رفعت الأحزاب السياسية الجزائرية في الفترة الأخيرة، من أنشطتها في منطقة القبائل، من أجل اقناع سكان المنطقة بالانخراط والمشاركة في العملية الانتخابية المقبلة، والتصدي للنزعة الانفصالية التي تغذيها بعض الحركات القبائلية، من أبرزها حركة "الماك".
وتركز الأحزاب السياسية على منطقة القبائل، بسبب أن هذه المنطقة تُسجل أدنى مستويات المشاركة في الانتخابات بشكل عام في البلاد، مشيرة إلى أن الانتخابات الرئاسية السابقة لم تتعد فيها نسبة المشاركة 2 بالمائة.
وتحاول الأحزاب السياسية الجزائرية المدجنة والمصنوعة في مكاتب المخابرات، إقناع الساكنة بعدم الانصات لأفكار "الحركات الإرهابية"، في إشارة إلى حركة "ماك" بالدرجة الأولى، والتي هي حركة قبائلية تُطالب بانفصال منطقة القبائل عن الجزائر، باعتبارها منطقة أمازيغية لها خصوصياتها وكانت عبر التاريخ منطقة شبه مستقبلة عن باقي المناطق الجزائرية الحالية.
وكانت دعوات انفصال منطقة القبائل قد عادت إلى الواجهة بقوة في السنوات الأخيرة، وقد أعلنت فرحات مهني، رئيس الحركة في الأسابيع الأخيرة، بشكل رسمي عن قيام ما يُسميه بـ"دولة القبائل" في تجمع كبير قرب مقر الأمم المتحدة في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية.
وتحظى هذه الحركة بدعم هام من طرف العديد من ساكنة منطقة القبائل في الجزائر، في حين يعتبر النظام الجزائري أن حركة "ماك" هي حركة إرهابية تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد والمساهمة في تفرقة الشمل ووحدة الجزائريين بشكل عام.
هذا ويرى كثير من المهتمين بشؤون المنطقة، أن استمرار النظام الجزائري في دعم جبهة البوليساريو في مطالبها الانفصالية في الصحراء المغربية، قد يُساهم بدوره في زيادة مطالب الانفصال في منطقة القبائل، بالرغم من أن هذا النظام يعتقد أن القضيتين مختلفتين عن بعضهما البعض.
وبالرغم من ما تقوم به الجزائري من مساعي لضرب وحدة التراب المغربي، إلا أن الرباط رفضت مؤخرا السماح لحركة "ماك" بفتح أي فرع لها في المملكة المغربية، بالنظر إلى أن المغرب يرفض كل أشكال الانفصال والدعوات لتقسيم البلدان.
تعليقات الزوار
الى متى؟
الى متى؟: تقول الامثال:العين بالعين والسنة بالسنه...الخير بالخير والبادئ اكرم،والشر بالسر والبادئ أظلم... إذا كان بيتك من زجاج فلا تقذف بيت جارك بالحجارة...الجزائر اختارت أن تدعم وتساعد عصابة انفصالية وتنفق عليها الملايير ضد وحدة بلدنا المغرب...وهي تبرر ذلك بشعارات واهية...بالمقارنة تفيد بأن سكان منطقة القبائل يفوق عددهم سكان صحرائنا بألملايين...وهم لهم خصوصيتهم اللغوية التي تختلف عن باقي مناطق الجوائر عكس سكان صحرائنا...المغرب اختار عدم الانسياق الى المعاملة بالمثل:لكن الى متى؟للصبر حدود...جارك يقوم بكل شيء ضدك لزعزة استقرارك ووحدتك الترابية ولا يقبل الحوار مطلقا...فهل تستمر انت في التفرج على موافقه العدائية؟الزمن كشاف...
Liberté pour terre kabyle
تاريخياً ، لم تكن منطقة القبايل تنتمي إلى الجزائر التي لم تكن موجودة بعد كدولة جزائرية داخل حدود ثابتة ومعترف بها. كانت منطقة القبائل تتمتع بالحكم الذاتي والاستقلال حتى عام 1859 ، أي بعد 29 عامًا من الغزو الفرنسي للأراضي الجزائرية المجاورة و 20 عامًا بعد تسمية "الجزائر" في عام 1839 لهذه الأراضي نفسها. بعد أن تعرضت للضرب دون دماء في معركة إيشيريدن في 24 يونيو 1857 ، تم دمجها في هذا البلد بقوة الحربة.