لقيت قرارات محكمة العدل الدولية حول حرب غزة والتي صدرت ضمن حكمها، الجمعة، إشادة واسعة وجهها العديد من زعماء العالم على الرغم من عدم تضمنها قراراً بوقف حرب غزة، وبالتالي إنهاء المأساة المستمرة منذ أكثر من 112 يوماً.
وأصدرت محكمة العدل الدولية، الجمعة، قرارها بقبول الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي بتهمة ارتكاب أعمال إبادة جماعية في قطاع غزة وأمرت الاحتلال باتخاذ إجراءات لمنع الإبادة الجماعية في غزة والتحريض المباشر عليها.
ورفضت المحكمة الطلب الإسرائيلي برفض الدعوى التي أقامتها جنوب إفريقيا، حيث صوتت أغلبية كبيرة من أعضاء لجنة المحكمة المؤلفة من 17 قاضيا لصالح اتخاذ إجراءات عاجلة تلبي معظم ما طلبته الدولة صاحبة الدعوى باستثناء توجيه الأمر بوقف الحرب على غزة.
أبرز قرارات العدل الدولية في دعوى حرب غزة
وجاء في بيان محكمة العدل الدولية الذي تلاه القضاة:
- – على إسرائيل أن تتخذ كل الإجراءات التي في وسعها لمنع ارتكاب جميع الأفعال ضمن نطاق المادة الثانية من اتفاقية الإبادة الجماعية.
- – تقر المحكمة بحق الفلسطينيين في غزة في الحماية من أعمال الإبادة الجماعية.
- – كافة الشروط متوفرة لفرض تدابير مؤقتة على إسرائيل.
- – على إسرائيل الالتزام بتجنب كل ما يتعلق بالقتل والاعتداء والتدمير بحق سكان غزة.
- – على إسرائيل ضمان توفير الاحتياجات الإنسانية الملحة في القطاع بشكل فوري.
- – على إسرائيل أن ترفع تقريرا إلى المحكمة في غضون شهر بشأن كل التدابير المؤقتة.
- – على إسرائيل أن تتأكد فورا من أن جيشها لا يرتكب الانتهاكات المذكورة سابقاً.
ما ردود الأفعال على قرارات العدل الدولية؟
اللافت هو إشادة العديد من زعماء العالم بقرارات المحكمة التي تعد أعلى محكمة في منظمة الأمم المتحدة، وفي مقدمتهم دولة جنوب إفريقيا صاحبة الدعوى.
ووصفت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا “ناليدي باندور” الحكم بأنه “انتصار حاسم لسيادة القانون ومنعطف مهم في البحث عن العدالة للشعب الفلسطيني”.
وفي مؤتمر صحفي أمام مقر المحكمة في لاهاي أضافت “باندور” أن “دولة جنوب إفريقيا فعلت كل ما يلزم لحماية أرواح آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة”.
لكن “باندور” عبرت عن رغبتها بأن يكون قرار المحكمة صدور قرار بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
موقف قطر والسعودية وحماس
وحول موقف حماس علق رئيس الدائرة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية في الخارج سامي أبو زهري مشيداً بقرار المحكمة.
ورأى “أبو زهري” أن القرار تطور مهم يسهم في عزل إسرائيل وفضح جرائمها في غزة داعياً لإلزام الاحتلال بتنفيذ قرارات المحكمة، وفق ما نقلته وكالة “شهاب”.
وزارة الخارجية القطرية رحبت أيضاً بقرار العدل الدولية وأكدت أن قرار المحكمة “انتصار للإنسانية وسيادة حكم القانون والعدالة الدولية”.
كما رأت في بيان لها على منصة “إكس” أن “صدور أمر المحكمة بأغلبية ساحقة يعكس حجم خطر الإبادة الجماعية المحدق بالفلسطينيين في قطاع غزة، ما يستوجب ضمان تنفيذ الإجراءات المؤقتة التي أقرتها المحكمة”.
كما أعلنت وزارة الخارجية السعودية عن ترحيب المملكة العربية السعودية بالقرار الابتدائي الصادر عن محكمة العدل الدوليّة، والرّامي إلى وقف أيّة ممارسات وتصريحات تهدف إلى الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر.
إشادة تركية عمانية بالقرار
ومن جانبه أشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالقرار القضائي المؤقت لمحكمة العدل الدولية.
وعبر تغريدة رصدتها (وطن) أكد أردوغان أنه من المهم أن يسفر قرار محكمة العدل الدولية عن إنهاء الهجمات الإسرائيلية على غزة.
سلطنة عُمان هي الأخرى أكدت أهمية قرارات محكمة العدل الدولية ودعت للالتزام بها وفك الحصار عن غزة، والوقف الفوري لكافة أشكال العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
لماذا الفرحة بقرار “العدل الدولية” رغم عدم حكمها بوقف العدوان؟
الكاتب المصري المعروف جمال سلطان لخص الإجابة عن هذا السؤال في تغريدة له جاء فيها:”أعذر كل من كان يأمل في قرارات أكثر قوة من محكمة العدل الدولية، فنحن الأمة المكلومة، ونحن الذين نعيش الفجيعة على مدار الساعة، والمشاهد الإجرامية تقطع قلوبنا.”
وشدد على أن تلك العواطف لا ينبغي أن تصرف عقولنا عن قيمة هذا الحكم الذي وصفه بالتاريخي “على دولة مدللة في العالم كله تاريخيا، وقدمت نفسها دائما بوصفها ضحية الإبادة، وكانت تبتز الجميع بذلك، فأصبحت هي نفسها اليوم متهمة بجريمة الإبادة.”
ولفت “سلطان” في تغريدته التي رصدتها (وطن) إلى أنه قبول محكمة العدل الدولية دعوى الاتهام ورفضها طلب إسرائيل بمنع قبول الدعوى “عرى الاحتلال تماما من ثوب الضحية التاريخي، إضافة لقرارات وقف القتل فورا وإدخال المساعدات فورا، وغيرها.”
واعتبر جمال سلطان أن ما جرى اليوم لم يكن يتصوره خيال إنسان في العالم كله قبل عدة أشهر “ولا في الأحلام، اليوم تحقق وشهده العالم كله في بث حي.”
واختتم:”هذا انتصار مرحلي جديد أيضا يضاف للانتصارات السياسية والقانونية والإنسانية والأخلاقية التي حققتها المقاومة الفلسطينية عالميا بصمودها الأسطوري.”
وكانت محكمة العدل الدولية قد بدأت في الـ11 من شهر كانون الأول/يناير 2024، أولى جلسات الاستماع في القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي.
واستمرت الجلسة الأولى يومين، فيما عقدت الجلسة الثانية، اليوم الجمعة، بعد 112 يوماً على حرب مدمرة يشنها الاحتلال ضد غزة أدت لاستشهاد أكثر من 25900 شخصاً وإصابة 64110 حسب بيانات وزارة الصحة في القطاع المحاصر.
تعليقات الزوار
لا تعليقات