أخبار عاجلة

عطاف يعتبر البريكس “ظَاهِرة عَابِرة”

كان مُهمًّا، سماع أول تعليق صريح للجزائر، على مخرجات قمة البريكس الأخيرة، وعلى تفاصيل المبادرة الرامية إلى تغليب الحل السلمي في النيجر التي تمر بأزمة سياسية معقدة.

قبل ذلك، لابد من الإشارة إلى أن الندوة  الصحفية التي عقدها اليوم وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، تُعَدُّّّّّّّّ الأهم والأكبر منذ ندوة 24 أوت 2021، التي أعلنت فيها الجزائر عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، بسبب سلسلة أفعال عدائية.

كما أن الندوة انعقدت في سياق خاص، ضغطت عليه الحالة المعنوية للجزائريين، بعد عدم تلقي بلدهم دعوة للانضمام إلى مجموعة “البريكس”، ابتداء من 2024.

وبعد عامين كاملين، يقدم رئيس الدبلوماسية الجزائرية، للرأي العام الوطني والدولي، رؤية الجزائر للقضايا الراهنة، بناء على نفس المبادئ وذات المنطلقات ولكن بأدوات جديدة تحاول التكيف مع المتغيرات العالمية قيد التشكيل.

صحيح، أن عاطفة الغضب والإحباط سادت بعد تراكم حالات السطو وزرع الألغام في طريق المبادرات الجزائرية تجاه القضايا الإقليمية والدولية مما عزز الاعتقاد بوجود “مطاردات مُتَعمّدة” للمصالح الجزائرية، من طرف من لا يريدون الخير للجزائر.

ولكن، وفي غمرة هذه المشاعر، يُقَدِّم وزير الشؤون الخارجية، قراءة تؤكد أن الشخصية الدولية للجزائر لن تتضرر أبدا، بدليل أنها ورغم حالات التنافس المحموم تدرك جيدا كيف وأين تدار معارك المستقبل قيد التشكيل.

لقد أدلى عطاف بكلام، جمع بين التأصيل النظري والمنطلقات الواقعية للعلاقات الدولية الجديدة، مما يؤشر على الفهم العميق لمجريات الأحداث حتى في نقاط الظل البعيدة عن الإعلام.

ومما قاله إن “البريكس ظاهرة عابرة”، وأن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون “قام بتحويل محور من محاور السياسية الخارجية نحو آسيا وآسيا الوسطى، فهي المستقبل”.

وأوضح أن شغل عضوية البريكس، كانت ستوفر إطارا من الأطر العديد التي تعتمدها الجزائر في العمل على إرساء ما تؤمن به في بناء العلاقات الدولية كالتعددية القطبية وعدالة النظام العالمي التي كانت سباقة بالمطالبة بها حتى قبل بروز البريكس كفكرة بعقود طويلة.

وبالتالي فالبريكس لم تكن خيارا استراتيجيا تتموقع فيه البلاد أو تتحصن به، وإنما أداة من أدوات تنفيذ رؤيتها لمستقبلها في خضم هندسة دولية عنيفة قيد التشكيل وليست أبدا غاية بل إن أدوات العمل على نفس الغاية كثيرة ومتعددة.

وما لم يقله عطاف، هو أن ما يوصف حاليا بالانهيار الوشيك للغرب، يقصد به الانهيار الوشيك للولايات المتحدة الأمريكية وما يعرف بترجيح الكفة لصالح المعسكر الشرقي التقليدي، يقصد به بترجيح الكفة لصالح الصين، وهذا هو المستقبل الذي تمثله آسيا وآسيا الوسطى، وفقا لعديد القراءات والقرائن الشاهدة على بداية أفول الأحادية القطبية.

وعليه، ومهما حصل، لا يمكن تشتيت الجهد الجزائري أو إبعاده عن الوجهة الصحيحة للأحداث. في المقابل يمكن أن يتعرض هذا الجهد لكمائن وحتى للتخريب وهذا من طبيعة الرهانات الضخمة والتدافع الهائل بين الدول للتموقع في مرحلة ما بعد كوفيد-19 وما بعد الحرب الروسية الأوكرانية، والتي لا تريد أن تتاخر الجزائر عنها، وتعمل عليها من منطق السيادة وبناء عناصر القوة السياسية والاقتصادية، وليس مثل الكيانات الوظيفية.

ومن كل ما حصل في الأيام الأخيرة، تواصل الجزائر صناعة سياستها الخارجية بنفس المبادئ المستلهمة من دبلوماسية الثورة، بينما يفعل البعض ذلك بمنطق الغاية تبرر الوسيلة، لكن الحسم سيكون لصالح من سيقف التاريخ في صفه.

ويكفي أن التاريخ يشهد بأن تجميد الاتحاد المغاربي جاء بطلب من المغرب، وعن طريق وثيقة رسمية، كذلك سيُسجِّل التاريخ أن الجزائر بادرت واجتهدت لحل اخطر أزمة تهدد أمن منطقة الساحل الإفريقي وغرب إفريقيا في العقود الأخيرة.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

آل يوسف الآدريسي

اللعنة على الكذاب

اللعنة على الكذاب ولو كان مازحا كيف يكذب مسؤول كبير ويدعي بأن المملكة المغربية هي من طلبت بتجميد الاتحاد المغاربي؟؟؟ إنهم يكذبون ، كما يضرطون ويكذبون كما يخرجون الغازات من استهم ألا لعنة الله على الكاذبين من يسب الرب ويسب الدين ويسب الملة، هل يخاف من لعنة الله عليه؟؟؟ لم لا تنشر ذلك الطلب الرسمي او الوثيقة الرسمية التي ارسلها المغرب لرئاسة الاتحاد؟؟؟ كفاكم كذبا، فإنكم لا تصلحون حتى رعاة للخنازير او القردة!!!