دعا الخبير الاقتصادي أحمد سواهلية السلطات إلى استغلال إيرادات النفط الحالية وتوجيهها للاستثمار في مختلف المجالات والقطاعات، محذرا من العودة لسياسة شراء السلم الاجتماعي وإسكات الجبهة الاجتماعية والزيادات المفرطة في الأجور والمنح الاجتماعية والعاطلين عن العمل بشكل يرهق الخزينة العمومية.
وأكد سواهلية في تصريح صحفي، على ضرورة استغلال السلطات الجزائرية للفرصة الحالية المتمثلة في ارتفاع أسعار النفط بشكل يجعلها تنعكس إيجابيا على الاقتصاد الوطني، خاصة أن الجزائر تعتمد على النفط في مواردها من العملة الصعبة بنسب تفوق 95 بالمائة.
كما أعرب سواهلية عن تفاؤله من مستقبل الاستكشافات النفطية بعدما عمليات التنقيب التي أعلنت عنها شركة سوناطراك مؤخرا مع شركاء متعددين.
ويرى المتحدث ذاته أن الجزائر ستوفر احتياطات كبيرة من العملة الصعبة خصوصا في ظل الاعتماد على 45 دولار كسعر مرجعي للبرميل، مشيرا إلى أن الفارق سيكون الضعف أو أكثر .
وشدد سواهلية على أن الأريحية التي من الممكن أن تتحصل عليها الجزائر من خلال ارتفاع أسعار النفط يجب أن تخصص لتدعيم باقي القطاعات الإنتاجية الأخرى كالفلاحة والصناعة والمناجم والسياحة إضافة إلى استغلال الموقع التجاري الحساس الذي تملكه الجزائر، قائلا: “علينا أن لا نبقى رهن المقاربات السابقة التي تعتمد فقط على البحبوحة وارتفاع الأسعار التي قد تنقلب في أي لحظة”.
وأضاف: “يجب أن نبحث عن تنويع الاقتصاد وتنشيط القدرات الإنتاجية خاصة مع تحدي الأمن الغذائي ولابد أن تكون الإيرادات الإضافية استثمارية وأن نجعل من سنة 2022 اقتصادية، وذلك بتوجيه الإيرادات نحو قطاعات استثمارية ودعم وتقوية الاستثمار وتشجيع المؤسسات الاقتصادية على الإنتاج، والعمل على جعل الأرضية جاذبة أكبر للاستثمار الأجنبي وخلق توازن جهوي في التنمية في الولايات المحرومة التي تشهد عجزا تنمويا، وهو ما من شأنه خلق الثروة وخلق مناصب شغل حقيقية وفق خصوصية كل منطقة”.
كما دعا الخبير الاقتصادي إلى ضرورة تشجيع روح المبادرة خاصة مع تشريع قانون الاستثمار الجديد وأن تكون هناك شجاعة لولوج عالم الاستثمار والبحث عن أسواق حقيقية ودعم القطاعات الإنتاجية بما تحتاجه من مادة أولية أو يد عاملة.
هذا وأرجع الخبير الاقتصادي، أحمد سواهلية، الارتفاع القياسي لأسعار النفط إلى الأوضاع العالمية خصوصا مع بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا قبل ثلاث أشهر، بالإضافة إلى الاختلال في سلسلة التوريد والطلب المتزايد على المادة الحيوية عالميا ما جعل أسعارها تستقر فوق 100 دولارا خلال الأشهر الأولى لسنة 2022.
وتجاوزت أسعار النفط الجزائري اليوم عتبة 124 دولارا للبرميل حسب آخر الإحصائيات التي نشرها الموقع المتخصص “oil price”. وارتفعت أسعار النفط اليوم، بعد أن وافق زعماء الاتحاد الأوروبي على حظر جزئي وتدريجي للنفط الروسي وبعدما أنهت الصين إغلاقا لمكافحة كوفيد-19 في مدينة شنغهاي.
وارتفع خام برنت تسليم أوت 35 سنتا أو 0.3 بالمائة إلى 115.95 دولار للبرميل. وأغلقت عقود تسليم جويلية عند 122.84 دولار للبرميل، بزيادة واحد بالمائة. وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 37 سنتا أو 0.3 بالمائة إلى 115.04 دولار للبرميل. وأنهى الخامان ماي أيار على ارتفاع، مسجلين زيادة للشهر السادس على التوالي.
تعليقات الزوار
لا تعليقات