أخبار عاجلة

قادة تحالف دول الساحل يجتمعون في نيامي لبحث إنشاء اتحاد كونفدرالي

كرست الأنظمة العسكرية الحاكمة في بوركينا فاسو ومالي والنيجر تحالفها ضمن "كونفدرالية"، خلال أول قمة لها اليوم السبت في نيامي، في قرار يرسخ القطيعة مع بقية دول تكتل غرب إفريقيا.

وقالت الدول الثلاث في بيان ختامي للقمة إن رؤساءها العسكريين الذين تولوا السلطة إثر انقلابات، "قرروا عبور مرحلة إضافية نحو اندماج أكثر عمقا بين الدول الأعضاء".

وأضاف "ولهذا الغرض، تبنوا معاهدة تؤسس كونفدرالية بين بوركينا فاسو ومالي والنيجر تحت مسمى كونفدرالية دول الساحل".

ويأتي هذا التطور قبل يوم من قمة يعقدها رؤساء المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا  المعروفة اختصارا بـ"سيدياو" و''إيكواس" في أبوجا.

وصادق وزراء خارجية الدول الثلاث في مايو/أيار على مسودة نص تقضي بإنشاء اتحاد كونفدرالي يمهد للوحدة بينها، ويفترض أن يقره الرؤساء اليوم السبت.

ورأى جيل يابي مؤسس مجموعة "واثي" الغرب أفريقية للدراسات "يجب عدم توقع الكثير من الإعلانات، هذا حدث سياسي في المقام الأول والهدف هو إظهار أن المشروع جديّ مع التزام الرؤساء الثلاثة به وإثبات تضامنهم".

وجعل رؤساء دول الساحل الثلاث من السيادة المحور الرئيسي لحكمهم. وابتعدوا عن فرنسا، القوة المستعمرة السابقة، وطردوا تدريجيا القوات الفرنسية التي كانت تنشط في مكافحة الجهاديين على أراضيهم.

وفي يناير/كانون الثاني، خرجت الدول الثلاث من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو) التي فرضت عقوبات اقتصادية على النيجر لعدة أشهر، متهمة المنظمة بأنها أداة تحركها باريس وبأنها لا توفر لها دعما كافيا في مكافحة الجهاديين واتجهت إلى بلدان أخرى مثل روسيا وتركيا وإيران، واصفة هذه الدول بأنها "شريكة صادقة".

ومن جهة أخرى، يعقد رؤساء دول سيدياو قمة الأحد في أبوجا يبحثون خلالها مسألة العلاقات مع تحالف دول الساحل.

ودعا عدد من رؤساء غرب أفريقيا في الأسابيع الأخيرة إلى إيجاد حل لمعاودة الحوار بين الطرفين ومن بينهم رئيس السنغال باسيرو ديوماي فاي الذي رأى في مايو/أيار أنه من الممكن إحلال مصالحة بين دول سيدياو ودول الساحل الثلاث. وفي يونيو/حزيران، دعا نظيره الموريتاني محمد ولد شيخ الغزواني دول غرب أفريقيا إلى التحالف مجددا لمواجهة توسع الحركات الجهادية.

وفي مطلع مارس/آذار الماضي، أعلنت مالي وبوركينا فاسو والنيجر إنشاء قوة مشتركة لمكافحة الجهاديين، من دون تحديد معالمها وعديدها.

وتواجه الدول الثلاث منذ سنوات أعمال عنف جهادية دموية، وخصوصا في منطقة "المثلث الحدودي"، حيث تشن مجموعات مرتبطة بالقاعدة وبتنظيم الدولة الإسلامية هجمات تسفر عن مقتل مدنيين وجنود وتتسبب بنزوح ملايين الأشخاص.

ويثير عقد القمتين بفارق يوم مخاوف من تشنج المواقف بين تحالف دول الساحل و"سيدياو"، فيما رأى جبريل أبارشي القانوني النيجري "لا أرى دول تحالف الساحل تعود إلى سيدياو. أعتقد أنه على سيدياو بالأحرى أن تليّن مواقفها".

وإن كان تحالف دول الساحل في الوقت الحاضر تعاونا عسكريا ودفاعيا، فإن دوله الثلاث أبدت مرارا عزمها على المضي أبعد من ذلك.

وفي نهاية الشهر الماضي أكد غويتا خلال زيارة إلى واغادوغو أن التعاون بين دول تحالف الساحل سلك "طريقا لا عودة فيها".

ويتوقع أن تمضي الدول الثلاث إلى حد اقتراح إنشاء عملة مشتركة جديدة غير الفرنك الإفريقي الذي تستخدمه حاليا على غرار العديد من الدول المجاورة لها؟

وأوضح جيل يابي "لا يمكن الخروج بسهولة من منطقة نقدية. بإمكان أي بلد تغيير عملته، لكن هذا يستغرق الكثير من الوقت ويتطلب خيارا سياسيا واضحا وآلية تحضير ولا سيما على الصعيدين الفني والمالي".

بدوره قال إيسوفو كادو الخبير المالي والمحلل السياسي النيجري "سيؤكدون حتما إنشاء عملة، لكن متى سيستحدثونها يبقى سؤالا مطروحا... يحب لزوم حذر كبير، لأن الآلية تستغرق وقتا".

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات