أخبار عاجلة

البوليزاريو الجزائر عبد الحليم حافظ أية علاقة مقدمة

لابد منها : أظن والله أعلم أنه بين الفينة والأخرى يمكننا أن نغير مداخل المواضيع التي تشغل بالنا من جهة إلى أخرى حتى نصل إلى أهدافنا بطرق متعددة ، فقد تناولتُ موضوع العصابة الحاكمة مثلا من جهة ( الاغتصاب ) أي اغتصاب الأطفال والنساء وأحيانا حتى الذكور جنسيا والحط من كرامتهم إضافة إلى إلحاق الضرر الجسدي بهم ، وتناولت اغتصاب العصابة الحاكمة في الجزائر لكل الجزائريين واحدا واحدا جسديا ومعنويا وألحقوا بهم أضرارا لايمكن وصفها ، وما إلى ذلك من المداخل ، واليوم ارتأيت أن نخرج عن المألوف والمعتاد ووجدت مدخلا لكشف حالة العصابة الحاكمة في الجزائر من انهزامها مع الشعب ومع بقية العالم والذل الذي يعيشه الجنرالات فهم كالجبان الذي يحمل سلاحا أثقل منه ولا يستطيع حتى أن يلوح به ضد أعدائه فهو جبان يحمل سلاحا ثقيلا فلم يبق له سوى النباح ، ومن كثرة النباح بُحَّ صوته ولم يعد يسمعه أحد فانكمش ، حكام الجزائر اليوم ضاعوا في فيافي الربع الخالي للسياسة الدولية التي لا علاقة لهم بها فتاهوا بين الدول الصديقة والعدوة ولم يعودوا يفرقون بين هذا وذاك وأصبحوا معزولين عن العالم لا يثق فيهم أحد لأن عظام عوراتهم قد تعرت حتى من الجلد الذي كان يغطيها ، فلا أموال بقيت لديهم ولا علاقات جيدة مع أقرب المقربين إليهم ، أصبحوا ( نَكِرَةً ) مما اضطرهم إلى العودة من الصفر وذلك بالارتماء في أحضان المستعمر السابق ( فرنسا ) فرحين بما يتلقونه من مديح هو كالهجاء من الشوفينيين الفرنسيس الذين كانوا ولا يزالون يحلمون بالجزائر الفرنسية هؤلاء الشوفينيين الفرنسيس الذين استغلوا فرصة حماقة الصبي ( ماكرون ) الذي هو أيضا لا علاقة له بالسياسة فقط كان نجاحه في الانتخابات الأخيرة على حساب ( ماري لوبين ) التي يتحاشى الفرنسيون التصويت عليها ويصوتون على خصمها ولو كان حمارا تائها في أزقة باريس ، لكن بما أن فرنسا قد خلت من رجال الدولة ، فإن ( ماري لوبين ) هي الفائزة في الانتخابات المقبلة بدون شك ولا خلاف ...لأنها (رجل الدولة) الوحيد الذي بقي في عموم السياسيين بفرنسا في الألفية الثالثة !!!!   

نعود لموضوعنا ونقول : بالصدفة عثرتُ على فيديو في اليوتوب يتحدث فيه فنان مصري عن عبد الحليم حافظ ومما جاء في حديثه أن المرحوم عبد الحليم حافظ كان يتشاءم من أغنية ( قارئة الفنجان ) وفعلا كانت هي آخر ما غنى قبل أن يلتحق بالرفيق الأعلى ، فعلا كان يتدرب مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في لندن على أغنية ( من غير ليه ) لكن الوفاة لم تمهله حتى يؤديها وتوفي رحمه الله في 30 مارس 1977 ، واستطرد الفنان المصري في حديثه عن عبد الحليم فقال : لقد غنى عبد الحليم أغنية قارئة الفنجان الشهيرة وهي قصيدة للشاعر نزار قباني لحنها محمد الموجي ، وكانت أغنية صعبة الأداء جدا باعتراف عبد الحليم نفسه و كذلك المتخصصين في الموسيقى وخاصة فيما يتعلق بالتوزيع الموسيقي لأن عبد الحليم تَعَذَّبَ كثيرا أمام الجمهور وهو يؤديها في مهرجان عيد ( شم النسيم 1976 ) الذي يحتفل به المصريون في بداية فصل الربيع من كل سنة ، لقد أدى المرحوم أغنية قارئة الفنجان أمام جمهور عادي ، ويستمر الفنان المصري في حديثه عن عبد الحليم :  

لكن هذه المرة - قبل أن يدخل قاعة العرض - كان يتلأك ويتثاقل في سيره حيث كان يشعر بالشؤم من هذه الأغنية ، وكلما تقدم خطوات نحو خشبة العرض جلس ورفض الاستمرار في السير نحو خشبة العرض وكان يرافقه طبيبه الخاص ومدير أعماله مجدي العمروسي وغيرهم من المقربين من عبد الحليم ، فكان يتقدم بخطوات متثاقلة نحو خشبة العرض ويجلس ويمسك برأسه رافضا السير نحو خشبة القاعة التي سيؤدي فيها أغنيته ( قارئة الفنجان) وكان يردد أثناء ذلك :

لا أستطيع أداء هذه الأغنية وأشعر بشيء يشدني إلى الوراء كي لا أغنيها ، لكن أمام الإلحاح الشديد لرفقائه وسماعه للجماهير وهي تنتظره ليظهر والتي كان يسمع عبد الحليم هديرها وخاصة ( صفيرها ) الذي يصم الآذان تَـقَدَّمَ عبد الحليم وأدى أصعب أغنية في حياته خاصة أن كلمات هذه الأغنية تحتاج لطبقة من المستمعين المتذوقين للفن عامة نظرا لرقي معاني الشعر الرفيع وبالخصوص أن قصيدة ( قارئة الفنجان ) لنزار قباني كانت غير تقليدية بكل المقاييس كلمات ولحنا وأداءا ...  

أولا:ما هي الظروف التي أدت لبلورة هذا الجو المتشائم عامة عند ولادة أغنية ( قارئة الفنجان )؟

كان المرحوم عبد الحليم حافظ منذ 1974 يتعرض لحملة شرسة من طرف صحافة الارتزاق والتي كان يمولها المطربون المصريو ن الذين كسدت أغانيهم في سوق الطرب لأن إبداعات عبد الحليم لم تترك لهم المجال للعيش حيث كانت بضاعتهم خاسرة في سوق تجارة الكاسيت والحفلات التي تقام في ربوع مصر بل وحتى خارج مصر حيث كان الطلب على عبد الحليم دون غيره ، فالتجأت هذه الفئة من المطربين الذين كسدت تجارة أغانيهم وسهراتهم ( إلا الناذر القليل جدا ) التجأتْ إلى محاربة عبد الحليم بشتى الطرق ،لأن هذا الأخير قد اكتسح مجال الفن الغنائي في ربوع العالم العربي خاصة وأن المطربة أم كلثوم كانت قد توفيت في فبراير 1975 بعد مرض طويل ، أما الأستاذ محمد عبد الوهاب فقد تفرغ للتلحين ولم يعد يغني ( طبعا غنى من غير ليه بعد وفاة عبد الحليم وأهداها لروحه ) ...

 تفرغ المطربون المصريون الفاشلون أو أغلبيتهم الساحقة لمحاربة عبد الحليم كما قلنا منذ عام 1974 والتجأوا إلى البلطجية الذين كانوا يهددون عبد الحليم مما اضطره إلى كثرة السفر إلى لندن حتى اضطر أن يشتري شقة فيها لدرجة أن محمد عبد الوهاب حينما كان يتدرب معه على أغنية ( من غير ليه ) كان يسافر إليه حتى مدينة لندن ، وكان عبد الحليم ملتزما بأن يقدم كل سنة في عيد ( شم النسيم ) أغنية جديدة وكان البلطجية يستعدون له كل سنة للتشويش عليه أثناء أدائه لأي أغنية وفي أي حفلة عامة أقامها تخص الجماهير العادية الكثيرة العدد في مصر لذلك ازدهرت حفلاته خارج مصر في سنوات 1974 و 75 و76 وكان يعود دائما إلى بيته في لندن طيلة تلك الفترة ، وكانت حملة محاربة البلطجية لعبد الحليم تزداد شراسة كل سنة إلى درجة أن البلطجية أثناء أداء عبد الحليم كانوا يبدأون بالصفير والضجيج والضوضاء والصراخ من بداية الأغنية إلى نهايتها ، وأصبح الجمهور المتذوق لأغاني عبد الحليم لا يحضر حفلات عبد الحليم التي تكون للعموم لأنهم لا يسمعون إلا الضجيج والصفير والصراخ ، وفي آخر مرة عام 1976 غنى عبد الحليم ( قارئة الفنجان ) أمام الجمهور العمومي وقد كان السيل قد بلغ الزبى في أعماق المطرب عبد الحليم الحساس بطبعه من كثرة الضجيج المستمر بدون انقطاع إذاك قال عبد الحليم قولته الشهيرة ( حتى أنا أعرف أصرخ وأعرف أصفر ) وصَفَّرَ أمام الجمهور وكانت تلك آخر مرة يغني فيها أمام البلطجية الذين كانوا يملأون الفضاء الذي يغني فيه عبد الحليم وبفعله ذاك كأنه ودَّع الجمهور العمومي الذي نجح المطربون المصريون الفاشلون الذين كسدت تجارتهم ، نجحوا في إبعاد عبد الحليم عن الغناء في القاعات والفضاءات العامة الشاسعة ، ما يؤكد هذا أن نقابة الفنانين في مصر وبطلب من الجمهور الذواق حينما انتبهوا لروعة أغنية ( قارئة الفنجان ) قررت النقابة تنظيم حفل خاص للاستماع لأغنية قارئة الفنجان يكون فيه الجمهور قليلا مثل الحفل الذي أقيم في فندق شيراتون مثلا حيث استمتع فيها الجمهور القليل الذواق في صمت وهدوء إلى هذه الرائعة وقد أصبح منذ تجربة الشيراتون يغني في فضاءات صغيرة يحضرها عدد قليل يمكنه أن يستمتع بتلك الأغنية الرائعة جدا ، ونجح حساد عبد الحليم في إبعاد عبد الحليم عن الجمهور العريض وقد حز ذلك بدون شك في نفس عبد الحليم لكنهم وضعوه بين المطرقة والسندان ، مما اضطر الجمهور العريض أن يسمع عبد الحليم عبر الأشرطة الصوتية فقط .. 

ولم يدم الأمر طويلا حتى توفي عبد الحليم حافظ ... بعد المطربة أم كلثوم والأستاذ محمد عبد الوهاب كان عبد الحليم حافظ آخر من أطرب العرب زمنا طويلا ، كان الأستاذ محمد عبد الوهاب والمطربة أم كلثوم يملآن ساحة الطرب لكن مع ذلك استطاع عبد الحليم أن يخترق روتين الأغنية الرتيبة والطويلة لأم كلثوم التي دون شك سيبقى لها جمهورها إلى يوم القيامة ، كذلك كان الأمر مع الأستاذ محمد عبد الوهاب الذي لا يمكن أن يغيب عن الذوق العربي أبدا ، لكن عبد الحليم ظل ولا يزال - خاصة ونحن في 2023 - لا يزال له جمهوره العريض وسيبقى خالدا في الأذهان إلى قيام الساعة .  

ثانيا:سقطت الأغنية العربية بعد عبد الحليم حافظ فماذا ربح البلطجية الذين حاربوه هُمْ وَمَنْ سَخَّرَهُمْ ؟:

لا شك أنه بعد الفطاحل الثلاثة الذين ذكرنا وغيرهم من الذين عاصروهم في باقي البلدان العربية الذين نجحوا في وطنهم ولا أستطيع أن أسرد أسماء كل الذين عاصروا هؤلاء الفطاحل الثلاثة ( كلثوم – عبد الوهاب – عبد الحليم ) حتى لا أنسى ذكر بعضهم ، وقد كان هؤلاء الفطاحل الثلاثة قد أثروا في مطربين محليين في كل بلد عربي على حدة ونجحوا في مشوارهم الفني في زمن هؤلاء الفطاحل الثلاثة لأنهم كانوا يُلْهِمُونَ كل فنان في الوطن العربي ويجد مكانه من الشهرة في وطنه بل قد ظهرت أسماء مطربين محليين بلغوا درجة النجومية في كثير من البلدان العربية الأخرى غير مصر في عصر هؤلاء الفطاحل الثلاثة لا أستطيع ذكر أسمائهم كلهم حتى لاأغفل بعضهم ، وللقارئ الكريم من الفطنة أن يدرك ما أعنيه ، لكن اليوم ونحن في 2023 لا نسمع الحديث إلا عن الأغنية الهابطة في ربوع العالم العربي ،لا حديث إلا عن انتشار الرداءة الفنية في العالم العربي ( في الجزائر ظهر قادر الجابوني والشابة سوسو مثلا وغيرهما كثير مما يسمى بمطربي الكاباريهات ) ، ولا أظن أن أحدا من الجزائريين الذواقة سينكر هذه الظاهرة ...  

السؤال الآن هو : ماذا ربح البلطجية الذين حاربوا عبد الحليم وهو يؤدي من أعصابه وجهده الجسدي روائع أصبحت خالدة ؟ فهل احتلَّ مكانه أحدٌ من الذين كانوا يَصْرِفُونَ الأموال الطائلة تُعْطَى للبلطجية لإثارة الضجيج والصخب حتى يزيدوا في معاناة عبد الحليم ؟  

الجواب : لم نعرف بَعْدَ عبد الحليم أي أحد من الذين أنفقوا الأموال الطائلة لمحاربة عبد حافظ ، لأنهم ليسوا فنانين بل كانوا متطفلين على الفن وكانوا يعتقدون أن سبب فشلهم هو ( عَدُوٌّ وهمي ) اسمه عبد الحليم حافظ ، وحاربوه حتى توفي لكن الفشل ظل يلازمهم حتى مات الكثير منهم ومن بلطجيتهم ولا يزال عبد الحليم حافظ خالدا إلى اليوم ونحن في 2023 بأغانيه المبنية بناءا متينا من حيث الكلمات واللحن والأداء الذي كان يُضْفِيهِ عليها عبد الحليم من وجدانه ومشاعره ، واليوم في 2023 نحن لا نعرف أي أثر لأولئك الذين خَسِرُوا الأموال الطائلة لمحاربة عبد الحليم لكننا اليوم ونحن في 2023 لا زلنا نتمتع في كل لحظة وحين بإحدى الخالدات التي تركها الفنان عبد الحليم حافظ وهي كثيرة لا يمكن حصر عددها ...مات عبد الحليم ولا تزال أغانيه خالدة بيننا إلى اليوم بل وستبقى إلى يوم القيامة ، ومات أعداء عبد الحليم ولم نسمع عنهم شيئا سوى أنهم ماتوا مجهولين نَكِرَاتٍ ولم يتركوا أي أثر يذكر بعد موتهم وكأنهم لم يكونوا ولم يكن معهم أحدٌ من بلطجيتهم المتوحشين ..  

ثالثا: البوليزاريو الجزائر عبد الحليم حافظ أية علاقة ؟

 قال تعالى في كتابه العزيز : " وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ( الزخرف 32 ) صدق الله العظيم ... لقد سَخَّرَ الله سبحانه وتعالى كثيرا من الجزائريين الذين يزورون المملكة المغربية لينقلوا لباقي الجزائريين في الداخل صورة المغرب الحقيقية ، ويكفي أن ترى وتسمع على سبيل المثال فيديوهات السيد هشام عبود والسيد أنور عبد المالك وهما لا يقيمان في المغرب لأن المقيمين في المغرب ويعيشون فيه - وهم كثيرون - شهادتهم مطعونٌ فيها بالنسبة لحكام الجزائر، أما هؤلاء الاثنين فهما يعيشان في فرنسا كلاجئين سياسيين ويزوران المغرب كلما سنحت لهم الفرصة وقد سخرهما الله للشعب الجزائري لينقلوا - بحسرة على وطنهم الجزائر- الحقائق عن القفزة الحضارية التي وصل إليها المغرب خاصة من حيث البنية التحتية ، ولا أستطيع أن أسرد كل ما ذكراه في رحلاتهم عن المغرب ، لكن الجملة التي كانت تتكرر في وصفهما لما رأيا وهي ( حينما تزور المغرب تظن أنك في بلد أوروبي ) !!! فهما بذلك يختصران ما رأت أعينهم من ضخامة الإنجازات المغربية مثل مينائي طنجة المتوسط الأول والثاني اللذين ينافسان الموانئ الأوروبية ، ويفتخران بذلك لأن هذين المينائين في دولة مغاربية عربية إسلامية أمازيغية ، و حينما ينتقلان للحديث عن الطرقات لا يتردد هشام عبود مثلا من تكرار وصفه لشبكة الطريق السيار في المغرب بأنها ( زربية) وبأنه يقطع المسافات الطويلة عليها ولا يرى شقا أو خدشا في الطريق السيار الحريري المغربي ، وعندما يصفان محطات القطارات وينشران صورا منها يعلقان على ذلك :" إننا لا نرى مثل ذلك إلا في أوروبا ".... وسأستدل بتدوينة للناشط السياسي الجزائري الذي يعيش في فرنسا أنور مالك والذي زار المغرب مؤخرا وقال في تدوينة له مرفوقة بصورة له إلتقطها أمام محطة القطار طنجة ،حيث قال: " إن “الصورة ليست في دولة أوروبية ولا هي في أمريكا أو الخليج العربي بل من طنجة المغربية بعد رحلة رائعة في القطار السريع.. "....وأضاف الناشط الجزائري “المغرب غير ما تحاول بعض الأطراف تصويره لتشويهه خاصة من أبواق نظام عسكري فاشل وفاشي وفاسد وجاحد وحاقد دمر الجزائر، بل وجدناه ( أي المغرب ) ونحن نتجول في الربوع المغربية يمضي بخطاه الرصينة والمتينة نحو ما سيرشحه ليكون قطبا اقتصاديا وسياسيا ودبلوماسيا في المنطقة”....وختم تدوينته قائلا “ما رأيته جعلني أبكي على حال الجزائر ليس حسدا للمغرب بل حزنا على بلادي التي بالرغم من ثرواتها الهائلة إلا أنها تصعد نحو الأسفل..... الله المستعان.

” كان بإمكان السيد أنور مالك أن يضيف : إن أموال الشعب الجزائري تذهب إلى جيوب الذين يساعدون عسكر الجزائر الحاكم ، يساعدونهم من أجل تشويه صورة المغرب ، ولا تُصرف على تنمية الجزائر طيلة 61 سنة ... أما المعارض الجزائري المشهور هشام عبود فيكاد يزور المغرب كل سنة لأن له أصدقاء كُثُرٌ في المغرب وهو الذي اندهش أول مرة يزور فيها المغرب ، اندهش لمستوى التقدم الحضاري والعمراني للمملكة المغربية وتقدم البنى التحتية فيه ، ويعتبر هشام عبود أول جزائري غير مقيم بالمغرب يندهش لما شهده من تقدم في المغرب وقال قولته الشهيرة : " اليوم عرفت لماذا عصابة أولاد الحرام الحاكمة في الجزائر تغلق الحدود الجزائرية المغربية على الجزائريين لأنه لو دخل الجزائريون إلى مدينة وجدة القريبة منهم دون أن يصلوا إلى الرباط أو الدا البيضاء فإنهم عندما سيعودون إلى بلادهم سيثورون ضد عصابة أولاد الحرام " ... وهو الذي قال ما ذكرتُه في السابق عن ضخامة الموانئ المغربية والطريق السيار أو ( الزربية ) كما قال ، لكنني سأستشهد بما ذكره بخصوص زيارته للصحراء المغربية حيث استهل حديثه في لقاء له مع إحدى القنوات المغربية بقوله :" مثل كثير من الإعلاميين الجزائريين كنتُ لا أعرف شيئا عمَّا وصلتْ إليه الحضارة العمرانية والتقدم البنيوي للأقاليم الجنوبية للمغرب ، وأنا ألوم الإعلاميين المغاربة الذين ( قَـصَّرُوا ) في التعريف بمنجزات المغرب المُبْهِرَةِ في الصحراء وبسبب هذا التقصير الإعلامي المغربي أصبح كل الإعلاميين الجزائررين لا يعرفون شيئا عما أنجزه المغرب في الصحراء [...] وزاد قائلا رأيت مدينة العيون والمناطق المجاورة لها فوجدت العيون مدينة شاسعة جدا تكثر فها المرافق العمومية لخدمة المواطنين ، فهي مدينة نظيفة جدا رغم أنها في قلب الصحراء ومليئة بالساحات الخضراء والمياه تجري فيها في كل مكان ، كما أتيحت لي فرصة زيارة مدينة (السمارة ) التي لا نعرف عنها نحن في الجزائر إلا أنها مجرد مدينة مليئة بالسجون ولم تكن بها إلا بضعة أقسام للدراسة أي لم تكن بها ولو مدرسة واحدة ها هي اليوم يوجد بها أكثر من 36 مؤسسة تعليمية لكل المستويات " ... وصرح مرة أخرى في نفس الزيارة للصحافيين بمناسبة مشاركته في فعاليات الملتقى المغاربي الأول الداعم لمخطط الحكم الذاتي بالصحراء تحت السيادة المغربية حيث " عَـبَّرَ عن اندهاشه من مستوى التقدم الحاصل في مدينة العيون التي يزورها لأول مرة ...مؤكدا أن جودة بنياتها التحتية تجعل المرء يتساءل هل يتعلق الأمر فعلا بالصحراء أم ببلد آخر [...] ويضيف هشام عبود: إن مستوى التقدم الحاصل بمختلف جهات المغرب قد أجج سعار النظام الحاكم في الجزائر ودفعه إلى إغلاق الحدود في وجه الجزائريين حتى لا يزوروا المغرب ويصطدموا بمدى تخلف وتقهقر كل ولايات الجزائر مقابل نماء وتقدم كل المدن المغربية" هنا تكمن العلاقة بين البوليزاريو والجزائر وعبد الحليم حافظ !!!! من الطبيعي أن أحرار الجزائر يعلمون علم اليقين أن أولا الحرام حكام الجزائر صرفوا و لايزالون يصرفون خيرات الشعب الجزائري على الأجانب وعلى رأسهم البوليزاريو وتركت الشعب الجزائري أضحوكة للعالم يتناقل صور الفقر المذقع المنتشر في عموم البلاد من فقدان الغاز في بلد يصدر الغاز بل وتجعل منه سلاحا لمحاربة أعداء وهميين ، ومن صور الجزائريين وهم ينبشون في المزابل العمة وفي صفائح الأزبال عما يقتاتون به كل يوم ، ومن الفيديوهات المنتشرة لآلاف الطوابير للجزائريين من أجل الحصول على بعض المواد الغذائية الضرورية ليبقى الجزائري على قيد الحياة فقط ، وكان باستطاعة الجزائر بخيراتها أن تكون كأي بلد خليجي على الأقل الذي ليس للمواطن فيها هموم السكن والمعشية الضرورية ، أما البنيات التحتية فتفتقد كل مدن ولايات الجزائر لمجرد صباغة جدرانها لأن كل البيوت في الجزائر التي تركها المستعمر لم تعرف قط تجديد صباغة جدرانها من الخارج ، أما التي بنيت بعد الاستقلال المزور فمنذ أن تم بناؤها أهملت وبقيت هكذا دون تجديد صباغتها من الخارج ويعلم الله ألوان جدرانها من الداخل ، أضف إلى ذلك كثرة الدنس والأوساخ والأزبال والنجاسة والقاذورات والأدران التي تغطي كل مدن الولايات الجزائرية المهملة ....

فما السبب في أن تبقى الجزائر كما أرادها الجنرال دوغول ، جزائر مخربة مدمرة متخلفة ، بالنسبة للجزائر فقد توفقت عقارب الساعة فيها يوم 05 جويلية 1962 وكما يقول علماء الاجتماع : " الانسان عندما يتوقف في وقت معين فالمحيطون به يتقدمون عنه في الزمن بسنوات ضوئية " لقد توقفت الجزائر يوم قرر الجنرال دوغول والمقبور بومدين أن يغتصبا ثورتها وثروتها ، وقد أظهرت لنا الأيام القليلة الماضية ماذا يفعل بنا أحفاد الجنرال دوغول وكابرانات فرنسا من أصول جزائرية ، لقد أصبحوا كالسمن مع العسل يتبادلون قبلات العشق والمحبة على ظهر الشعب الجزائري وتعاسته الأبدية ... فسلوك مجانين حكام الجزائر مبني على تنفيذ

 1) سرقة أموال الشعب الجزائري بكل الطرق والوسائل طيلة 61 سنة تلبية لوصية جدهم الجنرال دوغول واستثمارها في فرنسا وخاصة في العقار

2) تنفيذ استشارات أعداء الشعب الجزائري – وما أكثرهم – وذلك بإنفاق أموال الشعب الجزائري على كل شيء لا يعود بالنفع على الشعب الجزائري

3) الخوض في كل ما يمكن أن تضيع فيه أموال الشعب الجزائري مثل الإنفاق المبالغ فيه على جبهة البوليزاريو التي يعترف عسكر الجزائر أنفسهم بأنهم أنفقوا على البوليزاريو حسب المتفائلين منهم 350 مليار دولار أما المتشائمون فيؤكدون أن الجزائر أنفقت على البوليزاريو أكثر من 500 مليار دولار

 4) التمويه على سرقات الكابرانات بمشاريع صورية مثل مشروع الطريق السيار المليء بالحفر والانقطاعات المتكررة من الشرق إلى الغرب مع سوء دراسة مساره الذي أثر على بنية الطريق حيث تغطيها الرمال والأتربة على طول مسارها حتى أصبح السائقون يفضلون استعمال الطرق التي تركها الاستعمار

5) خلق عدد كبير من وسائل إعلام الصرف الصحي والإنفاق عليه بدون حساب للترويج لتخاريف وأكاذيب الكابرنات من حكام الجزائر

 6) سلسلة الهزائم الدبلوماسية التي لا يمكن حصر عددها حتى أصبحت الجزائر معزولة عن العالم

7) فشل كل التظاهرات السياسية ( مثلا فشل القمة العربية التي عُقِدَتْ في الجزائر ) والرياضية وكان آخرها تنظيم كأس العالم للمحليين الذي طعن حكام الجزائر كرامة الشعب بفشل تنظيمه خاصة وقد جاء بعد الإنجاز العبقري الأسطوري للمنتخب المغربي في كأس العالم بقطر حيث وصل المغرب إلى نصف النهاية التي لن يحلم بها أي جزائري منذ اليوم ... من كان وراء دفع حكام الجزائر إلى هذه السلوكات المتخلفة والفظيعة والمتنوعة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ؟  

لنأخذ مثلا الأموال الطائلة التي ضاعت على وهم خلق دويلة البوليزاريو ، من كان وراء صناعة هؤلاء البلطجية للتشويش على المغرب ؟ فلم يعد خافيا على أحد أن حكام الجزائر مهووسون بالمغرب وينقفون الأموال الكثيرة جدا من أجل استقطاب دول من إفريقيا وأمريكا اللاتينية لِتَبَنِّي موقف كابرانات فرنسا من قضية الصحراء وكان آخرها التشطيب على ديون 14 دولة إفريقية وذلك ليس من أجل سواد عيون هذه الدول ولكن حكام الجزائر يعترفون أنهم يشترون ذمم هذه الدول من أجل مساندتهم على تحقيق وهم دويلة البوليزاريو ....  

عود على بدء : ذهبت أموال البلطجية الذين حاربوا عبد الحليم حافظ كما قلنا سابقا وبقيت أعماله الفنية خالدة بعد وفاته وستبقى كذلك إلى يوم القيامة ، كما ذهبت أموال كابرانات فرنسا هباءا منثورا أنفقوها على بلطجية البوليزاريو وغيرهم ، وسنموت جمعا ، سيموت طغاة جنرالات الجزائر مجهولين نكرات لأنهم لم يتركوا أثرا يُذكرون به في الجزائر ، وسوف لن يتذكر العالم لا المقبور بومدين ولا بوتفليقة ولا تبون حاشاكم لأن هؤلاء لا قيمة لم تاريخيا حتى وإن نبح الذين اقتاتوا معهم في الماضي أو الذين يقتاتون معهم اليوم ، سيموت كل هؤلاء ولن يذكرهم أحد وسيموت بلطجية البوليزاريو الذين ظن طغاة الجزائر أنه بواسطة هؤلاء البلطجية سيحطمون ( العدو الوهمي ) المغرب ، لكن بعد عشرات السنين أو القرون سوف ترى البشرية ما ترك بُـنَاةُ المملكة المغربية من منجزات عبقرية جبارة ، لأن حكامه خلدوا المغرب بمنجزات ( ذكرناها سابقا ) لن تفنى إلا بفناء الدنيا ، لن تفنى الموانئ الضخمة والطرق السيارة المتقونة الصنع والصيانة ولن تفنى محطات القطارات التي تضاهي محطات القطارات في أوروبا ، ولن تفنى كل المنجزات التي يستفيد منها الشعب المغربي اليوم لأنها ستبقى خالدة ... نحن لم نعرف بَعْدَ عبد الحليم حافظ أي أحد من الذين أنفقوا الأموال الطائلة لمحاربته ، لأنهم ليسوا فنانين بل كانوا متطفلين على الفن وكانوا يعتقدون أن سبب فشلهم هو ( عَدُوٌّ وهمي ) اسمه عبد الحليم حافظ ، كذلك لن يعرف العالم فيما بعد أي أحد من بلطجية البوليزاربو أو الذين أَعْـطَوْهُمْ الكثير من أموال الشعب الجزائري لمحاربة ( العدو الوهمي ) المغرب ، لأن الذين ضيعوا أموال الشعب الجزائري كانوا طغاة اغتصبوا ثورة الشعب الجزائري وثروته ، وكانوا فاشلين فاسدين متحكمين في رقاب الشعب الجزائري وكلما فشلوا في أمْرٍ ما نشرتْ وسائل إعلامهم الدنيئة أن سبب فشلهم كان هو العدو الوهمي ( المغرب ) ... سيفنى كل شيء في الجزائر والمغرب ، لكن لن يتذكر أحد طغاة حكام الجزائر وبلطجيتهم البوليزاريو ، في حين سيتذكر العالم المنجزات المُبْهِرَةَ والضخمة التي بناها المغرب والتي ستبقى شاهدة على الذين بنوها إلى يوم القيامة .... وسأختم كلامي بسطور منسوجة على منوال ما قال أنور عبد المالك :" ما سمعته جعلني أبكي على حال الجزائر ليس حسدا للمغرب بل حزنا على بلادي التي بالرغم من ثرواتها الهائلة إلا أنها تسير بسرعة البرق نحو حضيض أسفل سافلين .... فهيا لنستمع إلى إحدى روائع عبد الحليم حافظ لأن الأمر محزن في الجزائر ....

 

سمير كرم خاص للجزائر تايمز

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

جزائري

من احرار الجزائر

اهلا و سهلا بالاخ الكريم سمير كرم توحشناك كثيرا و اشتقنا الى قراءة مواضيعك المكتوبة من الذهب حتى اصبحنا نعرف مواضيعك مباشرة بعد قراءة عنوان الموضوع . بارك الله فيك و ابقاك سهما قاتلا في قلوب العصابات عسكريين و مدنيين. و اطال الله عمرك .

Ali

رد

رائع و ما أروع. تحية خالصة السيد سمير كرم و يا لها من إطلالة. تحية.

Hamid64

Jabar

Une Belle comparaison de ta part Monsieur Karam.Tes commentaires nous manquent Beaucoups alors soit pas avare on t attends avec passience!

لمرابط الحريزي

الأدلة التي تثبت غباء العدو الكلاسيكي

بوخروبة قال لهم: انتم شعب صحراوي وسنساعدكم على تحقيق الاستقلال فوق اراضي مغربية، عبدالمجيد حلزون رد عليه: "لا، انتم إما موريتانيين إما مغاربة ولن تكونو جزائريين" خوروطو في خوروطو في خوروطو والنتيجة خوروطو يسرق ويكذب من اجل دخول جهنم عن جدارة. لا تستحقو حتى ان نضحك عليكم (مجلس الامن الخرائري سيعقد اجتماع طارئ لدراسة ما قتله شخصيا اعلاه] ههههههههههههههههههههههه