بات من الحيوي لسير الأمور في سوناطراك، إبعاد مديرها العام، ووزير الطاقة في القريب العاجل، والسّبب راجع للكوارث التّي أحدثاها هذان المسؤولان مُؤخرا!
من الأمور العجيبة، أنّ مدير سوناطراك يقول إنّ الشركة يُمكنها أن تُوقف ضخ الغاز الطبيعي نحو إسبانيا، إذا حولت هذه الأخيرة جزء منه نحو المغرب عبر الأنبوب المغاربي الأوروبي، الذّي أوقفت الجزائر استعماله:
1- وجه الغرابة في كلام هذا المدير، أنّه لا يُدرك أنّه يُدير شركة تجارية وليست سياسية، وليس من صلاحياته الإدلاء بمثل هذه التصريحات البليدة والتّافهة! فشركة سوناطراك تربطها عقود تجارية بالشركات الإسبانية، لا يُمكن المساس بها، وإذا فعل المدير ذلك فإن شركته ستدفع أسنانها ثمنا مع التحكيم الدولي، وقد حدث ذلك قبل هذا التاريخ مع شركات أمريكية، ثم إنّ ربط الغاز بالمواقف السّياسية في العلاقة مع إسبانيا، ليس من صلاحيات المدير! وليس من صلاحياته الحديث باسم السّلطة في الجزائر في هذا الأمر! تتذكرون أنّ قرار إعادة النّظر في الاتفاق الغازي بين الشركات الأمريكية وسوناطراك في 1980، تمّ بعد فتح نقاش في البرلمان الجزائري! هل معنى هذا أن تسيير الطاقة كانت فيه ديمقراطية وشفافية في عهد الحزب الواحد، أفضل منه الآن في عهد الجزائر الجديدة؟!
2- هذا المدير الذّي يُهدّد بوقف الغاز عن إسبانيا، بسبب أنّها تُعيد بيعه في أسواق عالمية بعد شرائه من الجزائر، ألا يعرف هذا المدير أنّ الغاز سلعة مثل السّلع الأخرى في التجارة العالمية، يُمكن شراؤه وبيعه في أعالي البحار من طرف التجار العالميين، وهي “بزنسة” ولا علاقة لها بالخلافات السّياسية بين الدّول! مدير بهذا المستوى يُثير الأسف، كونه يتصرف في 90 ٪ من قوت الجزائريين.
3- إسبانيا تتحرك في ملف الغاز وفق القانون الدولي، ووفق الاتفاقيات التّي تربطها مع الجزائر، القسم الموجود في البحر من الأنبوب العابر للمغرب تملكه إسبانيا، ومن حقها أن تستثمره، ولا تُفرط فيه كما فعلت الجزائر، بالجزء الموجود في الأراضي المغربية! الدّول تسيّر حكوماتها كما لو كانت شركات ذات منفعة، لا تترك فرصة تدر عليها فوائد مالية إلا استغلتها! لأنّ الحكومة الإسبانية يُحاسبها الشعب الإسباني عبر البرلمان إذا أضاعت فرصة كهذه التّي عرضتها عليها المغرب! وليس مثل الحكومة الجزائرية تسير الأمور الاقتصادية والتجارية للطاقة وغير الطاقة، على أنّها فاقدة للأهلية، وتتطلب الحجر عليها لشدة سفاهتها!؟ بيع الغاز بمنطق بيع السلاح، لا يُوجد إلاّ في الجزائر المستفزة اقتصاديا!
4- نعم التسيّير العسكري للسّياسة والاقتصاد والدبلوماسية هو الذي ألحق هذه الأضرار بالمصالح العليا للبلاد، سواء على المستوى الدّاخلي في تسيّير الشأن العام، أو المستوى الخارجي، حيث أصبحت بلادنا أضحوكة دبلوماسية، وتجارية، في علاقتها مع الدول!؟
هل فهمتم الآن لماذا قامت إسبانيا بإعلام الحكومة الجزائرية، عن حكاية ضخ الغاز إلى المغرب، عبر الأنبوب الجزائري بواسطة (SMS)، وليس رسالة من وزير أو سفير؟! تماما مثلما بهدل وزير خارجية أمريكا الجزائر، بنشر محتوى لقائه بتبون!
سعد بوعقبة
تعليقات الزوار
فوق الشعب
دولة اقزام تحت اشباه الرجال....