بقيت أورتال داديا لأكثر من يوم في غرفة آمنة في منزلها في بلدة سديروت المحاذية لقطاع غزة، بعد هجوم حركة حماس المباغت على بلدات عدة السبت، وقالت "مع كل ثانية، اعتقدنا أننا سنموت". ووصفت الإسرائيلية (39 عاما) ما حصل السبت بأنه "أمر لم أره من قبل".
وفي شوارع سديروت الأحد بقع من الدماء وأغلفة رصاص، بعد يوم من الهجوم الذي صدم سكان البلدة. وشنّت الحركة صباح السبت هجوما مباغتا على الدولة العبرية تخلله إطلاق صواريخ وعمليات توغل وأسر. وردت إسرائيل بشنّ غارات مكثفة على القطاع بينما أعلنت الولايات المتحدة عن إرسال مساعدات عسكرية إلى اسرائيل.
وأودى التصعيد بنحو ألف شخص من الجانبين وفق أرقام رسمية الأحد. وما زال الدخان يتصاعد من مبنى الشرطة بعد احتراقه إثر اقتحامه من جانب مقاتلي حماس.
ويسيطر الخوف على السكان، وقالت أورتال "أرغب بالخروج من سديروت ولكنني خائفة. أطفالي لا يرغبون بالخروج".
ولم يتم تحديد عدد القتلى في سديروت. وكان بعض السكان ينظرون بحذر من النوافذ، بينما حاول أحدهم إزالة الحطام والزجاج.
وروى دانيال مخلوف أنه كان يزور البلدة عند وقوع الهجوم، مؤكدا أن أصدقاء له إما قتلوا وإما اصيبوا. وأضاف الشاب (24 عاما) "بدأ دوي الصواريخ وجلسنا ننتظر نهاية ما يحصل. بعد ذلك، دوى صوت الرصاص من الخارج".
وفي الوقت نفسه، سمع دوي انفجارات بشكل متكرر في اتجاه غزة، حيث تصاعدت أعمدة من الدخان الأسود.
وحذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من "حرب طويلة وصعبة".
وبينما اعتاد الإسرائيليون المقيمون في البلدات المحاذية للقطاع على صوت صفارات الإنذار، إلا أن عدد القتلى الإسرائيليين في الحروب السابقة كان أقل بكثير من الجانب الفلسطيني.
وروى ياكوف شوشاني (70 عاما) كيف سلح نفسه بسكين مطبخ ومفك براغ عندما عرف بدخول مسلحين إلى سديروت.
وقال لفرانس برس "فشلت كل أنظمة الحماية، كل ما يتعلق بالاستخبارات والاستخبارات العسكرية والمدنية، وكل ما يتعلق بأجهزة الاستشعار والسياج (مع غزة). فشل كل شيء".
واستهدف المقاتلون الفلسطينيون عناصر قوات الأمن في البلدة، وأطلقوا النار أيضا على المدنيين، بحسب السكان.
وانتشرت سيارات مثقوبة بالرصاص في أنحاء سديروت، فيما اصطدمت أخرى بأشجار أو حواجز.
وعززت القوات الإسرائيلية انتشارها في البلدة، مع تسيير مئات من الجنود دوريات وسط شائعات عن إمكان وجود مسلحين في المنطقة.
وعلى الطرق المؤدية إلى البلدة الأحد، انتشرت عشرات الدبابات وغيرها من المركبات العسكرية تمهيدا للتوجه إلى الحدود مع غزة.
ووقف شوشاني في أحد الشوارع مشددا على وجوب محاسبة المسؤولين عما حدث السبت.
وقال "يجب أن يحاكم الناس على كل فوضى أحدثوها".
وقتل ما لا يقل عن 700 شخص في إسرائيل خلال الهجمات واسعة النطاق التي شنتها حركة حماس، وفقا لأحدث الأرقام التي أوردتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، نقلا عن أرقام من مصادر في المستشفيات.
ووفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة، أصيب 2243 شخصا في الهجمات المفاجئة، التي شنت السبت من غزة.
وقال المكتب الصحفي بالحكومة الإسرائيلية إن حركة حماس اختطفت ما لا يقل عن 100 شخص من إسرائيل خلال هجماتها واسعة النطاق في إسرائيل من غزة.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" الأحد أنها ستقدم ذخائر ومعدات لإسرائيل وستعزز القوات الأميركية في الشرق الأوسط ردا على الهجمات التي تشنها حركة حماس.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بيان إن "حكومة الولايات المتحدة ستزود قوات الدفاع الإسرائيلية بسرعة معدات وموارد إضافية، بينها ذخائر".
وأضاف أنه وجه حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد آر فورد" والسفن الحربية المرافقة لها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، وأن واشنطن تعمل على تعزيز أسراب الطائرات المقاتلة في المنطقة.
وأبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أن مساعدة عسكرية أميركية إضافية في طريقها إلى إسرائيل، إثر هجمات حركة حماس، مؤكدا أن "مزيدا منها سيصل في الأيام المقبلة"، وفق ما أعلن البيت الأبيض.
وقالت الرئاسة الأميركية في بيان إن بايدن ونتانياهو "ناقشا أيضا الجهود القائمة لضمان ألا يعتقد أعداء إسرائيل أنهم يستطيعون أو أن عليهم استغلال الوضع الراهن".
تعليقات الزوار
لا تعليقات