أخبار عاجلة

واشنطن تستعد للحرب في الشرق الأوسط تحسبا لانخراط حزب الله في الحرب بين إسرائيل وحماس

تحرّكت الولايات المتحدة لتعزيز جاهزيتها العسكرية في الشرق الأوسط، حيث أمرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بتفعيل نشر منظومات دفاع جوي "في كافة أنحاء" المنطقة ووضع قوات أميركية إضافية على أهبة الاستعداد للانتشار على ضوء "التصعيد الأخير من قبل إيران وقواتها بالوكالة" في المنطقة، كما طالبت الأميركيين بعد السفر إلى العراق وأمرت باجلاء طواقم دبلوماسية من سفارتها في بغداد وقنصليتها في أربيل.

وتأتي هذه التعزيزات على ضوء ازدياد تهديدات وكلاء إيران في المنطقة وتصاعد عمليات استهداف المصالح الأميركية وتحسبا لانخراط حزب الله في الحرب على خلفية دعم واشنطن لإسرائيل في الحرب مع حماس، في مواجهة أسفرت حتى الآن عن آلاف القتلى.

وطالبت وزارة الخارجية الأميركية الأحد المواطنين بعدم السفر إلى العراق بعد الهجمات التي تعرضت لها القوات والأفراد الأميركيين بالمنطقة في الآونة الأخيرة.

وورد في تحذير السفر "لا تسافروا إلى العراق نظرا للإرهاب والاختطاف والصراع المسلح والاضطراب المدني ومحدودية قدرة البعثة في العراق على تقديم الدعم للمواطنين الأميركيين".

وذكرت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أن تحذير السفر يأتي عقب صدور أمر بالمغادرة لأفراد الأسر والموظفين الحكوميين من غير العاملين في حالات الطوارئ من السفارة الأميركية ببغداد والقنصلية العامة بأربيل "نظرا لتزايد التهديدات الأمنية ضد الموظفين الأميركيين والمصالح الأميركية".

وقال البنتاغون إن الولايات المتحدة سترسل منظومة الدفاع الجوي الصاروخي ثاد المعروف باسم نظام الدفاع ضد الأهداف التي تطير على ارتفاعات عالية ومنظومة باتريت للصواريخ الاعتراضية إلى الشرق الأوسط ردا على الهجمات الأخيرة على القوات الأميركية في المنطقة.

وأفاد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن "وضعت أخيرا عددا إضافيا من القوات في تأهب استعدادا للانتشار في إطار خطة طوارئ احترازية، من أجل زيادة جاهزيتها وقدرتها على الاستجابة بسرعة عند الحاجة". وحذر من احتمال حدوث "تصعيد كبير" للهجمات على القوات والمواطنين الأميركيين في الشرق الأوسط.

وقال أوستن لبرنامج "هذا الأسبوع" الذي تبثه شبكة "إيه.بي.سي" التلفزيونية "نرى احتمالا لتصعيد كبير في الهجمات على قواتنا ومواطنينا في جميع أنحاء المنطقة".

وتعرّضت قاعدة عسكرية في غرب العراق تضمّ قوات أميركية، لهجوم بطائرة مسيّرة واحدة على الأقلّ، من دون تسجيل سقوط ضحايا أو أضرار.

وقال مصدر أمني لوكالة فرانس برس إن "طائرتين مسيرتين" هاجمتا قاعدة عين الأسد الواقعة في محافظة الأنبار في غرب العراق السبت، وفي حين "تمّ اعتراض الأولى وإسقاطها"، فإن "الثانية سقطت بسبب خلل فنّي داخل المعسكر بدون أن تتسبب بأضرار".

ومنذ الأربعاء الماضي، تعرّضت قواعد تضمّ قوات أميركية وقوات من التحالف الدولي لمكافحة الجهاديين في العراق، هي عين الأسد وحرير في إقليم كردستان في شمال العراق ومعسكر قرب مطار بغداد، لخمسة هجمات. وأسقطت سفينة حربية أميركية قبل أيام أكثر من 12 طائرة مسيرة وأربعة صواريخ كروز أطلقتها من اليمن جماعة الحوثي المدعومة من إيران.

وتبّنت "المقاومة الإسلامية في العراق" عبر قنوات تلغرام تابعة لفصائل شيعية موالية لإيران، هجوماً بطائرة مسيّرة على قاعدة عين الأسد ظهر السبت.

وحذر المتحدث باسم "كتائب سيد الشهدا" ، إحدى فصائل المقاومة الإسلامية في العراق، أن المقاومة العراقية سترد في كافة الساحات على أي توغل إسرائيلي أكثر  في قطاع غزة.

وقال الشيخ كاظم الفرطوسي ، إن "أي تدخل عسكري مباشر من الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوربية في الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة  سيجعل هذه الدول هدفا للمقاومة الإسلامية في العراق" ، مشيرا إلى أن "ما تقوم به المقاومة العراقية من قصف  لغاية الآن هو عمل بسيط".

وأضاف "مستعدون وجاهزون وسندخل أية معركة بحسب نوع التدخل الأميركي رغم أننا نتوقع أن العملية العسكرية البرية التي تلوح بها القوات الصهيونية ستكبد العدو خسائر كبيرة من قبل رجال المقاومة الفلسطينية ". وهدد الفرطوسي "جميع الدول الأوربية بعدم التدخل العسكري وتغيير مواقفها تجاه ما يتعرض له المدنيون في غزة  من جرائم شنيعة وإن كل الخيارات أمامها ستكون مفتوحة".

وقال أوستن ستعزز هذه التدابير جهود الردع الإقليمي وستعزز حماية القوات الأميركية في المنطقة وتساهم في الدفاع عن إسرائيل"، مشيرا إلى أنه سيواصل "تقييم حاجات" الجهاز العسكري الأميركي في المنطقة و"يدرس نشر وسائل إضافية في حال الضرورة".

وأشار إلى أنه اتخذ هذا القرار "بعد محادثات" مع الرئيس جو بايدن، لكنه لم يحدد عدد القوات الأميركية الإضافية التي يعتزم نشرها في المنطقة.

وتضع واشنطن نفسها في حالة تأهب قصوى منذ بدء الحرب، حيث أرسلت قوة بحرية كبيرة إلى الشرق الأوسط في الأسابيع القليلة الماضية بما شمل حاملتي طائرات والسفن المرافقة لهما ونحو 2000 من قوات مشاة البحرية.

وتأتي هذه الخطوة بعد عامين من سحب إدارة بايدن أنظمة الدفاع الجوي من الشرق الأوسط استنادا إلى انخفاض التوتر مع إيران.

لكن واشنطن وجدت الحاجة ملحة لتعزيز منظومتها العسكرة في الشرق الأوسط للدفاع عن مصالحها وعن حليفتها الأولى في الشرق الأوسط، مع تزايد التوتر خصوصا على الجبهة الشمالية لإسرائيل.

وحذر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس عبر منصّة إكس بان "حزب الله يعتدي ويجر لبنان إلى حرب لن يجني منها شيئا، إنما قد يخسر فيها الكثير".

ووقع تبادل إطلاق صواريخ السبت بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، ما أدى إلى وقوع خمسة إصابات على الجانب الإسرائيلي ومقتل ستة من عناصر الحزب وعنصر من حركة الجهاد الإسلامي في جنوب لبنان.

في المقابل أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة ثلاثة من جنوده جروح أحدهم خطيرة. كما أصيب عاملان زراعيان تايلانديان.

وقال كونريكوس "هل الدولة اللبنانية مستعدة حقا لتعريض ما تبقى من الازدهار والسيادة اللبنانيين من أجل إرهابيي غزة والدولة الإسلامية في غزة؟"

وتابع "هذا سؤال يجب أن تطرحه السلطات اللبنانية على نفسها وأن تجيب عليه".

وشنت حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر هجوما غير مسبوق على إسرائيل، ردت عليه الدولة العبرية بقصف مركز على قطاع غزة وحشد قوات على حدوده استعدادا لعملية برية.

وقُتل 4385 شخصا منهم 1756 طفلا و967 امرأة في قطاع غزة جراء القصف بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، فيما قتل أكثر من 1400 شخص من الجانب الإسرائيلي معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول لهجوم حماس، حسب السلطات الإسرائيلية.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات