أثارت منظمة تونسية جدلا كبيرا بعدما اتهمت مركز أبحاث تابع لوزارة الصحة باستغلال الأطفال لصيد عقارب سامة.

وعبّرت المنظمة الدولية لحماية أطفال المتوسط عن قلقها من “ظاهرة خطيرة تهدد حياة الأطفال، وهي صيد العقارب مؤخرا في الجنوب التونسي من قبل بعضهم لصالح معهد باستور تونس”.

وقالت رئيسة المنظمة، ريم بالخذيري، لوكالة الأنباء التونسية، إنها حصلت على مقاطع فيديو أكد فيها نشطاء انتشار ظاهرة بالجنوب التونسي في الآونة الأخيرة تتمثل في “صيد العقارب من قبل أطفال لا تتجاوز أعمارهم الحادية عشرة يعملون في مجموعات يديرها رجل يدلهم على أماكن العقارب دون أي وسائل حماية أو أدوات خاصة”.

وقالت إن “عملية صيد العقارب تتم بموافقة الأولياء وتكون أوقات الصيد إما في النهار تحت أشعة الشمس الحارة أو ليلا. ويتم بيع العقارب لمعهد باستور لاستخدامها في إنتاج الأمصال المضادة للدغات العقرب، ولا ترتقي الأسعار لمستوى الجهود التي يبذلها الأطفال”.

وكانت المنظمة أصدرت بيانا طالبت فيه السلطات التونسية بالتدخل الفوري ومنع هذا النشاط، كما طالبت وزارة الصحة بإصدار تعليماتها لمعهد باستور من أجل التوقف عن قبول العقارب من “السماسرة” وإطلاق برنامج وطني آمن للاستفادة من هذه العقارب في اللقاحات والأدوية، بعيدا عن استغلال الأطفال.

ونفى المدير العام لمعهد باستور، الهاشمي الوزير، هذه الاتهامات بشكل قاطع، متوعدا بمقاضاة المنظمة المذكورة.

وقال، في تصريح إعلامي، “المعهد لم يقتن عقارب أو أفاعي منذ أكثر من سنة. كما أن مخزونه كاف لتصنيع الأمصال المضادة للدغات ولسعات العقارب والأفاعي. ولدينا كراس شروط ينظم عمليات البيع والشراء. والمعهد لا علاقة له بتشغيل الأطفال في صيد العقارب ولا علم له بهذا الأمر”.

كما عبر عن استغرابه من عدم تواصل الجمعية المذكورة مع المعهد للاستفسار والتوضيح قبل التداول في هذا الموضوع، مؤكدا أن “اتهاماتها باطلة وفي صورة ثبوت وجود سوء نية من وراء هذه الإشاعات بهدف تشويه صورة المعهد، ستتم ملاحقتها قضائيا”.

وقبل سنوات أثار فيلم وثائقي للمخرجة إيمان بن حسين جدلا واسعا بعد اتهامه معهد باستور باستغلال أطفال تونسيين كـ”فئران تجارب” لدواء تم إنتاجه في مخبر إسرائيلي لمعالجة مرض “الليشمانيا” الذي أصيب به جنود أمريكيون في حرب الخليج.