أخبار عاجلة

سعيد صالحي: انتفاضة 05 أكتوبر أنهت حكم الحزب الواحد لكنّ الجيش والمخابرات واصلا إحكام قبضتهما على الحُكم في الجزائر

نعود بكم في هذا الحوار، مع نائب رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان ، سعيد صالحي، إلى أحداث انتفاضة 05 أكتوبر 1988، التي توجت بإعلان رسمي، عن نهاية حكم الحزب الواحد، والإعلان عن إقرار مبدأ التعديدية الحزبية والاعلامية، لكن من زاوية الانتفاضة الثانية ليوم 22 فيفري 2019، من خلال مسيرات الحراك الشعبي، والتي توجت فيه بحملة قمع واعتقالات ومضايقات امنية للاحزاب والنشطاء والصحفيين والطلبة وعامة الحراكيين، رغم السلمية الوحدة ونبذ كل أشكال العنف والتطرف:

بداية ، السيد سعيد صالحي، وأنت قد عايشت الانتفاضتين، ستكون غدا الذكرى 34 لانتفاضة خمسة أكتوبر 88، فكحقوقي، هل ترى ان مكاسب الانفتاح الديمقراطي كالتعددية الحزبية والاعلامية ، حققت المرجو منها ؟

للاسف، 34 سنة بعد الأحداث الأليمة لأكتوبر 88 ، غدا سنُخلد هاته الذكرى في جو يسوده اليأس حيث أن الفضاء الديمقراطي لازال مُغلق و لا زال المواطن يواجه القمع و نكران الحقوق بالرغم من التضحيات الجسيمة و الآمال الكبيرة التي علقها المواطن علي هاته المناسبة ، التي كانت حقا مفصلية في تاريخ الجزائر.

لقد كنا من بين البلدان الأوائل في كل المنطقة التي أخذت منحى التجربة الديمقراطية ، كنا في نفس السياق مع بلدان أوروبا الشرقية بعد سقوط المعسكر الشرقي، لكن يا للأسف سنين قليلة بعدها أغلق القوس و دخلنا في دوامة العشرية السوداء، التي أتت علي اليابس و الخضراء، للأسف بعد كل ذلك ، استعملت هاته الحقبة بهاجسها وكل مؤثراتها من طرف السلطة لكسر و دفن آمال ونضالات كل الشعب الجزائري من أجل الحرية و الكرامة، أخيرا ،  أصبحنا في ذيل الترتيب العالمي في شأن الديمقراطية و الحريات في حين نري أن العديد من الدول نجحت انتقالها الديمقراطي و الإقتصادي و تعد الان من بين القوى العالمية.

س: للاسف، لكن هل يمكن القول أن حراك 22 فيفري شبيه إلى حد ما مع انتفاضة 5 أكتوبر ، مع تسجيل فرق واحد في الطابع السلمي للانتفاضة، ومن هذا المنطللق هل ترون أن الشعب اقتنع أن العنف سيكون في خدمة الانظمة ، وان التمسك بالسلمية قد يعيقها إلى حد كبير ؟

سعيد صالحي: نضالات الشعب الجزائري متواصلة و متكاملة، منذ الاستقلال و الشعب لم يهدأ و هو يقاوم و يناضل ضد القهر و الاستبداد.

بعد ان أفتك سيادته وحريته من الاستعمار بثمن ارواح الشهداء الابرار ، سُلبت منه مباشرة بعد الاستقلال من طرف زمرة ، ادعت باسم الشرعية الثورية أنها أولى على هذا الوطن و خيراته.

فحراك فيفري 2019  كان على درب الشهداء و المناضلات و المناضلين المخلصين الذين واصلوا النضال وفاءا لعهد نوفمبر و الصومام ، فكان تتمتا لأهداف الثورة التي حققت تحرير البلاد و لم تحقق هدف بناء دولة القانون المدنية و الاجتماعية كما نص عليها بيان اول نوفمبر ، فنظام بوتفليقة أضهر امام الرأي العام و المجتمع أننا لم نبني و لم نكسب دولة ، بل فقط نظام مبني علي الريع، المراوغة و الفساد .

وحراك 2019 وضع في قلب مطالبه الديمقراطية، العيش الكريم و حقوق الانسان ، قوته أنه استخلص كل الدروس الماضية، كان وحدوي، وطني، سلمي و ديموقراطي، فوقف صامدا مهما ازمة الكورونة و ضد كل مناورات السلطة لتقسيم و إقحام الحراك في العنف لتبرير قمعه بعد ذالك، اصبح بسلميته مثالا و دخل التاريخ من بابه الواسع مهما ما فعلت السلطة من طمس الحقائق و نكران الحقوق و الواقع.

ثالثا، بالنسبة لانتفاضة أكتوبر وحراك فيفري، هناك اوجه تشابه كثيرة، كما هناك فوارق، لكن في الهدف لاحقاق مدنية الدولة وتجسيد الديمقراطية ، هل تمكنتا الثورتين في رايك من تحقيق مكاسب، ام هناك تراجع واخفاق في تحقيق ذلك ؟

الهدف واحد مهما إختلاف الوسائل و الأشكال ، فهي هبة الشعب من اجل استرجاع حريتها المغتصبة بعد الاستقلال.

اكتوبر جاء لكسر  النضام الأحادي وهيمتة الحزب الواحد ، و تمكين  للشعب الجزائري  لممارسة حقوقه السياسية و المدنية ، كان ذلك في أول دستور إنفتاحي في 1989 الذي كرس لاول مرة التعددية، الحريات و حقوق الانسان، اكتوبر رغم أنه مكن لعدة مكتسبات ديموقراطية من حرية الصحافة والتعبير ،انشاء الاحزاب، النقابات و الجمعيات، لكنه لم يستطيع فك اغلال الجيش والمخابرات التي واصلت استيلاءها على كل دواليب ومفاصل الحكم في كل الفضاءات والمؤسسات، لكن اكتوبر استطاع فتح مسار جديد ، مهما فعلت السلطة للتراجع عنه يضرب المكتسبات فلم تفلح لان نضال الشعب الجزائري يصوب في اتجاه عجلة التاريخ، فيمكن تعطيله لبعض الوقت، لكن لا يمكن إيقاف عجلة التاريخ. 

فالشعب الجزائري بمقاومته السلمية و نضالاته المستمر سيتمكن لا محاولة من تحقيق آماله، النظام الحالي مآله الفشل والزوال، مخاوفي الآن، أن السلطة بمواصلتها الخارطة الامنية، قمع الاصوات الحرة، متواصلة الاعتقالات التعسفية، غلق كل الافق و الفضاءات،  زرع اليأس و الشعور بالحڨرة ستدفع الي المواجهة مع الشعب الذي بقي صبورا حتي الآن،  اتمني من كل اعماق قلبي ان يبقي الشعب و خاصة الشباب متمسكا بالخيار السلمي.

شكرا سيد سعيد صالحي على قبول الدعوة.

حاوره سعيد بودور 

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات