أخبار عاجلة

رسالة إلى زميلي إحسان شموع العهدة الثانية أضاءت وشمعة السنة الأولى سجن انطفئت

صحا إحسان..

تماماً كما كنت تفضل التحية بتلك الطريقة مع أول لقاء أو أول اتصال يجمع بيننا،

إنني من النوع الذي يتحاشى الظهور في مشهد يشفق عليه الناس..
ولهذا دعنا من الدموع…سأتحدث وأحدثك قليلاً عن الصحافة والجزائر ومولودية العاصمة التي تعشقها..

ان ابني (صديقك مجنون كرة القدم) يذكرني بك عندما يسألني عنك: أين هو؟ هل غادر السجن؟

لا أجد ما أرد به، سوى كلمة « قريباً »، لم يبق له الكثير يسكت قليلاً، ثم يستذكر يوم صراخكما في مقر « راديو أم ».. يوم نهائي كأس العالم لكرة القدم، شجع هو المنتخب الفرنسي « حباً في مبابي، الذي تجري فيه دماء جزائرية، وكرهاً في ميسي صديق إسرائيل »، كما يرى، ومناصرة لمعشوقه كريستيانو رونالدو..

وأنت يومها كنت شجعت منتخب الأرجنتين في النهائيات، ضد فرنسا التي حارب استعمارها والدك، أحد قادة الثورة وبسبب نضاله ولدت في طرابلس الليبية…
صراخكما في القاعة مع كل هدف يومها لا يزال راسخاً في ذهني، وكيف كنت تعامله معاملة الجد لحفيده…

تصرفاتك معه كنت استحضر بها مشاهد عناق والدي المجاهد لحفيده ومداعبته له..


نحن أيتام يا صديقي لكننا باقون وللحلم بقية
أراسلك من وسط الشمع الذي كان دائماً مصدر الأنوار.. لكنه اليوم بقدرة قادر تحول لمصدر ظلام..

أراسلك من موقعك موقع الشموع والنور « راديو أم ».

أراسلك بمناسبة حفل مناشدة لعهدة ثانية.

أراسلك بمناسبة مأثم عهدة سجن ثانية لك ولـ »راديو أم ». أراسلك لأقول لك، أن مدرجات المولودية الشعبية ستلعب هذا الجمعة الداربي الذي كنت لا تغيب عن مدرجاته، مدرجات يشعل فيها الشباب شموع الأمل، فيغني عن السياسية والحرقة والقمع، والبطالة، والفساد، والسلطة..
شموع الأمس للأسف ليس كشموع اليوم،

شموع الأمس كنات تنير الطريق نحو الأمل..

شموع الأمس كنت فيها حالماً..

وشموع اليوم تضيء الظلام وتعبد لطرق الظلم، فتفتح به طريقين لا ثالث لهما: طريق العهدات أو طريق السجون..

لقد انطفئت الشموع، وسط الحراك وانطفئت الشموع وسط منابر الإعلام، وأضيئت شموعُ أخرى،

شموعُ نحو طريق واحد، طريق الصمت، الصمت، الصمت.
لقد أطفئ الإشهار العمومي، أخر شموع الحرية،

شموع المهنة التي ناضلت مطولاً لأجلها، ناضلت وخاطرت، من أجل أن توفر الأجور لصحافييك في عهد جائحة كورونا عندما صُدت الأبواب،

خاطرت بمؤسستك بعائلتك بأسرتك بحريتك، لتقف مكبل اليدين،أمام مشهد رهيب،

مشهد تشميع مؤسستك الإعلامية بالشموع، لتغادر ساكتاً متحسراً على انقلاب الشموع على الحقيقة.
صاحبي، إحسان،

لن نتحسر، مهما كانت الضريبة،

مهما كانت درجة الخيانة للنخبة ولجيلك، ممن اختار الإشهار على الحقيقة،

لن نتحسر لأننا نكون قد أدينا ما وجب على والدك ووالدي المجاهدين تاجه هذا الوطن الجريح، الذي يرفض الصلح والتصالح مع الحقيقة والتاريخ والمستقبل..


السجن عرفناه مع أباءنا ونعيشه اليوم أمام أبنائنا،

لا تقلق ستعود حتماً لتكتب لنا كيف تم مصادرة شموع الأمل منا، ومعاقبتنا بالشموع..


نحن باقون وللحلم بقية..

صديقي وزميلي الغالي إحسان القاضي..
إلى الملتقى..

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات