أعلن العراق خلال مؤتمر جمع مسؤولين من دول مجاورة في بغداد السبت عن مشروع خطّ بري وخط سكك حديد يصل الخليج بالحدود التركية، يطمح العراق من خلاله التحول إلى خط أساسي لنقل البضائع بين الشرق الأوسط وأوروبا ما سيساهم في دعم اقتصادها ويدفع بها للتعويل على مصادر دخل جديدة غير عائدات النفط.
ولا يزال المشروع الذي حدّدت الحكومة العراقية كلفته بنحو 17 مليار دولار وبطول 1200 كلم داخل العراق، في مراحله الأولى ولكنه سيمثل انجازا كبيرا سيدفع نحو مزيد تدعيم علاقات بغداد بمحيطها الخليجي وستكون له منافع اقتصادية هامة.
وتطمح بغداد إلى تنفيذ هذا المشروع بالتعاون مع دول في المنطقة، هي قطر والإمارات والكويت وعمان والأردن وتركيا وإيران والسعودية، والتي دعي ممثلوها من وزارات النقل السبت إلى بغداد للمشاركة في المؤتمر المخصص لإعلان المشروع.
ومن المنتظر ان يساهم استئناف العلاقات السعودية الإيرانية في شهر اذار/مارس الماضي من دفع بعض المشاريع الكبرى المعطلة في المنطقة والتي تهدف الى تحقيق التنمية والازدهار الاقتصادي بعد جهود احلال السلام وانهاء بعض التوترات في عدد من الساحات.
وفي كلمة له خلال افتتاح المؤتمر السبت، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني "نرى في هذا المشروع المستدام ركيزة للاقتصاد المستدام غير النفطي وعقدة ارتباط تخدم جيران العراق والمنطقة وإسهام في جلب جهود التكامل الاقتصادي".
وبحسب بيان للجنة النقل والاقتصاد في مجلس النواب، نقلته وكالة الأنباء العراقية، فإن المشروع سيكون "استثمارياً للدول المشاركة وكل دولة بإمكانها إنجاز جزء من المشروع".
وأشار البيان إلى أنه "من المؤمل أن ينجز المشروع ويكتمل خلال 3- 5 سنوات"، مضيفاً أن "آلية الاستثمار سوف تناقش بعد عقد المؤتمر مع الدول المشاركة".
ويعاني العراق الغنيّ بالنفط، من تهالك في بنيته التحتية وطرقاته جراء عقود من الحروب، وانتشار الفساد ولكنه يسعى اليوم الى تجاوز هذه النقائص والعمل على تطوير البنية التحتية.
وتمرّ بعض الطرقات التي تصل بغداد إلى الشمال في مناطق تنشط فيها خلايا لتنظيم الدولة الاسلامية بشكل متفرق وهو ما يعتبر من بين التحديات الكبيرة امام الحكومة المركزية.
وكان العراق نجح في الحد من خطر التنظيم بدعم من القوات الدولية لكن بعض الخلايا خاصة في شمال البلاد وغربها لا تزال تمثل خطرا حقيقيا.
ويؤكد السوداني أن من أولويات حكومته هي إعادة تأهيل البنية التحتية للنقل والطرقات وكذلك قطاع الكهرباء المتهالك أيضاً.
ويسمح هذا المشروع الذي سمّي ب"طريق التنمية" للعراق في استغلال موقعه الجغرافي والتحول إلى نقطة عبور للبضائع والتجارة بين الخليج وأوروبا.
وهناك أعمال جارية حالياً لتأهيل ميناء الفاو في أقصى جنوب العراق والمجاور لدول الخليج والذي سيكون محطة أساسية لاستلام البضائع قبل نقلها براً.
ويهدف المشروع كذلك إلى بناء 15 محطة قطار للبضائع والركاب على طول الخط، تنطلق من البصرة جنوباً ومروراً ببغداد ووصولاً إلى الحدود مع تركيا.
تعليقات الزوار
لا تعليقات