يتنامى الحراك الثوري داخل مخيمات تندوف التي تشهد اضطرابات هي الأكبر والأوسع نطاقا منذ تشكل حركة مناهضة للطروحات الانفصالية التي تتبناها جبهة البوليساريو وعمليات انتقامية ينفذها صحراويون ضد ما يسمى بقوات الدرك التابعة للجبهة، ردا على تنامي القمع داخل المخيمات.
وتقول مصادر إعلامية ومنتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف (فورستاين)، إن المخيمات تعيش منذ أسابيع حالة من الفوضى العارمة أجبرت عائلات صحراوية على الفرار والنزوح إلى شمال موريتانيا وتحديدا إلى منطقتي ازويرات ونواذيبو.
وأكدت المصادر ذاتها أن أعمال العنف والمواجهات اتسعت في الفترة الماضية بعد قيام عائلات صحراوية باقتحام مقر ما يسمى الدرك التابع لجبهة البوليساريو، مشيرة إلى وقوع مواجهات مسلحة بين العائلات وعناصر من الجبهة يتحصنون داخل مركز الدرك.
وذكرت أنه تم إضرام النار في العديد من العربات العسكرية. ونشر منتدى فورستاين صورا تظهر عربات محترقة تعود لمسلحي البوليساريو في جوار مقر للدرك.
وتحدث المنتدى المؤيدي للحكم الذاتي عن "عمل انتقامي من المعاملة السيئة التي تمارسها عناصر من درك البوليساريو على الصحراويين الذين يوجدون في مخيمات المحتجزين".
وقال إن "ساكنة (سكان) مخيمات تندوف الجزائرية، تشهد حالة غير مسبوقة من الاضطرابات نتيجة حملة من الاعتقالات التي طالت مجموعة من المدونين الصحراويين تنفذها عناصر مسلحة من البوليساريو تحت إشراف مباشر من ضباط الجيش الجزائري".
وتابع "البوليساريو تحاول إخفاء معالم الجرائم التي يرتكبها الجيش الجزائري وأدواته من المليشيات التي فضحها النشطاء والمدونون الصحراويون ونقلوا للعالم ما يجري من انتهاكات وتجاوزات ضد الأبرياء من سكان مخيمات تندوف".
وتنفذ عصابات البوليساريو وعناصر من الجيش الجزائري تحت جنح الظلام عمليات اقتحام لمنازل صحراويين. وقال منتدى فورستاين إن "حملة اعتقالات طالت مجموعة من النشطاء وجاءت بعد تداول مقطع فيديو يوثق مداهمة قوات من الجيش الجزائري لمساكن الصحراويين ليلا في مخيمات تندوف".
وخلص المنتدى للقول "منذ فرض إبراهيم غالي أمينا عاما للجبهة من قبل المخابرات الجزائرية، باتت الأمور مكشوفة أكثر لساكنة مخيمات تندوف ومعها ارتفعت وتيرة الاحتجاجات والتظاهرات المطالبة بالحرية من قبضة النظام الجزائري وتبعها استهداف مقرات أمنية تديرها جبهة البوليساريو ما أصبح يشكل منعطفا داخل الجبهة التي تحاول بمساعدة الجيش الجزائري إقبار ثورة وشيكة في صفوف سكان المحتجزين بتندوف".
والأسبوع الماضي أصدرت حركة 'صحراويون من أجل السلام' بيانا حذرت فيه قيادة البوليساريو من إطلاق العنان لحملة قمع واسعة داخل مخيم تندوف، فيما صدرت تلك التحذيرات على اثر دفع الجبهة الانفصالية بالمزيد من التعزيزات الأمنية داخل مخيم الداخلة ونشر المزيد من العناصر المسلحة في تحركات فسّرت على أنها تحضير لعمليات انتقامية من الصحراويين الذين انتفضوا في الفترة الماضية ضد قيادة البوليساريو.
ونشر منتدى فورستاين صورا ومقاطع فيديو توثق عمليات تنكيل عناصر البوليساريو بعائلات الصحراويين المحتجزين. ورغم تضييق الجبهة الخناق على المدونين والنشطاء، فقد نجح هؤلاء في تسريب مقاطع تفضح الممارسات القمعية للانفصاليين.
واعتبر منتدى فروستاين أن ما يجري حاليا هو انعطافة كبيرة في مسار كشف المستور وفضح ممارسات الكيان غير الشرعي وأهدافه. وقال "إننا أمام عهد جديد داخل المخيمات، تسطره أيادي المقموعين والمضطهدين داخل المخيمات، اليوم يصل الصوت إلى أصقاع الأرض ليطلع العالم على فضائح وممارسات ميليشيات البوليساريو القمعية "وأساليبها الإجرامية في ترهيب الصحراويين".
تعليقات الزوار
حلم لم يتحقق ابدا
على محتجزي تندوف خيارين اثنين لا غيرهما. اما ان يثوروا في وجه عصابة البوزبال و يغادرون المخيمات فب اتجاه مزريتانيا و منها العودة الى وطنهم الام المغرب. او يرضخوا للعصابة و يعيسون عيشة الذل و يعتبرون انفسهم شماعة في ايدي حكام ادزاير. اما ما يروج لهم بخلق دولة فهي من سابع المستحيلات و لقد مضى نصف قرن لم يتحقق شيئا.