أظهر استطلاع للرأي أن عددا متزايدا من الشباب في الولايات المتحدة يدعمون الدعوى المرفوعة من قبل جنوب إفريقبا ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية” في قطاع غزة، مقارنة بباقي الفئات العمرية.
وجرى الاستطلاع بالتعاون بين مجلة الإيكونوميست البريطانية وشركة YouGov للأبحاث، حيث تم طرح سؤال “هل هناك إبادة جماعية في فلسطين؟”.
ويشير استطلاع الرأي الذي صدر، الأربعاء، إلى أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا هم أكثر يقيناً أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة مقارنة بالفئات العمرية الأخرى.
ويرى 49 بالمئة من الأشخاص الذين استطلعت آرائهم أن إسرائيل ترتكب “إبادة جماعية” بغزة.
كما استطلعت وكالة الأناضول آراء أكثر من 100 شخص في واشنطن، وجميعهم ينتمون إلى الفئة العمرية 18 – 29 عامًا التي استهدفها الاستطلاع، عما إذا كانوا على استعداد للتحدث بشكل رسمي عن آرائهم بشأن غزة.
رفضت الغالبية العظمى منهم التحدث بعد سماع كلمة “غزة”، ولكن اتفق الثمانية الذين وافقوا على التحدث بشكل رسمي، جميعًا على أن سلوك إسرائيل يشكل إبادة جماعية.
وقال زكريا جون، وهو شاب يبلغ من العمر 20 عاما في جامعة جورج تاون، خلال مقابلة أجريت معه خارج الحرم الجامعي: “إنها إبادة جماعية”.
وأضاف: “أعتقد أنه قتل غير عادل لجماهير من الناس على غرار الفصل العنصري”.
واتفق جاستن، وهو طالب (21 عاما) في جامعة جورج تاون، ولم يذكر كنيته، مع جون قائلا إنه يعتقد “بشكل لا لبس فيه أن إسرائيل تنفذ إبادة جماعية في قطاع غزة، سواء بالنظر إلى التعريف القانوني لما يحدث، أو ما يفترضه الكثير من الناس”.
وأضاف: “أعتقد أن ما يحدث الآن هو أمر مستمر، وبعد 40 عامًا، سيدرك الأشخاص الذين لم يقولوا شيئًا أنها كانت إبادة جماعية، إلا أنه سيكون قد فات الأوان لفعل شيء حيال ذلك”.
وقالت كايتلين، وهي طالبة أخرى في جامعة جورج تاون (21 عاماً)، ورفضت أيضا ذكر كنيتها، إنه “من الواضح تماما أن إسرائيل تمارس إبادة جماعية”.
وأوضحت أن “إسرائيل انتهكت بشكل واضح أجزاء كثيرة من الاتفاقيات الدولية، حيث نرى مقاطع مصورة من قبل الصحافيين في غزة تظهر المباني التي تؤوي مدنيين يتم قصفها، والأطفال الذين يتم ذبحهم عشوائيًا، ونرى صورًا لرجال يتم تجميعهم وتجريدهم من ملابسهم وركوعهم على ركبتيهم”.
وشددت كايتلين: “كل هذه الانتهاكات الواضحة لحقوق الإنسان تحدث أمام أعين العالم، وحكومة الولايات المتحدة والعديد من الحكومات الغربية الأخرى تواصل تمويل إسرائيل رغم كل ذلك”.
والجمعة، أمرت محكمة العدل الدولية، إسرائيل باتخاذ تدابير منع وقوع أعمال “إبادة جماعية” بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة، لكن القرار لم يتضمن نص “وقف إطلاق النار”.
وفيما لاقى قرار المحكمة الدولية ترحيبا دوليا وإقليميا، بما في ذلك من حماس، حذرت حركة الجهاد الإسلامي من استغلال إسرائيل عدم صدور قرار بوقف إطلاق فوري للنار في غزة من المحكمة، ما يتيح لها “التصرف كما تشاء”.
وعقدت محكمة العدل الدولية في لاهاي في 11 و12 يناير الجاري، جلستي استماع علنيتين، في إطار بدء النظر بالدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب “جرائم إبادة جماعية” بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة، خلفت حتى السبت 26 ألفا و257 شهيدا، و64 ألفا و797 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في “دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب الأمم المتحدة.
تعليقات الزوار
لا تعليقات