أعلنت يريفان أن اشتباكات تجري الثلاثاء على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، مؤكدة أن قوات باكو مدعومة بالمدفعية والطائرات المسيّرة، تسعى إلى "التقدّم" داخل الأراضي الأرمينية.
وقالت وزارة الدفاع الأرمينية في بيان إن "المعارك" تدور في عدد من النقاط على الحدود و"العدو يحاول باستمرار التقدّم".
وأضافت أن "القوات الأذربيجانية تواصل استخدام المدفعية وقذائف هاون وطائرات بدون طيار وبنادق من العيار الثقيل"، متهمة إياها باستهداف "بنى تحتية عسكرية ومدنية".
واندلعت هذه الاشتباكات واسعة النطاق ليل الاثنين الثلاثاء، فيما يتبادل الطرفان اللوم بشأنها.
بالمقابل، اتّهمت وزارة الدفاع الأذربيجانية القوات الأرمينية بشنّ "أعمال تخريبية واسعة النطاق" قرب مقاطعات داشكسان وكلباجار ولاشين الحدودية، مشيرة إلى أنّ مواقع جيشها "تعرّضت للقصف، ولا سيّما بقذائف الهاون".
وأضاف البيان أنّ القصف الأرميني أسفر عن "خسائر في صفوف العسكريين (الأذربيجانيين)"، من دون تحديد عددهم.
من جهتها، اتهمت أرمينيا أذربيجان ببدء "قصف مكثّف" لمواقعها بعيد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء، باتجاه عدّة مدن مثل غوريس وسوتك.
وأجرى رئيس الحكومة الأرمينية نيكول باشينيان محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين، لمطالبتهم بالرد على "العدوان" الأذربيجاني.
وقال باشينيان في المحادثات المنفصلة إنه يأمل في "ردّ مناسب من المجتمع الدولي" بينما تتواصل المواجهات على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، وفقاً لبيان الحكومة الأرمينية.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان قوله إن 49 جنديا قتلوا خلال اشتباكات ليلية مع أذربيجان.
وقال باشينيان في خطاب أمام البرلمان إن باكو هاجمت مواقع أرمينيا خلال الليل وإن القتال مستمر.
وتبادلت باكو ويريفان اللوم في التوترات التي اندلعت خلال الليل، في أحدث تصعيد في الأعمال القتالية المستمرة منذ عقود بسبب منطقة ناغورني قرة باغ المتنازع عليها.
واتفقت روسيا وأرمينيا على "إجراءات مشتركة من أجل استقرار الوضع" على الحدود الأرمينية الأذربيجانية.
وأعلنت روسيا أنها تفاوضت على وقفٍ لإطلاق النار، يفترض أن يطبق منذ صباح الثلاثاء، لوضع حدّ للاشتباكات الدامية التي اندلعت بين أذربيجان وأرمينيا الليلة الماضية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "نتوقّع أن يتم احترام الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه، بعد وساطة روسية لوقف لإطلاق النار ابتداءً من الساعة التاسعةً بتوقيت موسكو (06,00 ت غ)". وأعربت الوزارة عن "قلقها البالغ بشأن التدهور الحاد في الوضع".
ودعا وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الثلاثاء أرمينيا إلى "التوقف عن استفزازاتها" ضدّ أذربيجان، بعد استئناف المعارك العنيفة على الحدود بين البلدين.
وقال الوزير التركي في رسالة نشرها على موقع "تويتر" "يجب على أرمينيا التوقف عن استفزازاتها والتركيز على مفاوضات السلام والتعاون" مع باكو.
ودعت إيران الثلاثاء جارتيها أرمينيا وأذربيجان الى "ضبط النفس" في أعقاب اشتباكات حدودية واسعة النطاق تعد الأكثر دموية بينهما منذ 2020.
وقال المتحدث ناصر كنعاني إن "وزارة الخارجية (الإيرانية)، مع إبداء قلقها إزاء تصاعد التوترات والنزاعات الحدودية بين جمهورية أذربيجان وجمهورية أرمينيا، تدعو الى ضبط النفس وحل الخلافات بين البلدين سلميا وفق القانون الدولي".
وجدد في بيان رفض الجمهورية الإسلامية "أي تعديل للحدود" بين أذربيجان وأرمينيا، مشددا على ضرورة "احترام وحدة أراضي البلدين".
وسجل إطلاق نار متكرّر على طول الحدود المشتركة بين أرمينيا وأذربيجان منذ نهاية حرب 2020 التي كانت تهدف للسيطرة على منطقة ناغورني قره باغ الانفصالية.
واتهمت أرمينيا أذربيجان الأسبوع الماضي بقتل أحد جنودها في اشتباكات حدودية.
وفي آب/ أغسطس، أعلنت باكو أنها فقدت جندياً، وقال جيش ناغورني قره باغ إن اثنين من جنوده قُتلا وأصيب أكثر من عشرة.
وبعد حرب أولى أسفرت عن 30 ألف قتيل مطلع التسعينات، تواجهت أرمينيا وأذربيجان في خريف العام 2020 حول ناغورني قره باغ، المنطقة الجبلية التي انفصلت عن أذربيجان بدعم من يريفان.
ومنذ انتهت في خريف 2020 الحرب الثانية بين أرمينيا وأذربيجان حول جيب ناغورني قره باغ المتنازع عليه بينهما، تدور بين البلدين اشتباكات حدودية متكرّرة.
وأسفرت الحرب الأخيرة في العام 2020 عن مقتل نحو 6500 شخص وانتهت بهدنة تمّ التوصل إليها بوساطة روسية.
وبوساطة من الاتحاد الأوروبي، تجري الدولتان مفاوضات للتوصل إلى معاهدة سلام.
وسارعت واشنطن إلى التعبير عن "قلقها العميق" إزاء هذه الاشتباكات، مناشدة الطرفين وقف القتال فوراً.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان إنّ الولايات المتّحدة تبدي "قلقها العميق" بسبب التطوّرات الراهنة على الحدود بين أذربيجان وأرمينيا ولا سيّما بسبب التقارير الواردة عن "قصف استهدف بلدات وبنى تحتية مدنية" في أرمينيا.
وأضاف "كما أوضحنا منذ فترة طويلة، لا يمكن أن يكون هناك حلّ عسكري للصراع".
وتابع بلينكن "نحن نحضّ على إنهاء كلّ الأعمال العدائية العسكرية فوراً".
وتهدّد أعمال العنف هذه بإعادة إشعال النزاع في منطقة ناغورني قره باغ، على الرّغم من وجود قوات روسية مكلّفة الإشراف على وقف إطلاق النار الساري بين أرمينيا وأذربيجان منذ انتهت الحرب الثانية بينهما.
تعليقات الزوار
لا تعليقات