وزير خارجية فرنسا أطلق جُملة في باب الرئاسة الجزائرية، بعد زيارته الخاطفة للجزائر، ومُقابلته الرئيس الجزائري.. قال لودريان: “إنّ أوروبا تُواجه أزمة طاقة والجزائر تُواجه أزمة غذاء”! الجُملة هذه فيها تهديد دبلوماسي للجزائر، باطنهُ إمكانية الرّبط بين خُبز الجزائر الذّي تستورده من فرنسا وغير فرنسا، والغاز الذّي تستورده أوروبا وفرنسا تحديدا من الجزائر، شخصيا شممتُ رائحة الخبز الجزائري مخلوطة برائحة الغاز! وتساءلتُ هل فرنسا عبر وزير خارجيتها تُريد القول للجزائريين، انتبهوا فيُمكن أن تصلوا إلى الحالة التّي وصل إليها العراق، الخبز مُقابل الغاز، مثلما كان في العراق، النّفط مقابل الغذاء!
هذا يُجسد أنّ اللّعب بخبز الجزائريين قد بدأ فعلا، وتتذكرون أنّ إحدى المواقع العليمة ذكرت أنّ باخرتين مُحملتين بالقمح قد وصلتا إلى موانئ الجزائر مُؤخرا، وأنّ تحاليل القمح الذّي تحملانه، أسفرت عن فساده ولا أنّهُ يصلح للاستهلاك البشري، ولم يذكر الموقع الجهة التي صدّرت لنا هذا القمح! وقد يكون عدم ذكر البلد الذّي جاء منه القمح الفاسد مُتعمدا من طرف الجهة التّي سرّبت الخبر! وبسرعة تمّ التكتّم عن القضية، ولم يرد لها ذكر بعد ذلك! ربما لأمر مقصود أيضا!؟ وتزامن هذا مع إجراء إطلاق سراح المدير السابق لديوان الحبوب المدعو بوشهدة من السّجن في ظروف غامضة أيضا! وما يجب على الجزائريين معرفته بخصوص خبزهم الفاسد والجهة التّي جاء منها، هو أنّ ديوان الحبوب في عهد بوشهدة كان يشتري الحبوب من عدة دول ويخزنها كاحتياطي استراتيجي، وحصل أنّ إمكانيات التخزين في الجزائر أصبحت عاجزة عن تخزين ما تُريده الجزائر من احتياط استراتيجي من الحبوب، فقام الديوان بوضع برنامج وطني لبناء عدة هياكل للتخزين، وأسندت المهمة إلى رجل أعمال نافذ لعلاقته بمحيط القايد صالح، لكن هذا المقاول أخذ الأموال ولم يُنجز شيئا، وهو اليوم في السّجن، وحين وجد ديوان الحبوب نفسه أمام إلزامية استلام الكميات التّي اشتراها من المُنتجين من فرنسا وغير فرنسا وليست لديه وسائل تخزين، قام الديوان بكراء مخازن حبوب في إسبانيا، ولعل القمح الفاسد الذّي سبق ذكره قد تم جلبه من هناك وربما كانت وسائل التخزين هذه ليست جيدة ولذلك فسد القمح!
تعليقات الزوار
لا تعليقات