لوحت حركة حماس الأحد بالرد "بقوة وحزم" على إسرائيل في حال المساس بـ"قيادة المقاومة" الفلسطينية، في تهديد يأتي ردا على توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قادة الحركة الإسلامية "بدفع الثمن كاملا"، في تصريحات فُسّرت بأنها دعوة لإعادة تفعيل سياسة الاغتيالات.
وتأتي هذه التطورات وسط توترات لا تهدأ في الضفة الغربية على وجه الدقة التي انتقلت إليها المواجهات بين الجيش الإسرائيلي وحركة الجهاد الإسلامي بينما خف التوتر نسبيا في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس والتي لم تتدخل حين تعرضت حركة الجهاد في القطاع والضفة لضربات إسرائيلية.
وتشير تصريحات الجانبين إلى استدعاء واضح لموجة عنف جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بينما يأتي ذلك عقب مباحثات أجراها الثلاثاء الماضي كل من الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في اتصالين هاتفيين منفصلين مع علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، شملت التطورات الميدانية بفلسطين، وسط اهتمام إيراني اعتبرته مصادر إسرائيلية محاولة لتأجيج التصعيد في الضفة الغربية.
وقالت حماس إن "على العدو الصهيوني المرتبك بفعل ضربات المقاومة أن يعي أن أي مساس بقيادة المقاومة سيواجَه بقوة وحزم"، معتبرة أن "تهديدات نتنياهو باغتيال نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري وقادة المقاومة هي تهديدات جوفاء لم ولن تنجح في إضعاف المقاومة".
وفي كلمة له خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية في وقت سابق الأحد، تطرق نتنياهو إلى تصريحات سابقة للعاروري حذر فيها من أنه في حال عادت إسرائيل إلى سياسة اغتيال قادة الفصائل الفلسطينية فسوف "يؤدي ذلك إلى حرب إقليمية"، بحسب هيئة البث الإسرائيلية (رسمية).
وقال نتنياهو "إنه (العاروري) يعرف جيدا سبب اختبائه هو وأصدقاؤه.. في حماس يدركون جيدا أننا سنقاتل بكل الوسائل ضد محاولاتهم لخلق الإرهاب ضدنا في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية) وفي غزة وفي أي مكان آخر".
وتابع مهددا "كل من يحاول إيذاءنا ومن يمول وينظم ويرسل الإرهاب ضد إسرائيل، سيدفع الثمن كاملا". وتزعم إسرائيل أن العاروري يمسك بخيوط العمليات الفلسطينية المسلحة في الضفة الغربية المحتلة.
والجمعة قال العاروري، في مقابلة مع قناة "الميادين" المقربة من حزب الله اللبناني، إنه في حال عادت إسرائيل إلى سياسة الاغتيالات فسوف تقود "إلى حرب إقليمية"، مضيفا أن "التهديد الإسرائيلي لشخصي لن يغيّر قناعاتي وتمدّد المقاومة إلى سائر مناطق الضفة الغربية يمثّل كابوسا للاحتلال".
والسبت ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن العاروري ومسؤولين في حماس قد يكونون على رأس قائمة الاغتيالات الإسرائيلية.
وقرر مجلس الوزراء الأمني المصغر (الكابينت) في 22 أغسطس/آب الجاري، منح نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت صلاحية مطلقة لاتخاذ أي قرار مرتبط باستهداف المسلحين الفلسطينيين و"من يقفون وراءهم". وهو ما فسرته وسائل إعلام عبرية على أنه استهداف محتمل لقادة الفصائل الفلسطينية.
والجمعة تبنت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحماس عملية إطلاق نار وقعت في 19 أغسطس/آب الجاري وأدت إلى مقتل مستوطنين اثنين في بلدة حوارة شمالي الضفة الغربية، ردا على اعتداءات إسرائيلية.
وتشهد الضفة الغربية منذ أشهر حالة تصعيد شديد جراء اقتحامات الجيش الإسرائيلي للمدن والبلدات الفلسطينية، واعتداءات المستوطنين وهجماتهم على القرى والبلدات الفلسطينية.
تعليقات الزوار
لا تعليقات