أنهى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون زيارته للبرتغال بالتأكيد على التطابق التام في وجهات النظر بين البلدين بشأن مختلف القضايا الاقليمية والدولية خاصة فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية الروسية وقضية الصحراء الغربية.
وقال تبون في تصريح صحافي مشترك مع نظيره البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا، بالعاصمة لشبونة، إن المحادثات الثنائية التي توسعت بعد ذلك لتشمل أعضاء وفدي البلدين، أظهرت “التطابق التام في وجهات النظر بشأن كافة القضايا الإقليمية والدولية مثل الأوضاع في كل من ليبيا ومالي والساحل والصحراء الغربية والأراضي الفلسطينية وما يجري بين أوكرانيا وروسيا الصديقتين”.
وأبرز الرئيس الجزائري أن بلاده على غرار البرتغال “تطمح للسلم في كل من أوكرانيا وروسيا وحل قضية الصحراء الغربية باحترام قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن”. وتابع أن الجزائر “تؤكد مرة أخرى دعمها المطلق للقضية الفلسطينية ودفاعها من أجل دولة فلسطينية في حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف”.
واللافت في كلام الرئيس الجزائري وصفه أوكرانيا وروسيا بالصديقتين، في تأكيد للموقف الجزائري المحايد من هذا الصراع، ردا على تأويلات حاولت في الفترة الأخيرة حشر الموقف الجزائري في المعسكر الروسي، خاصة بعد الامتعاض الجزائري من دعوة الرئيس الأوكراني لحضور القمة العربية.
وكانت مصادر جزائرية قد فندت أن يكون حضور زيلينسكي سببا في غياب الرئيس تبون عن القمة، بل يعود الانزعاج الجزائري، حسبها، لكون دعوة الرئيس الأوكراني اعتبرت خروجا عن الحياد من الجامعة العربية التي سعت في فترة الرئاسة الجزائرية إلى الوساطة بين الجانبين.
من جانب آخر، أبرز الرئيس تبون أن المحادثات التي أجراها مع الرئيس دي سوزا كانت “مثمرة وصريحة وصادقة، عكست عمق العلاقات بين البلدين وسمحت بتعزيز التشاور السياسي المنتظم المعبر عن الشراكة المتعددة الجوانب بين البلدين في بيئة إقليمية ودولية معقدة”.
وأكد في ذات السياق “التزام الجزائر بمعاهدة الصداقة وحسن الجوار الموقعة بين البلدين سنة 2005″، مشيرا إلى أنه “بعد أيام قليلة، سيحيي البلدان الذكرى 210 لمعاهدة السلم والصداقة الموقع بين ايالة الجزائر والبرتغال، والتي كانت منطلقا لعلاقات متعددة الجوانب”.
كما أعرب عن رغبة الجزائر في “الارتقاء بها إلى علاقات تكون نوعية وأكثر كثافة لتشمل كافة الميادين مع هذه الدولة الصديقة”، لافتا إلى أن الجزائر “تسير حاليا في طريق بناء ديمقراطية حقيقية يستفيد منها الشعب وبناء اقتصاد غير مبني على الريع، اقتصاد الذكاء والمعرفة والمؤسسات الناشئة”.
من جانبه، أكد الرئيس البرتغالي أن العلاقات بين البلدين “قوية”، منوها بالدور التاريخي للجزائر في دعم الديمقراطية في بلاده. ولفت إلى أن زيارة الرئيس تبون الى البرتغال ستدفع بعلاقات التعاون الثنائي إلى “مستوى أرقى، لا سيما في مجال التعاون الدبلوماسي والأمني والاقتصادي، على غرار قطاعات الطاقة المتجددة والسياحة والتعليم”، متوقعا “مستقبلا زاهرا للعلاقات الجزائرية- البرتغالية”.
كما جدد الرئيس البرتغالي “المواقف الدبلوماسية الثابتة” لبلاده بشأن كافة القضايا الدولية ودعمها لمساعي الأمم المتحدة وأمينها العام في تجسيد مبادئ القانون الدولي، مبرزا أن موقف البرتغال “ثابت ويحترم ويدعم دور الأمم المتحدة وقراراتها بشأن قضية الصحراء الغربية وتسعى إلى تحقيق مبادئ الديمقراطية في هذا الشأن”.
وقال تبون “نتمنى أن تقفز العلاقات مع البرتغال إلى ما هو أحسن نوعيا وأكثر كثافة في الطاقة والصناعة وحتى الرياضة”.
وتعتبر الجزائر أول ممون للبرتغال بالغاز الطبيعي عبر شركة سوناطراك التي جددت في 2019 عقود إمداد البلد الأوروبي لمدة 10 أعوام، وكميات تقدر بـ 2.5 مليار متر مكعب سنويا.
وتأتي زيارة تبون إلى البرتغال في ظل مقاطعة تجارية شبه تامة فرضتها بلاده على السلع البضائع الإسبانية منذ يونيو/ حزيران 2022، عقب ما وصفته الجزائر حينها بانقلاب موقف مدريد بشأن قضية إقليم الصحراء وإعلان رئيس الحكومة بيدرو سانشيز دعم مقترح الرباط للحكم الذاتي كحل لتسوية للنزاع.
تعليقات الزوار
الهدية دليل على تقزيم رئيس الى مير فرنسي
كلام ماكرون المسرب أخيرا عراك يا تبون ..سير تكمش ..لم تعد لك صلاحية سياسية دولية حتى تصالح بين الدول ..خرجاتك وتصرفاتك وطريقة استقبالالوفود الاجنبية او تحركاتك امام رؤساء الدول دليل قاطع على غباءك السياسي ودليل قاطع على جهلك للدبلوماسية ودليل على انك مسير عسكريا وليس مدنيا ...الرؤساء يقلدون بالاوسمة الفخرية من طرف نظيره وانت تقلد من طرف رئيس بلدية ..إهانة ما بعدها إهانة ..هذه الهدية تعودها المغرب عند توأمة مدينتين واحدة مغربية والاخرى اجنبية ...البرتغال تقزم من الجزائر كدولة الى مقاطعة اوروبية فرنسية وهو ما جاء في كلام ماكرون المسرب