نددت الأمم المتحدة الثلاثاء بـ"تشديد" طهران ردها على التظاهرات مطالبة السلطات الإيرانية بإقرار تعليق فوري لعقوبة الإعدام مع تصاعد عدد القتلى ليصل إلى أكثر من 300 شخص بينهم أطفال ما يكشف حجم الانتهاكات التي يتعرض لها المتظاهرون السلميون.
وقال فولكر تورك المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة إن الوضع في إيران "حرج"، في تعليقه على رد فعل السلطات المتشدد تجاه الاحتجاجات الذي أسفر عن مقتل ما يزيد على 300 شخص في الشهرين الماضيين.
وصرح جيريمي لورنس المتحدث باسم تورك في إفادة صحفية في جنيف "نحث سلطاتكم على تلبية مطالب الشعب في المساواة والكرامة والحقوق بدلا من استخدام القوة غير الضرورية وغير المتكافئة لقمع الاحتجاجات".
وقال ان طفلين قتلا نهاية الأسبوع الماضي ما يشير الى حجم العنف الممارس ضد المتظاهرين خاصة الأطفال منهم من قبل القوات الإيرانية.
وتجتاح احتجاجات واسعة النطاق إيران منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاما) أثناء احتجاز شرطة الأخلاق لها في 16 سبتمبر/أيلول بسبب ارتدائها ملابس "غير لائقة".
ورفضا لنهج العنف استدعت وزارة الخارجية الأسترالية القائم بأعمال طهران في العاصمة كانبرا، احتجاجا على ممارسة قوات الأمن الإيرانية.
وفي تغريدة على تويتر، أشار وزير الخارجية الأسترالي بيني وونغ إلى أن بلاده تعمل مع شركائها من أجل الضغط على إيران "حيال انتهاكات حقوق الإنسان فيها".
وفي الكلمة التي ألقاها وونغ في البرلمان الأسترالي ذكر أنّ "طهران تهدد المتظاهرين الإيرانيين في أستراليا بعائلاتهم داخل البلاد".
ورغم الانتقادات الدولية واصلت إيران نهج القمع وتكميم الأفواه حيث أغلقت السلطات صحيفة "جيهان سانات" الاقتصادية بعد توجيهها اتهامات إلى قوات الأمن باستعمال العنف المفرط وفق ما أفاد موقع إخباري تابع للسلطة القضائية الثلاثاء.
وذكر موقع "ميزان أونلاين" نقلا عن بيان صادر عن وزارة الثقافة أن "صحيفة جيهان سانات (عالم الصناعة) اليوميّة أُغلقت الإثنين بسبب انتهاكها قرارات المجلس الأعلى للأمن القومي".
ولم توضح الوكالة مضمون القرارات لكنها أشارت إلى أن الإغلاق على ارتباط بـ"مقال نشرته الصحيفة السبت ووجه اتهامات إلى قوات الشرطة والأمن".
وأوقف الآلاف بينهم صحافيون خلال التظاهرات التي تشير إليها السلطات الإيرانية بـ"أعمال الشغب". المدعومة من الخارج.
وذكّرت صحيفة "هام ميهان" الثلاثاء بأن الصحيفة الاقتصادية التي تأسست عام 2004، أغلقت في السابق في 2020 لتشكيكها في الأرقام الرسمية للإصابات بفيروس كورونا.
وكانت صحيفة "سازانديجي" الإصلاحية أوردت في نهاية تشرين الأول/أكتوبر أن "أكثر من عشرين صحافيا لا يزالون قيد الاعتقال" فيما استدعت السلطات عددا من الصحافيين الآخرين.
وفي اطار التمسك بنظيرة المؤامرة أعلنت إيران اليوم الثلاثاء اعتقال 40 أجنبيا بسبب الضلوع في الاحتجاجات.
وقال المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية مسعود ستايشي اليوم الثلاثاء في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون إنه تم "اعتقال 40 مواطنا أجنبيا حتى الآن بسبب ضلوعهم في الاحتجاجات"، دون الكشف عن جنسياتهم.
وقالت طهران في سبتمبر/أيلول إنه تم اعتقال تسعة أوروبيين بسبب تورطهم في الاحتجاجات.
وألقت طهران باللوم على خصوم أجانب وعملاء لهم في تنظيم الاحتجاجات، التي تحولت إلى حركة تمرد شعبية للإيرانيين من جميع أطياف المجتمع، في واحدة من أجرأ التحديات التي يواجهها رجال الدين الحاكمون منذ ثورة 1979.
تعليقات الزوار
لا تعليقات