قررت السلطات الألمانية عدم طائرات مقاتلة من طراز يوروفايتر إلى السعودية وفق ما ذكرت صحيفة زود دويتشه تسايتونج اليوم الأربعاء نقلا عن وثيقة حكومية داخلية ما سيوتر على الارجح العلاقة بين الرياض وبرلين خاصة وان المملكة كانت تعول على هذه الطائرات المتطورة لمواجهة الكثير من المخاطر التي تهدد امنها وامن المنطقة.
ونصت الوثيقة، حسبما أفادت الصحيفة على أنه "ستؤجل طلبات الحصول على تراخيص التصدير للسعودية حتى نهاية الحرب في اليمن" فيما يأتي هذا الموقف رغم الجهود التي تبذلها الرياض لإعادة الاستقرار الى اليمن ودعم المصالحات في منطقة الشرق الأوسط لنزع فتيل التوتر في عدد من الساحات.
وتثير الصفقة جدلا واسعا في المانيا حيث عمدت قوى سياسية ألمانية على راسها حزب الخضر وقيادات في الحزب الديمقراطي الاشتراكي الى وضع عراقيل امام الصفقة بذريعة التدخل السعودي في الحرب داخل اليمن.
وبداية الشهر الجاري ذكرت صحيفة فيلت ام زونتاج نقلا عن مصادر لم تسمها، أن الحكومة الائتلافية الألمانية على خلاف حول ما إذا كانت ستقبل المطالب البريطانية وتوافق على إنتاج طائرات مقاتلة من طراز يوروفايتر تايفون للسعودية.
ويميل المستشار أولاف شولتس المنتمي للحزب الديمقراطي الاشتراكي ذي الميول اليسارية ووزير المالية كريستيان ليندنر نحو السماح بالتصدير، لكن حزب الخضر وأعضاء بالحزب الديمقراطي الاشتراكي يعارضون هذه الخطوة بشدة، وفقا لتقرير الصحيفة.
وعلقت ألمانيا بيع الأسلحة للرياض بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2018، واتبعت في ذلك نهجا أكثر صرامة بكثير مقارنة بالحلفاء الرئيسيين مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا رغم تسوية الملف من الجانب السعودي.
وحظر اتفاق أبرم في مارس/آذار 2018 بين المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل والحزب الديمقراطي الاشتراكي مبيعات الأسلحة لأي طرف في حرب اليمن، باستثناء بعض العناصر التي تمت الموافقة على بيعها قبل توقيع الاتفاق وكذلك مبيعات الأسلحة التي ستظل داخل الدولة المستوردة.
وألمانيا من بين أهم مصدري السلاح الأربعة الأوائل في العالم خلف الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا.
ومنذ التقارب بين السعودية وإيران، والذي يمكن أن ينهي حربهما بالوكالة في اليمن، يقول البريطانيون إن ألمانيا لا تستطيع منع تصدير طائرات يوروفايتر إلى أطراف ثالثة.
وكانت الولايات المتحدة قد اتخذت من ورقة تسليح المملكة العربية السعودية وسيلة للضغط على قيادتها حيث وضعت الكثير من العراقيل لتصدير الأسلحة الدفاعية في خضم تهديدات الحوثيين واستهدافهم في فترة معينة الأراضي السعودية بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية.
ولكن اتخاذ القيادة السعودية قرارا بدعم علاقاتها مع الصين المنافس الابرز للولايات المتحدة قد اثار قلق إدارة جو بايدن التي عدلت من سياسة التصعيد ضد الرياض.
يشار إلى ان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود قد انتقد في فبراير/شباط 2022 استمرار ألمانيا في حظر تصدير أسلحة إلى بلاده، معتبرا أن هذه الخطوة تمثل رسالة سلبية تشجع لاسيما المتمردين الحوثيين الموالين لإيران في اليمن على مواصلة نهجهم الرافض للسلام.
وأوضح الوزير السعودي أن هذا الحظر يعطي رسالة تفيد بأن “شركاءنا لا يقفون معنا، وهو ما يثير انطباعا لدى الحوثيين بأن المجتمع الدولي ربما لا يدعم السعودية وشركاءها في المنطقة، وأن هناك طريقا سهلا يمكن من خلاله تحقيق أهدافهم باستخدام العنف ضدنا أو ضد آخرين، لذلك من المهم أن تكون لدينا الموارد اللازمة للدفاع عن أنفسنا”.
وأشار الأمير فيصل بن فرحان إلى أن هذا الموقف يثير الشكوك تجاه موثوقية ألمانيا في مجال تصنيع الأسلحة، موضحا أن برامج التسليح كثيرا ما تكون متعددة الجنسيات، وهو ما تضعه السعودية في الاعتبار عند اتخاذ قرارات بشأن شراء أنظمة تسليح تشارك ألمانيا في تصنيعها، خاصة عندما تكون البلاد في وضع تتعرض فيه لهجمات.
تعليقات الزوار
لا تعليقات