على حدود قطاع غزة، بل في عمقه كذلك كما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن جندي في جيش الاحتلال ، بثت القيادة الجنوبية للجيش الذي يرتكب الإبادة الجماعية خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليسمعه سكان أهالي غزة المنكوبون بعجز المجتمع الدولي عن وضع حد لسفك دمهم.
فكلمة نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بشبهة ارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية، التي ألقاها في قاعة شبه فارغة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بثّتها أنظمة مكبرات الصوت التابعة للجيش المتهم بارتكاب الإبادة، في عملية وصفتها صحيفة “الغارديان” البريطانية أنها غير مسبوقة، فيما وصفها المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بأنها تحاكي أساليب النازيين.
وبالإضافة إلى أنظمة مكبرات الصوت، ادّعى نتنياهو أن جيش الاحتلال استولى على هواتف سكان غزة و”أعضاء حماس” لبث الخطاب – رغم أنه لم يرد أي دليل من داخل الأراضي الفلسطينية المدمرة يثبت أن ذلك قد حدث بالفعل، وفق “الغارديان”.
وفي الوقت الذي كان فيه نتنياهو يتحدث، ويهاجم الأمم المتحدة في عقر دارها، في دورتها الثمانين، كان جيش الاحتلال يمعن في قطاع غزة تدميرا وتقتيلا.
خاطب نتنياهو الجلسة الصباحية للجمعية العامة، وسط عزوف كبير عن الحضور، فيما خرجت وفود من القاعة بعد وصوله المنصة، فجدد رفضه الكامل إقامة دولة فلسطينية وقال إنها ستكون دولة إرهاب، مهاجما الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية مثل فرنسا وبريطانيا، ومتعهدا بمواصلة حروبه في اليمن ولبنان والعراق وإيران، حتى هزيمة ما يسميه “الإرهاب” في قطاع غزة.
وهاجم نتنياهو كذلك الشعب الفلسطيني مدعيا أن “90 في المئة من الفلسطينيين احتفلوا بالهجوم” في غزة والضفة الغربية في 7 أكتوبر 2023.
كما هاجم السلطة الفلسطينية وادّعى أن الفلسطينيين يدرّسون أجيالهم على “كراهية اليهود وتدمير إسرائيل”، متغاضيا عن أن برامج التعليم في إسرائيل تربي على نظام فصل عنصري يمحو الهوية الفلسطينية ويغيبها، ويميز بين المواطنين حتى الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية.
وخلال حديث نتنياهو وقبل ان يبدأه، انسحبت وفود عدد من الدول المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وقال رئيس ومؤسس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده، بشأن بث كلمة نتنياهو في غزة عبر مكبرات صوت، إن إسرائيل استوحت فكرة بث خطاب نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عبر مكبرات صوت على الحدود مع قطاع غزة، من الجيش الألماني “النازي”. وقالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية الخاصة، نقلا عن ضابط كبير لم تسمه: “إنها فكرة مجنونة، لا أحد يفهم ما الفائدة العسكرية منها”.
وعلقت حركة “حماس” إن نتنياهو هو “المسؤول عن تعطيل أي اتفاق لإطلاق سراح الأسرى(الإسرائيليين)، بتعنّته واستمرار عدوانه وانقلابه على اتفاق كانون الثاني/يناير الماضي”.
أما في قطاع غزة، وفي اليوم الـ 721 لحرب الإبادة الإسرائيلية، وبذات الوتيرة العنيفة، واصلت قوات الاحتلال استهداف مدينة غزة، واقترفت عدة مجازر.
وسجلت مصادر فلسطينية ارتقاء 58 شهيدا في قطاع غزة منذ فجر الجمعة وحتى وقت كتابة هذا التقرير.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، الجمعة، إن طفلا واحدا من كل 3 أطفال في قطاع غزة لم يتناول أي طعام خلال 24 ساعة جراء انعدام المواد الغذائية بسبب الحصار الإسرائيلي.

رويترز تدحض رواية إسرائيل عن مجزرة مستشفى ناصر

■ عواصم ـ رويترز: تعارضَ تحليل أدلة بصرية أجرته رويترز ومعلومات أخرى تتعلق بهجوم شنته إسرائيل على مستشفى في غزة الشهر الماضي، مع التفسير الإسرائيلي لما حدث في الغارة التي سقط فيها قتلى.
فقد أسفر الهجوم على مستشفى ناصر في 25 آب / أغسطس عن مقتل 22 شخصا، بينهم خمسة صحافيين. وقال مسؤول عسكري إن القوات الإسرائيلية خططت للهجوم باستخدام مقاطع التقطتها طائرة مسيرة أظهرت وجود كاميرا تابعة لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس” كانت هي الهدف من الغارة. لكن الأدلة البصرية وغيرها من التقارير الخاصة برويترز تثبت أن الكاميرا الظاهرة في اللقطات تعود في الواقع إلى وكالة الأنباء وكان يستخدمها أحد صحافييها.