بعث جناح نادي موناكو الفرنسي مغناس أكليوش، رسالة وُصفت إعلاميا وفي مختلف مواقع التواصل الاجتماعي بـ”السلبية”، لجماهير ومنتخب الجزائر، وذلك في خضم الصراع المحتدم عليه في الوقت الحالي بين منتخب مسقط رأسه الفرنسي، ومنتخب الآباء والأجداد الجزائري، من أجل الاستفادة من موهبته على مستوى المنتخب الأول، خاصة بعد التطور الهائل سواء في أدائه أو شخصيته داخل المستطيل الأخضر مع نادي الإمارة المستقلة منذ بداية الموسم.

من جانبها، قالت منصة “عين الرياضية” إن الشاب البالغ من العمر 22 عاما، قام بخطوة غريبة وغير متوقعة، بحذف تعليق يحمل ثلاثة أعلام جزائرية من على صفحته الرسمية على منصة “إنستغرام”، كان قد وضعه المغني الشهير “دي جي سنايك”، متسببا في حالة من الجدل في عالم “السوشيال ميديا”، إذ تم تفسير هذا التصرف على نطاق واسع، على أنه إشارة واضحة إلى عدم رغبته في ربط اسمه أو مستقبله بمحاربي الصحراء، على الأقل في الوقت الراهن. والبعض الآخر، اعتبره محاولة من اللاعب لإبعاد نفسه عن الضغوط التي قد تؤثر بشكل سلبي على مسيرته الاحترافية التصاعدية في “لويس الثاني”.

وربط التقرير بين حذف التعليق وبين تصريحات أكليوش الأخيرة مع صحيفة “ليكيب”، والتي أكد خلالها أنه لم يتخذ بعد قراره النهائي بشأن مستقبله الدولي، مشددا على أنه لا يركز سوى في تقديم أفضل ما لديه مع منتخب الديوك تحت 20 عاما وفريقه موناكو، معتقدا أن استمراره في تطوير موهبته بالطريقة التي يريدها لنفسه، ستكون بوابته لتحقيق حلمه الكبير، بارتداء قميص أحد كبار الدوري الإنكليزي الممتاز أو أوروبا، خاصة بعد ظهور المؤشرات الأولى، بتلك القفزة الهائلة في قيمته السوقية، التي وصلت لنحو 30 مليون يورو -بحسب موقع ترانسفير ماركت- بفضل بدايته النارية مع فريقه، بتسجيل أربعة أهداف وصناعة مثلهم من مشاركته في 15 مباراة، مقابل ثمانية أهداف وأربع تمريرات حاسمة على مدار الموسم الماضي.

بالتزامن مع تصرف أكليوش المثير، عاد مدربه في موناكو آدي هوتر، لتوجيه الإعلام والرأي العام الفرنسي، لتكثيف حملات الضغط على المدير الفني للمنتخب الأول ديديه ديشامب، لكي يستعين بالجناح الطائر مع كبار الديوك في قادم المواعيد، قائلا في مقابلة نقلها موقع “أونز مونديال” الفرنسي: “عندما وصلت إلى هنا الموسم الماضي، كان واضحا أن اللاعب يملك موهبة كبيرة، لكنه كان بحاجة إلى أرقام تدعم أداءه، والآن يقدم لنا الكثير من الأهداف والتمريرات الحاسمة. بالنسبة لي، لديه المستوى الدولي منذ فترة طويلة. إنه مثال يحتذى به، تطور من فرق الشباب لدينا إلى الفريق الأول، إنه لاعب دولي بكل تأكيد، ويمكنك أن تتخيل أي مستوى يمكن أن يصل إليه في المستقبل”.

وكانت وما زالت العديد من الصحف والمواقع الرياضية الجزائرية، تتسابق في تحديث الأنباء حول آخر مستجدات مفاوضات وسطاء رئيس اتحاد الكرة وليد صادي مع مغناس، استنادا إلى مصادر من داخل الاتحاد، تؤكد أن اللاعب وافق منذ فترة ليست بالقصيرة على تمثيل منتخب الوالد والوالدة، لكنه كان يُفضل الانتظار إلى أن تنتهي مهمته مع منتخب فرنسا الأولمبي في دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة، وإلى الآن لم يتحرك بشكل رسمي في ملف تغيير جنسيته الرياضية، بل يلبي الدعوة كلما وقع الاختيار عليه للدفاع عن شباب فرنسا، ما يثير الكثير من الشكوك والغموض حول مستقبله الدولي.