أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر استشهاد 27 فلسطينياً فجر الثلاثاء جراء إطلاق نار وقع قرب مركز لتوزيع المساعدات غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في حادثة أثارت تنديداً دولياً واسعاً ودعوات إلى تحقيق مستقل.

وقالت اللجنة في بيان إن مستشفاها الميداني في رفح استقبل 184 مصاباً، أُعلن عن وفاة 19 منهم فور وصولهم، بينما فارق 8 آخرون الحياة لاحقاً متأثرين بجراحهم، مضيفة أن “معظم الجرحى كانوا مصابين بالرصاص”. ووصفت ما جرى بأنه “الحادث الأكثر دموية من حيث عدد المصابين منذ إنشاء المستشفى قبل أكثر من عام”، مشيرة إلى أن عدد الضحايا فاق بكثير القدرة الاستيعابية البالغة 60 سريراً.

من جانبه، صرّح المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل أن الشهداء سقطوا في “مجزرة بحق المواطنين الذين كانوا ينتظرون المساعدات الأمريكية قرب دوار العلم في منطقة المواصي غرب رفح”، مشيراً إلى أن أكثر من 90 شخصاً أصيبوا في الهجوم.

وفيما زعم الجيش الإسرائيلي بأنه يحقق في الحادثة، قال المتحدث باسمه إيفي ديفرين إن “القوات أطلقت عيارات نارية تحذيرية من مسافة نحو نصف كيلومتر عن موقع توزيع المساعدات باتجاه مشتبه بهم اقتربوا بطريقة عرضت سلامة الجنود للخطر”.

وعلى الصعيد الدولي، دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الحادثة بشدة، واصفاً ما جرى بأنه “غير مقبول”، وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك: “لا يمكن أن يخسر مدنيون حياتهم فقط لأنهم يسعون للحصول على الغذاء”، مضيفاً أن غوتيريش يكرر دعوته إلى تحقيق فوري ومستقل ومحاسبة المسؤولين.

وفي واشنطن، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن “الحكومة على علم بهذه المعلومات ونحن ننظر في مدى صحتها”، مضيفة أنه “بخلاف ما ذكرته بعض وسائل الإعلام، نحن لا نثق تماما بما تقوله حماس”.

وتأتي هذه الحادثة الدامية في وقت يواجه فيه سكان غزة أوضاعاً إنسانية كارثية بعد نحو عشرين شهراً من الحرب المستمرة، وسط نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، وتحديات جسيمة أمام إيصال المساعدات الإنسانية.