أفادت وكالات الأنباء الروسية بأنّ طائرة ركّاب خاصّة تحطّمت، الأربعاء، أثناء رحلة داخلية ممّا أسفر عن مقتل كلّ من كان على متنها، وعددهم 10 أشخاص قد يكون أحدهم زعيم مجموعة فاغنر المسلّحة يفغيني بريغوجين لأنّ اسمه كان مدرجاً على قائمة ركّابها.
ونقلت وكالات ريا نوفوستي وتاس وإنترفاكس عن وكالة النقل الجوي الروسية “روسافياتسيا” أنّ اسم بريغوجين ورد على قائمة ركاب هذه الطائرة التي كانت متجهة من موسكو إلى سانت بطرسبرغ حين تحطّمت وقضى كلّ من كان على متنها.
من جهتها، قالت وزارة الطوارئ الروسية في منشور على تطبيق تلغرام “كان هناك 10 أشخاص على متن الطائرة، من بينهم طاقم من ثلاثة أشخاص. وفقاً للمعلومات الأولية، قضى كلّ الأشخاص الذين كانوا على متن الطائرة”.
والطائرة المنكوبة هي من طراز “إمبراير ليغاسي” وقد تحطّمت قرب قرية كوجينكينو، في منطقة تفير، شمال غرب موسكو.
وأكّدت الوزارة في بيانها أنّها “تقود عمليات بحث”.
وأكّدت هيئة النقل الجوي الروسية أنّ بريغوجين قائد مجموعة فاغنر كان على متن الطائرة الخاصّة التي تحطّمت الأربعاء في روسيا وقُتل كلّ من كان على متنها.
وقالت الهيئة إنّه “وفقاً لشركة الطيران، فإنّ الركّاب التالية أسماؤهم كانوا على متن الطائرة” التي تحطّمت وهي من طراز إمبراير-135، معدّدة أسماء كل الركّاب ومن ضمنهم بريغوجين وساعده الأيمن ديمتري أوتكين.
من جهتها، بثّت قنوات عديدة على تلغرام تقول إنّها مرتبطة بمجموعة فاغنر مقاطع فيديو قالت إنّها للطائرة المنكوبة.
وقال منشور على قناة “غراي زون” على تيليغرام “رئيس مجموعة فاغنر.. بطل من روسيا.. وطني حقيقي لوطنه الأم.. يفغيني فيكتوروفيتش بريغوجين قتل نتيجة أفعال خونة لروسيا”.
وأضاف المنشور “لكن حتى في الجحيم سيكون الأفضل! المجد لروسيا!”.
من ناحيتها، نقلت ريا نوفوستي عن مسؤول في أجهزة الطوارئ أنّه تمّ العثور حتى الآن في موقع تحطّم الطائرة على جثث ثمانية أشخاص.
بوتين و”الإخلاص للوطن”
وبينما كانت أجهزة الطوارئ تنتشل الجثث من موقع تحطّم الطائرة، كان الرئيس فلاديمير بوتين يلقي كلمة بمناسبة الذكرى الثمانين لمعركة كورسك في الحرب العالمية الثانية.
وزار بوتين هذه المنطقة الواقعة في جنوب غرب روسيا قرب الحدود مع أوكرانيا لإحياء هذه الذكرى أمام حشد من مواطنيه.
ولم يتطرّق الرئيس الروسي في كلمته إلى تحطّم الطائرة، مكتفياً بتوجيه تحيّة إلى الجنود الروس “المخْلصين” الذين “يقاتلون بشجاعة وتصميم” في أوكرانيا.
وشدّد الرئيس الروسي على أنّ “الإخلاص للوطن والولاء للقَسَم العسكري يوحّد جميع المشاركين في العملية العسكرية الخاصة”، الاسم الذي تطلقه موسكو على هجومها على أوكرانيا.
وكان بوتين وصف بريغوجين، من دون أن يسمّيه، بالـ”خائن” إثر التمرّد الفاشل الذي قاده زعيم فاغنر ضدّ القيادة العسكرية الروسية في حزيران/يونيو.
وخلال ساعات التمرّد القليلة استولى رجال يريغوجين على مواقع عسكرية في جنوب روسيا قبل أن يزحفوا باتّجاه موسكو.
لكنّ بريغوجين ما لبث أن أوقف زحفه وأنهى تمرّده مساء 24 حزيران/يونيو باتفاق مع الكرملين توسّطت فيه بيلاروس.
ولأسباب لم تتّضح، بدا أنّ زعيم فاغنر ظلّ يسافر من وإلى روسيا بعد انتفاضته على القيادة العسكرية، حتّى أنّه شارك بعد أيام قليلة من تمرّده الفاشل في اجتماع في الكرملين.
وعلى الرّغم من تمرّده، فقد أفلت بريغوجين من كل الملاحقات القانونية.
فيديو من أفريقيا
ومساء الإثنين، ظهر بريغوجين في مقطع فيديو نشرته مجموعات قريبة من فاغنر على وسائل التواصل الاجتماعي، قال فيه إنّه موجود في أفريقيا ويعمل على “جعل روسيا أعظم في جميع القارات وضمان مزيد من الحرية في إفريقيا”.
وكان ذلك أول ظهور لبريغوجين منذ أن قرّر وقف تمرّده ضدّ الحكومة الروسية في حزيران/يونيو الماضي.
وبدا بريغوجين في الفيديو مسلّحًا ويرتدي ملابس عسكرية في منطقة صحراوية.
وقال في الفيديو الذي بُثّ على حسابات في تطبيق تلغرام مقربة من مجموعته، “نحن نعمل! درجة الحرارة +50، مثلما نحبّها تماماً. مجموعة فاغنر تنفّذ مهمة استطلاعية، وهذا يعزّز عظمة روسيا في جميع القارات ويضمن مزيداً من الحرية لإفريقيا”.
وبعد أن قال إنّ مجموعته تمثّل “كابوسًا” لجهاديي تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة، دعا بريغوجين إلى التطوّع في صفوف مجموعته “لتحقيق المهام التي تمّ تحديدها والتي وعدنا بالوفاء بها”.
ولم يذكر في أيّ بلد هو، فيما تتواجد المجموعة في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى.
منذ انتهى تمرّد الـ24 ساعة الذي نفّذه في روسيا، لم يتواصل بريغوجين مع العالم سوى عبر رسائل صوتية بُثّت على تلغرام، وذلك خلافاً لما اعتاد أن يفعل عندما كان في أوكرانيا حين كانت وسيلته المفضّلة في التواصل الإعلامي هي تسجيلات الفيديو.
وأضرّ تمرّد فاغنر بهيبة روسيا، وانتهى مساء 24 حزيران/يونيو باتّفاق ينصّ على مغادرة بريغوجين إلى بيلاروس، وخُيّر مقاتلوه بين الانضمام إليه هناك أو الالتحاق بالجيش الروسي النظامي أو العودة إلى الحياة المدنية.
وفي حين استقر بعض مقاتلي فاغنر في بيلاروس حيث عملوا خصوصاً “مدرّبين” لجنودها، ظلّ مكان بريغوجين مجهولاً.
ويأتي تحطّم الطائرة في نفس اليوم الذي أعلنت فيه موسكو أنّ الجنرال سيرغي سوروفيكين، قائد القوات الجوية الروسية وأحد أبرز ضباط الجيش، أُعفي من مهامه.
وجمعت صلات وثيقة بين الجنرال سوروفيكين الذي اشتهر بصلابته وقسوته، ومجموعة فاغنر.
وسرت شائعات منذ أسابيع عن عزله في أعقاب تمرّد المجموعة.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير نقلًا عن مصادر في الاستخبارات الأمريكية، أن سوروفيكين كان على علم مسبق بتمرّد بريغوجين وأنّه قد يكون اعتُقل. لكنّ الكرملين نفى المعلومات الواردة في التقرير، من دون أن يلغي ذلك الغموض الذي يلفّ مصيره.
البيت الأبيض: موت بريغوجين “لن يفاجئ أحداً”
قالت مسؤولة رفيعة في البيت الأبيض الأربعاء إن احتمال موت قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين في تحطّم طائرة “لن يفاجئ أحدا” نظرا للتباعد بينه وبين الرئيس الروسي.
وجاء في بيان للمتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون “لقد اطّلعنا على التقارير”، مضيفة “في حال تأكد الأمر، لن يفاجئ أحدا”.
كييف: “رسالة من بوتين للنخب الروسية”
اعتبر مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك أنّ تحطّم طائرة في روسيا يرد اسم قائد مجموعة فاغنر ضمن قائمة ركّابها هو “رسالة” من بوتين للنخب الروسية.
وأكّد بودولياك في منشور على منصّة “إكس” (توير سابقاً) أنّ “التخلّص” من بريغوجين ومن قيادة فاغنر “بعد شهرين على محاولة الانقلاب هو رسالة من بوتين للنخب الروسية قبل انتخابات 2024″، مضيفاً “بوتين لا يسامح أحدا”.
توقعات سابقة
وفي وقت سابق، نشرت “القدس العربي” تقريراً يتنبأ بمقتل قائد مجموعة فاغنر خلال 90 يوماً من إعلانه المتمرد حيث قال محللون وعسكريون أمريكيون إن مصير قائد مجموعة فاغنر، يفغيني بريغوجين، أصبح موضع تكهنات مكثفة بعدما توصل إلى اتفاق مع موسكو للذهاب إلى المنفى.
وتحدث الأدميرال المتقاعد جيمس ستافريديس بشأن خبر اتفاق بريغوجين مع الكرملين خلال مشاركته في برنامج “واجه الأمة” قائلا: “تنطبق هنا فلسفة لعبة العروش: إذا تمردت على الملك، فعليك أن تقتله”.
وفي ذلك الوقت، شكك ستافريديس فيما إذا كان الزعيم المؤثر سيستفيد من الصفقة على المدى الطويل، مشددًا على أن بوتين لديه تاريخ من اتخاذ إجراءات قاسية ضد الأعداء السياسيين المحتملين.
وقال ستافريديس: “لا أعتقد أنه سيبقى لمدة 60 إلى 90 يوما، في الواقع، بوتين لديه قلب داكن، وهو شخص لا يسامح ولا ينسى، وسيفعل كل ما في وسعه للانتقام من بريغوجين”.
زعيمة المعارضة البيلاروسية تقول إن أحدا في بلادها لن يفتقد “المجرم” بريغوجين
واعتبرت زعيمة المعارضة البيلاروسية في المنفى سفيتلانا تيخانوفسكايا، الأربعاء، أن أحدا في بيلاروسيا، حيث انتقل مقاتلو مجموعة فاغنر بعد تمردهم القصير الأمد في روسيا، لن يفتقد زعيم المجموعة يفغيني بريغوجين الذي يعتقد انه قتل في تحطم طائرة في روسيا.
وقالت تيخانوفسكايا على وسائل التواصل الاجتماعي “المجرم بريغوجين لن يُفتقد في بيلاروسيا. كان قاتلا ويجب أن نتذكره على هذا النحو. موته قد يفكك وجود فاغنر في بيلاروسيا ويخفف التهديدات التي تحيط بأمتنا وجيراننا”.
تعليقات الزوار
شنقريحة !!!!
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه باي باي المرتزقة