أمين عام جبهة التحرير" نتطلع جميعا إلى تعزيز الجبهة الداخلية للبلاد في ظرف دولي وإقليمي متأزم وفي أوضاع غير مستقرة تحيط ببلادنا من كل الجبهات، وضمن مساع خبيثة من بعض الأطراف لإسكات صوت الجزائر الصداح في المحافل الدولية ولاسيما على مستوى الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن".
تعليقات الزوار
لا تعليقات