كنت قد عزمت النية للكتابة حول المؤتمر الأخير الذي عقد في جنيف يوم الجمعة قبل الماضي حول آخر مستجدات الذكاء الصناعي وعالم الروبوتات وارتباط ذلك بالاحتجاجات الناعمة التي تعصف بهوليوود -عاصمة الخطيئة لما لكل ذلك من اهمية وترابطات ودلالات مختلفة أعمق مما تبدو عليه الشكليات، التحديث الذي حصل أن خبرا صغيرا سقط من مواقع البهدلة الاجتماعية بصحبة عدد كبير من (الكاندوم) قاد إلى تغيير وجهتي رغما عني ولذلك سينتقل الموضوع المذكور الى المقالة التابعة.
قبل ما يزيد عن عشرة أيام وأثناء تصفح بعض المواقع الإخبارية العربية التي أعتبرها ربما محترمة ورصينة أثار انتباهي ثم تفكيري خبر صغير حول (انفصال الزواج بين مخلوق اسمه ريكي مارتن وهو على ذمة الخبر مغن مشهور و(زوجه) الكائن الآخر المدعو جوان يوسف والذي أشار إليه الخبر بأنه (سوري الجنسية).
والخبر كالآتي لمن فاتته جرعة السم الهاري هذه في زمن الانحطاط الإنساني (أعلن المدعو ريكي 51 عاما، وجوان 38 عاما، خلال الأسبوع الجاري عن انفصالهما بعد علاقة استمرت 6 سنوات، وقال الخبر بأن (الزوجين) فقدا الحب والشغف بعد سنوات من الاستمتاع بزواج مفتوح، مؤكدا على أن الخيانة الزوجية لم تكن سبب الانفصال، وأضاف المصدر لصحيفة “ديلي ميل”: “مثل العديد من الأزواج، كان لدى ريكي وجوان علاقة مفتوحة طيلة زواجهما، لكن لم يقع أي منهما في حب شخص آخر. كان الجنس شيئا انخرطا فيه معا وانفصلا عن شركاء آخرين”.
وأشار إلى أنهما أنهيا علاقتهما وديا ، ويأملان في مشاركة حضانة أطفالهما الأربعة الذين أنجبوهم ، التوأم ماتيو وفالنتينو البالغان من العمر 14 عاما، ولوسيا 4 أعوام، ورين 3 أعوام ، وكان ريكي مارتن قد أعلن رسميا ارتباطه بالرسام السوري الأصل جوان يوسف عام 2016، بعد فترة طويلة من الشائعات بشأن ارتباطهما عاطفيا ، حيث انفصل ريكي مارتن عن حبيبه السابق مدرب اليوغا كارلوس جونزاليز أبيلا )
بداية أعلن بأنني بت ضجرا من الكتابة في هذا الموضوع لأن شعورا بالغثيان والتقزز مع الامتعاض من الجنس البشري يحوم حول النفس كلما حضرت مثل هذه الأخبار خاصة مع وضع صورة (للزوجي) وهما يتعانقان! وكما تلاحظون لا يكاد يمضي أسبوع او بضعة أيام حتى نقرأ مقالة أو إثنتين مضادتين في هذه الصحيفة لهذه الظاهرة، بذات الوقت فإن المسؤولية الأخلاقية وحراسة الضمير لا يمكنها المرور هكذا أمام هذا الخبر الصغير الذي لا يخلو من خلفيات وإعدادات ولاعبين خلفيين فنحن أمام حالة متورمة من الخطيئة التي تتمدد كل يوم وتتفتق من ثقوب متعددة لا نكاد نغلق أحدها حتى ينفتح غيرها، هنالك ملاحظات واسئلة مشروعة يثيرها الخبر ويدفعنا للزج بها أمامكم لكي نفهم ما يحدث:
-السؤال الأول كيف يمكن لمحطات اخبارية وصحف ورقية أو الكترونية عربية تعتبر نفسها محترمة أن تضع مثل هذا الخبر بين صفحاتها؟ ماذا يعني هذا الامر؟ هل هي موافقة ضمنية على البدء بنقل اخبار هذا العالم السفلي الى العلن وتشريعه في وعي القارىء وتحويله إلى خانة الاعتياد والتقبل التدريجي؟ هل هذا يعني أن بعض الحكومات العربية والخليجية تغمز للتشريع والقبول بهذا الشيء في أوساطنا الاجتماعية؟
-ماذا يعني إشهار الخبر مصحوبا بصور الكائنين وفي اوضاع عناق أو تماس جسدي؟ منذ متى أصبحنا نتجرأ على قيم القارىء العربي والخطوط الأخلاقية الحمرا؟ ما المراد من نشر هذا الخبر بهذا الشكل؟
-ما المغزى المراد من عبارة من نوعية ( انجاب أطفالهما الأربعة ) هل هنالك ضحك على عقل ووعي القارىء والجمهور أم أن هنالك وقاحة تعدت حدود الوقاحة ؟
-الخازوق قبل الأخير : ما هي نوعية الأطفال والطفولة التي تنشأ في بيئة كهذه ؟ وما تفسير وضوابط العلاقة بين (الزوجين) في هكذا بيت ؟ هل يمكن كسر البرمجة الفطرية للآدمية والتغلب عليها بالفاحشة وإقناع الأطفال بأن هذه العلاقة سوية؟ كيف يمكن لطفل أن ينشأ دون كيان الأم و ما المعنى البيولوجي لوجودها باستعارة الرحم ؟ ما هي كمية التناقضات التي تطرحها دنيا المثليين وقوانين عالمهم المصاب بالزحار الأميبي؟
-السؤال غيرالأخير: ماذا بعد؟ ما الذي ستقدمه وسائط الإعلام للمواطن العالمي والعربي حول هذه الخطيئة ولماذا يجب فرضها على البشرية؟
إن سياق التفاعلات التي تتخدها قصة الشواذ بتفرعاتها وانفجارها لم تعد شيئا يمكن الاستهانة به ، حزب الشيطان ليس مزحة ولا خرافة دينية ولا فكاك من وعود الاخرة عن حقائق الرذيلة الآدمية ، قبل مدة غير بعيدة بشرنا كبير الكهنة بأن أمريكيا هي امة المثليين ومنارة قوس قزح مع رفع العلم الملون فوق دار الحكمة الأمريكية الجديدة ، لقد دشن الرئيس حملة الجمعية العمومية العالمية لحماية حقوق الشرج وحريته على مستوى العالم ضمن مساق المبتكرات الجديدة من الحريات مثل حرق الكتب السماوية وتبديل الجنس وحرية عبادة الشيطان ، لا ننسى بأن الرئيس الأداة يمارس التهليس على هذه الجماعات ويعدهم وما يعدهم إلا غرورا ويستخدمهم كأداة محورية في الأجندة الموكولة بين يديه ، هؤلاء هم دعاة النار والمعصية واستجلاب الهلاك و الذين يجمعهم قطاع شيطاني اسمه الفن والفنانين والطرب والمطربين تحت سياقات وبرامج سياسية خفية ، ومن فتنة هذه الدنيا أن الشيطان وكيلهم أغواهم بالمال والثراء وكل متاع الدنيا لجرهم الى حتفهم والى فخ الهلاك ، هنالك نقاط صغيرة ذات علاقة لا بد من تشخيصها في هذه القضية :
إن كل ما نعاصره ونشاهده من هذه المصائب ليس إلا جزءا من قطاف شر كبير اسمه الرأسمالية التي افترست الارض والبشرية ومسخت قيمة أبناء آدم وحولتهم إلى ديدان يموج بعضهم في بعض ، توابع الجشع البشري الذي حررته الرأسمالية بقوة لا يمكن تخيل حجمها ولا أبعادها ، النعيم الزائف الذي يعيشه عالم اليوم هو أحد منتجات الرأسمالية اللعينة ويغترف منه الثري والفقير في فيض الرذائل والتشوهات الاجتماعية التي تدلقها شبكات الانترنت وما يترتب عليها من محرمات فتكت بالنسيج الاجتماعي وأحلت المحرمات وشوهت الحلال ، النعيم الزائف الذي توفره أوهام الفضائيات وغرس قناعات كاذبة بمنتجات العولمة التي منحت الشعوب جرعات من الزيف بمتاع الحياة عديم الطعم وعديم الشبع .
لقد تم نقل قدرات العالم الرقمي و قدرات الذكاء الصناعي من الاستخدام الصناعي والزراعي والطبي الى حقول الهيمنة على البشرية من توجهات وآراء وميول ، مسلسل الذكاء الصناعي المسخر للتماس مع النفس البشرية والعقل البشري ستكون له انعكاسات اخلاقية بعيدة المدى ولا شك أنها ستسخر لخدمة المثلية والانحلال الاجتماعي وتكسير عقود المجتمع الشرعية بشكل أو آخر.
إن هجمة اللوطيين الجدد في الوسط العالمي والعربي تواجه بلا شيء ولا إجراءات ولا برامج مضادة لأن النماذج الحاكمة سحبت كل خطوط الدفاع نحو الخلف وتتم حماية الكراسي بكل شيء يمكن أن يوفر الحماية سواءا الفقر – التجهيل – المثليين – الانحلال – الاعتقال ، نلاحظ في المشهد العام أن المؤسسة المدنية والدينية بكل أطيافها تقف عاجزة او خائفة أو غير واعية لما يحاك ضد المجتمعات العربية بينما يستمر الفريق اللوطي بأعماله واستفزازته ونمو أظافره .
اذا كان من أحد يعتقد بأن إشهار وإطلاق اللوطية الجديدة وسط المجتمعات العالمية والعربية هي شيء منعزل عن الخطط الكبرى والصغرى التي تجري في هذا العالم فهو لم يصحو بعد ، إن كان من أحد يعتقد بأن الفتك بالوطن العربي وابتلاع فلسطين هو بمعزل عن جماعة الشرج فهو لم يفهم النسيج المحاك بعد ، إنها جملة متشاكبة تسير بمعية بعضها البعض تماما مثلما يقترن أصحاب المثلية والانحلال والجريمة والوشوم والمخدرات والمسكرات ، إنها باقة واحدة ، عالم بلا دين ولا عقيدة تكبح الجريمة البشرية.
إن المراة والطفل ضحيتان أساسيتان في ظل هذا الصعود المرعب لانحراف البشرية ، الحركات النسوية التي في ظاهرها الرحمة وفي باطنها الخط الموازي للمثلية الذكورية هي منتوج مدفوع تلقائيا لظهور المثلية الجنسية وكلا المسميين إنما هو سكين تقطع أوصال المجتمعات والشعوب العربية.
أصبح واضحا أن ظاهرة الشذوذ التي اتخذت الوان قوس قزح كي تروج لفكرة التعددية والتنوع الجنسي تطور من شهيتها وتشحذ أسنانها استقواء بالكاهن الأكبر لكي تفرض جنسها ونوعها وميولها على المجتمعات البشرية وتطالب بتعميم نموذجها لأقصى درجة .
إن هذه الموجة في حالة تصاعد وتضاعف وتنامي مدعوم بقوانين أرضية ومن المتوقع أن معالم الهجمة ستتخذ وجوها وتفاصيل غير مسبوقة وغير متوقعة وستحقق تغلغلا ناعما يرتقي تلقائيا الى منزلة الفرض القسري ، التصادم الاجتماعي قادم كنتيجة حتمية والحروب الأهلية ستكون ايضا نتيجة حتمية ، وسط هذا كله يمكننا تسجيل غياب الوعي الفردي والجمعي والتعامل بفتور وعدم اكتراث مع خطورة هذه الهجمات ، إن الفاحشة ما عمت في قوم أو أمة إلا وكانت سببا في هلاكها ومحوها ، نحن الان امام مصيبة عالمية جديدة تتطلب مواجهتها بالقلم والتنوير والوعي وبرامج ارشادية ، دينية واجتماعية ووقفة من كل مفكري الأمة لايقاف هذا الطوفان القادم .
خالد شـحام
تعليقات الزوار
لاحول ولاقوة الا بالله
جزاك الله خيرا ونسأل الله ان يحمي هده الامة من كل الفتن والشرور برحمته وقوته اللهم امين.
حسبنا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله و نعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم . كل يوم يمر الا ويزيد الطغيان و التمرد على الفطرة البشرية اللهم ردنا إليك مردا جميلا اللهم آمن أوطاننا و أحفظ شبابنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن
السبب الحقيقي
. صحيح أن أعلام الكابرانات للصرف الصحي يعترف صباح مساء أن أزمة حضيرة الجزائر هي أزمة رجال لكن السبب الحقيقي هو أن المرأة الجزائرية أصبحت موسطاشة ومتسلطة بكل معنى الكلمة لهدا يحقدون على المرأة المغربية التي انجبت طارق إبن زياد أبن تاشفين الإدريسي القاضي عياض إبن بطوطة وغيرهم