أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الجمعة أن إيران ستنضم رسميا الأسبوع المقبل إلى منظمة شنغهاي التي تقودها الصين لتلتحق بعدد من دول الخليج التي قطعت نفس الخطوة، في ظل مساعي الجمهورية الإسلامية للبحث عن منافذ لتنفيس أزمتها الاقتصادية والتخفيف من وطأة العقوبات الغربية التي عمّقت جراح اقتصادها.
وقال لافروف في افتتاح مركز للمنظمة في موسكو "خلال اجتماع الرؤساء في الرابع من يوليو/تموز ستتم الموافقة على عضوية إيران الكاملة".
وكان الممثل الخاص لرئيس روسيا لشؤون منظمة شنغهاي للتعاون بختيور خاكيموف قد صرح مؤخرا بأن "قبول إيران كعضو كامل العضوية في المنظمة سيكون قرارا رئيسيا في القمة المقبلة بنيودلهي".
وكانت الجمهورية الإسلامية عضوا مراقبا في المنظمة منذ 2005 وفشلت آخر محاولة لانضمامها إليها في 2020 نتيجة رفض طاجيكستان حينها. لكن الدول الأعضاء عادت ووافقت في سبتمبر/أيلول 2021 على التحاق طهران التي بدأت في حينه سلسلة إجراءات تتطلب ما قد يصل إلى عامين لتصبح العضوية رسمية.
والشهر الماضي انضمت الإمارات والكويت بصفة "شريك حوار" إلى منظمة شنغهاي لتلتحقا بالسعودية وقطر، بالتزامن مع تنامي العلاقات الخليجية الصينية الروسية، ما يثير مخاوف الولايات المتحدة التي تسعى إلى تحصين نفوذها في منطقة الخليج الإستراتيجية في مواجهة تصاعد النفوذ الصيني.
وعززت دول الخليج من تعاونها الاقتصادي مع دول شرق آسيا إلى جانب روسيا والصين لتنويع الشركاء والاقتصاد والتسلح بهدف وضع حد للارتهان لتقلبات السياسة الأميركية في المنطقة. في تغير واضح في السياسات فرضته التطورات الجيوساسية.
وأشار تقرير لبلومبرغ إلى تزايد أهمية الدوري الصيني في الشرق الأوسط، لافتا إلى أنه "لم يكن من الممكن تخمينه قبل ستة أشهر، في إشارة إلى فاعلية نشاط الدبلوماسية الصينية في فضاء جغراسياسي شكّل لسنوات ملعبا للدبلوماسية الأميركية".
وكان وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان قد أعلن في وقت سابق إن "العضوية الدائمة لإيران في منظمة شنغهاي ستبدأ في تموز/يوليو المقبل".
وكّثفت طهران منذ مطلع العام الحالي جهودها الدبلوماسية لتخفيف عزلتها الدولية، من خلال توثيق روابطها بالصين وروسيا وعبر المصالحة مع جيرانها العرب وخفض التوتر مع الدول الغربية بهدف إنعاش اقتصادها الذي يعاني من أزمات بسبب العقوبات.
وأكدت الجمهورية الإسلامية منذ مدة رغبتها في الانضمام سريعا إلى منظمتين لا تضمان دولا غربية وهما "بريكس" التي تضم جنوب أفريقيا والبرازيل والصين والهند وروسيا ومنظمة شنغهاي للتعاون، كما تطمح إلى أن تشكل إحدى ركائز نظام عالمي جديد وتوسيع نطاق نفوذها في جنوب شرق آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.
ومنظمة شنغهاي اتحاد سياسي وأمني لدول تشغل مساحة كبيرة من أوراسيا من بينها الصين والهند وروسيا وتضم نحو نصف سكان الأرض وتستأثر بحوالي 20 في المئة من الناتج الاقتصادي العالمي.
وتأسست منظمة شنغهاي في 2001 بمبادرة من روسيا والصين وأربع دول في آسيا الوسطى هي طاجيكستان وقرغيزستان وأوزبكستان وكازاخستان وانضمت إليها الهند وباكستان في 2017.
أما صفة "شريك حوار" مع منظمة شنغهاي فحصلت عليها 6 دول، من بينها تركيا عام 2012 والتحق بها مؤخرا عدد من الدول العربية.
تعليقات الزوار
لا تعليقات