نشرت صحيفة الإندبندنت أونلاين تقريرا لمراسلها في تونس، سايمون سبيكمن كوردال، بعنوان: “المواجهة تبدو حتمية: كيف يتزايد النفوذ الروسي في إفريقيا”.
ويقول الكاتب إنه وبينما يركز العالم على الغزو الروسي لأوكرانيا “تتطور جبهة ثانية، تهدد مستقبل أمن الطاقة في أوروبا وتحد من الامتداد العالمي للغرب”.
ويشير إلى أنه خلال العقد الماضي على الأقل، امتد النفوذ الروسي، المباشر وغير المباشر، عبر إفريقيا، وقامت موسكو بمبادلة الأمن بالموارد، وبسطت عبر ذلك سيطرتها على العواصم في جميع أنحاء القارة.
وقال إن وقوع إفريقيا ضحية لارتفاع تكاليف المعيشة والفقر والتضخم وأخيراً وباء كوفيد ساعد في خلق أرض خصبة لموسكو وتصديرها للأسلحة، والتدريب العسكري وأرباحها التي ساهم فيها المقاولون العسكريون الخاصون (PMCs).
وأشار أنه منذ ضم شبه جزيرة القرم عام 2014 ، نشرت روسيا 19 شركة عسكرية خاصة، بما في ذلك مجموعة فاغنر، في الدول الأفريقية، لتوفير الأمن مقابل الوصول إلى الموارد في واحدة من “أسرع الأسواق نموا في العالم”.
وأكد أن روسيا تحرز تقدما، وأنه بينما عارضت العديد من الدول الأفريقية بشدة الغزو الروسي لأوكرانيا، إلا أنه وخلال تصويت الأمم المتحدة في مارس على مشروع قرار بإدانة تصرفات موسكو، امتنعت 17 دولة إفريقية عن التصويت. وصوتت واحدة فقط هي إريتريا ضده.
وأشار مراسل الإندبندنت أونلاين إلى أنه وبالنسبة للحكومات الأوروبية التي تسعى إلى الابتعاد عن روسيا لتأمين احتياجاتها من الطاقة، فإن إفريقيا كانت ستساهم بجزء كبير من احتياجات الطاقة المستقبلية للغرب من النفط والغاز.
ويصف النفوذ الروسي سواء عسكريا أو دبلوماسيا بأنه “آخذ في الازدياد في العديد من البلدان الغنية بالطاقة في القارة”.
وفي ليبيا الغنية بالنفط، والتي تعاني منذ سنوات من عدم الاستقرار، أثبتت مجموعة فاغنر وجودها كقوة محددة في ساحة المعركة. أما في نيجيريا، وهي مركز حيوي للطاقة، وقعت روسيا اتفاقا في أغسطس لتدريب وإمداد الجيش النيجيري، بعد انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق بسبب مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان، وفق المراسل.
وفي موزمبيق الغنية بالغاز، أبرمت شركة روسنفت الروسية اتفاقا مع الحكومة في عام 2018، لتوسيع نطاق وجودها الحالي في مصر.
ويقول المراسل إنه من غير المرجح أن تنتهي طموحات موسكو عند هذا الحد.
ويضيف أنه وفي أواخر عام 2021، وصلت قوات فاغنر إلى مالي، ظاهريا للعمل إلى جانب القوات الفرنسية في مواجهة تمرد الإسلاميين في البلاد. ويشير إلى أنه مع انسحاب فرنسا الآن، يبدو أن تركيز فاغنر ينصب على دعم المجلس العسكري الحاكم بقدر ما ينصب على مواجهة أي تهديد إسلامي.
ونقل المراسل عن بولاما بوكارتي، كبير المحللين في معهد توني بلير للتغيير العالمي، قوله: “لقد أدت العقوبات المفروضة على روسيا إلى رؤية بوتين لأفريقيا كجبهة ثانية في حربه” ضد الغرب وأوكرانيا.
واختتم قائلاً: “في إفريقيا، يعتمد الغرب على الاستقرار لبناء التجارة وتعزيز العلاقات”. أما “روسيا فتزدهر على عدم الاستقرار. لذلك، تبدو المواجهة حتمية”.
تعليقات الزوار
لا تعليقات