شنّت إيران، هجومًا انتقاميًا جديدًا على إسرائيل باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة، في تصعيد غير مسبوق بين الطرفين منذ بدء المواجهة المفتوحة قبل أيام.

وأعلن التلفزيون الرسمي الإيراني أن الحرس الثوري ووحدات من الجيش نفذت “عملية مركبة” استهدفت مدينتي تل أبيب وحيفا، باستخدام صواريخ باليستية ومسيّرات انتحارية، مشيرًا إلى أن الهجمات ستتواصل حتى صباح الثلاثاء.

وقالت وكالة “فارس” الإيرانية إن الهجمات تأتي في إطار “عملية الوعد الصادق 3″، وأنها أسفرت عن اندلاع حرائق في مناطق عدة بمدينة حيفا بعد سقوط صواريخ إيرانية. وأضافت أن “الهجمات الجديدة مركبة وتتضمن صواريخ ومسيّرات تستهدف العمق الإسرائيلي”.

وذكر الحرس الثوري الإيراني أنه نفذ “الموجة التاسعة” من العملية، مؤكدًا تنفيذ 545 عملية مسيّرة خلال 72 ساعة الماضية ضد أهداف إسرائيلية، وأن “إسرائيل لن تنعم بالهدوء والاستقرار”، حسب تعبيره.

وقال التلفزيون الإيراني إن الحرس الثوري يعلن “قصف مواقع إنتاج وقود الطائرات المقاتلة وإمدادات الطاقة الإسرائيلية بالصواريخ والمسيّرات”.

بدورها، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إن إيران أطلقت “بين 10 إلى 20 صاروخا باليستيا خلال الرشقة الأخيرة معظمها تم اعتراضه أو انفجر في مناطق مفتوحة”.

وأضافت أن حريقا اندلع في منطقة مفتوحة في الجنوب جراء سقوط صاروخ، دون تحديد موقعه.

وتفرض الرقابة العسكرية الإسرائيلية تعتيما صارما على الخسائر الناجمة عن سقوط الصواريخ الإيرانية وتحظر نشر مواقع سقوطها بدون تصريح.

وفي تطور لافت، نقلت وكالة “فارس” عن مصدر مطلع أن طائرة مسيّرة إيرانية نجحت في تدمير منظومة دفاع إسرائيلية بعيدة المدى، في إطار الهجمات الجارية.

وتحدث الجيش الإسرائيلي، في وقت متأخر من مساء الإثنين، عن اعتراض طائرة مسيّرة أُطلقت تجاه جنوب الجولان السوري المحتل، عقب تفعيل صفارات الإنذار للاشتباه في “تسلل طائرة مسيّرة معادية”.

وحسب بيان لقيادة الجبهة الداخلية التابعة للجيش الإسرائيلي، تم تفعيل صفارات الإنذار في مستوطنات “حسفين”، و”رمات مغشيميم”، و”نوف”.

ويأتي هذا الهجوم بعد أيام من قصف إسرائيلي واسع النطاق استهدف منشآت نووية وقواعد عسكرية داخل إيران فجر الجمعة الماضي، وراح ضحيته 224 شخصًا وأصيب 1277 آخرون، بحسب التلفزيون الإيراني.

وردّت إيران مساء اليوم نفسه بهجمات صاروخية ومسيّرة أسفرت عن 24 قتيلًا و592 جريحًا في إسرائيل، وفقًا لمكتب الإعلام الحكومي الإسرائيلي، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة.

وفي خضم التصعيد، كتب المرشد الإيراني علي خامنئي عبر منصة “إكس”: “نصر من الله وفتح قريب، بإذن الله ستتغلب إيران على الكيان الصهيوني”. وجاءت هذه التدوينة بعد تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لمّح فيها إلى إمكانية استهداف المرشد الإيراني، مدعيًا أن ذلك “لن يؤدي إلى تصعيد، بل سينهي الصراع”، وفق قوله لقناة “ABC” الأمريكية.