زار قائد الجيش السوداني رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان اليوم الاثنين طرابلس حيث التقى رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة، فيما يبدو أن البرهان يسعى إلى احتواء عزلته الدولية بسبب مواقفه العدائية، في وقت بات يُنظر إليه، على نطاق واسع، على أنه يتحمل المسؤولية عن إطالة أمد الحرب بعد أن نسف في العديد من المناسبات جهودا دولية لتسوية الأزمة.
وأفاد بيان صدر عن إعلام مجلس السيادة السوداني بأن "البرهان أطلع الدبيبة خلال لقائهما بالعاصمة طرابلس على تطورات الأوضاع في السودان".
وأضاف أن البرهان أطلع الدبيبة أيضا على "الانتهاكات الجسيمة التي قامت بها قوات الدعم السريع واستهدافها للمدنيين وانتهاج سياسة التدمير الممنهج للدولة السودانية، واحتلالها منازل المواطنين ونهب ممتلكاتهم وممارسة التطهير العرقي".
ونقل البيان عن الدبيبة تأكيده على "حرصه على تحقيق السلام وإحداث الأمن والاستقرار في السودان وحل الأزمة" التي تمر بها البلاد حاليا، مشيرا إلى الجهود المبذولة في هذا الصدد "لصيانة أمن ووحده البلاد".
وفي السياق، أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي في وقت سابق من اليوم الاثنين، على دعم بلاده لوحدة واستقرار السودان ولجهود البرهان الرامية لتحقيق ذلك.
ورافق البرهان في زيارته إلى ليبيا وزير الخارجية علي الصادق، ومدير المخابرات العامة أحمد إبراهيم مفضل، وفق البيان.
وتأتي زيارة البرهان للسودان عقب إعلان الدبيبة السبت عن مبادرة لـ"إحلال السلام ووقف إطلاق النار" بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، كشف عنها خلال اتصال هاتفي أجراه مع قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي".
وتعكس هذه الزيارة رغبة البرهان في ملاحقة النجاح الذي حققه حميدتي خلال جولته الخارجية الأخيرة التي زار خلالها العديد من الدول الأفريقية من بينها أوغندا وإثيوبيا وجنوب أفريقيا ورواند وعرض على قادتها رؤيته لإحلال السلام في السودان، مجددا استعداده للانخراط في مفاوضات تنهي الحرب وتؤسس لبناء الدولة السودانية على أسس جديدة.
وفي سبتمبر/أيلول 2021، دعت السودان إلى إعادة النظر في جميع الاتفاقات الموقعة مع ليبيا بعد 2011 بغرض تفعيلها.
وفي أغسطس/آب 2021، اتفقت ليبيا والسودان على تفعيل الاتفاقية الرباعية الخاصة بنشر قوات مشتركة لحراسة الحدود بين ليبيا وبقية دول الجوار للحد من الهجرة غير النظامية، وفي أكتوبر/تشرين الأول 2022، أعلن الدبيبة فتح المنافذ البرية المغلقة مع السودان.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني بقيادة البرهان والدعم السريع بقيادة "حميدتي"، حربًا خلّفت أكثر من 13 ألف قتيل ونحو 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
وتتالت خلال الآونة الأخيرة انتكاسات الجيش السوداني الذي فقد السيطرة على العديد من مقراته الحيوية في الخرطوم وعدة أقاليم، فيما حققت قوات الدعم السريع مكاسب ميدانية هامة.
وفشلت مفاوضات بين طرفي الصراع رعتها السعودية والولايات المتحدة في مدينة جدة خلال الفترة الماضية في إحراز اختراق يقود لوقف الحرب التي دخلت شهرها الحادي عشر، بعد أن لغم البرهان المباحثات بشروط وصفت بـ"التعجيزية"، فيما كشف عن نواياها التصعيدية بتهديده بمواصلة الحرب.
كما لم تنجح مساع إفريقية تقودها الهيئة الحكومية للتنمية شرق إفريقيا (إيغاد) بالجمع بين البرهان وحميدتي، تمهيدا لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات، رغم أن قائد قوات الدعم السريع أبدى استعدادا غير مشروط للانخراط في أي مبادرات لوقف الحرب.
وعمل البرهان طيلة الفترة الماضية على عرقلة تدفق المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في الخرطوم والجزيرة ودارفور وكردفان باحتجازها في ميناء بورتسودان الذي يخضع لإشراف حكومته، متجاهلا كافة التحذيرات الدولية من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان.
تعليقات الزوار
لا تعليقات