أخبار عاجلة

خطورة المسيّرات الإيرانية من أوكرانيا إلى عصابة البوليساريو بتندوف

لم تغيّر حرب أوكرانيا العالم فحسب، بل غيّرت أيضا طبيعة الحروب بوضعها المسيّرات، بما في ذلك المسيّرات الإيرانيّة، في الواجهة. كشفت الحرب خطورة النظام الإيراني الذي بات يهدّد أوروبا بشكل مباشر ويبدو مستعدا لنقل نشاطاته إلى شمال إفريقيا. هذا ما بدأت الإدارة الأميركيّة التنبّه له. هذا ما جعل المانيا تتخذ أخيرا مواقف في غاية التشدد من إحتمال حصول ايران على سلاح نووي ومن البرنامج النووي الإيراني في مجمله.

يستخدم الجانب الإيراني في مجال نشر المسيّرات جبهة "بوليساريو" التي ليست سوى أداة لدى النظام الجزائري الذي يشن منذ العام 1975 حرب استنزاف على المغرب. سبق لـ"الجمهوريّة الإسلاميّة" استخدام المسيّرات عن طريق الحوثيين في اليمن. استهدفت مواقع مدنيّة في المملكة العربيّة السعوديّة بينها مطارات. كذلك استخدمت المسيرات، في إحدى المرّات، في ضرب مطار عدن. إنّها سوابق تؤكد جدّية الخطر الذي يمثله نقل مسيرات إلى "بوليساريو" في إطار حرب يشنها النظام الجزائري على المغرب.

استطاع فلاديمير بوتين متابعة حربه على أوكرانيا، وهي حرب دخلت سنتها الثانية، بدعم إيراني. تزود "الجمهوريّة الإسلاميّة"، بشهادة وليم بيرنز مدير وكالة الإستخبارات المركزيّة الأميركية (سي. آي. إي)، روسيا بالمسيّرات وقذائف المدفعيّة. كذلك تفعل كوريا الشماليّة حيث نظام مارق يفضّل تطوير الأسلحة بكلّ أنواعها، بما في ذلك السلاح النووي والصواريخ البعيدة المدى، عوض توفير الطعام لشعبه.

ليس كلام وليم بيرنز من النوع الذي يمكن المرور عليه مرور الكرام، ذلك أن الرجل كان سفيرا لبلاده في موسكو. أثبت مدير الـ"سي.آي.إي" معرفة واسعة بطبيعة الرئيس الروسي وآلية إتخاذه القرار، كونه محاطا بثلاثة أو أربعة اشخاص يشكلون الحلقة الضيقة حوله. هؤلاء لا يعرفون قول كلمة لا، بل لا يتجرأون على ذلك. عليهم إرضاء رئيسهم. يشبه فلاديمير بوتين، من هذه الزاوية الرئيس العراقي الراحل صدّام حسين الذي لم يكن مساعدوه يتجرّأون على قول الحقيقة له. كلّ ما هو مطلوب من هؤلاء إرضاء الرئيس وإسماعه الأخبار التي ترضي مزاجه فقط.

بفضل أجهزتها الإستخباراتية، إستطاعت الإدارة الأميركيّة تحديد موعد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا. أثبتت الـ"سي.آي.إي" في عهد وليم بيرنز قدرة فائقة على فهم روسيا وكيف التصدي لها في أوكرانيا. عرفت الإدارة الأميركيّة ما على المحكّ في أوكرانيا ومعنى سقوطها في يد روسيا. عندما تسقط أوكرانيا، تسقط معها كلّ أوروبا.

أثبتت حرب أوكرانيا عمق العلاقة القائمة بين "الجمهوريّة الإسلاميّة" من جهة وروسيا، ممثلة بفلاديمير بوتين من جهة أخرى. فات الإدارة الأميركيّة هذا الواقع، خصوصا عندما دخلت روسيا مباشرة على خط الحرب التي يتعرّض لها الشعب السوري في خريف العام 2015. كان ذلك بناء على طلب إيراني. بعث بوتين بقاذفات روسيّة إلى قاعدة حميميم قرب اللاذقية لمنع سقوط الساحل السوري في يد المعارضة التي كانت تهدّد في الوقت ذاته دمشق.

لم تبال اميركا بما فعلته روسيا في سوريا ولم تأخذ علما بالبعد الإيراني لما قام به فلاديمير بوتين، علما أنّ التدخل في سوريا جاء بعد سنة وبضعة أشهر من استيلاء فلاديمير بوتين على شبه جزيرة القرم بالقوّة. ثمة أخذ ورد في ما يتعلّق بشبه جزيرة القرم، كونها كانت روسية ووهبها نيكيتا خروشوف لأوكرانيا في مرحلة معيّنة. كان ذلك بعد ترقية خروشوف إلى موقع الامين العام للحزب الشيوعي السوفياتي. كان خروشوف قبل ذلك مسؤولا عن الحزب الشيوعي في أوكرانيا التي طاب له العيش فيها.

سمحت حرب أوكرانيا لإدارة بايدن بإعادة تأهيل نفسها بعدما اثبتت هذه الإدارة أنّها قادرة على التصدي لفلاديمير بوتين وأن الانسحاب العسكري من أفغانستان وما رافقه من سلبيات ليس القاعدة التي تسير عليها الإدارة. ظهر ذلك بوضوح من خلال نتائج الانتخابات النصفية في تشرين الأوّل – نوفمبر الماضي. على العكس مما كان متوقعا، لم يفقد الديموقراطيون الأكثريّة في مجلس الشيوخ. إلى ذلك، ارتفعت شعبيّة جو بايدن الذي لم يتردد في الذهاب إلى كييف ليؤكد الوقوف مع أوكرانيا ورئيسها فولوديمير زيلنسكي.

لم تعد الإدارة الأميركيّة تخفي أولوياتها في هذه المرحلة بالذات. تشمل هذه الأولويات كيفية التعاطي مع روسيا والصين وايران. ليس سرّا أن الإدارة تعرف روسيا وفلاديمير بوتين معرفة دقيقة. ليس سرّا أنها تتساءل إلى أي حدّ يمكن ذهاب الصين في دعم روسيا في حربها على أوكرانيا وهل سترسل لها مسيّرات يحتاج بوتين إليها في حربه على الشعب الأوكراني؟

ما يبدو أكيدا أنّ ثمة تغييرا أميركيا في الموقف من ايران ومن طموحاتها النووية... ومن صواريخها ومسيراتها. فتحت "الجمهوريّة الإسلاميّة" العيون بعدما صارت جزءا لا يتجزّأ من الحرب على أوكرانيا وبعدما كشفت مدى عمق العلاقة التي تربطها بفلاديمير بوتين. في النهاية، اضطرّ الرئيس الروسي إلى الارتماء في الحضن الإيراني كي يتمكّن من خوض حرب استنزاف في أوكرانيا. بات مصير بوتين مرتبطا بإيران ودعمها، خصوصا أن الصين لم تتخذ بعد قرارا نهائيا في شأن خوض الحرب الأوكرانية معه والذهاب إلى النهاية في دعمه عسكريا.

إلى أي مدى يمكن أن تذهب الإدارة الأميركيّة في فهم طبيعة "الجمهوريّة الإسلاميّة" في إيران؟ لا يتعلّق الأمر فقط بالسلوك الإيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن ولا بالميليشيات التابعة لـ"الحرس الثوري" التي تعمل في تلك الدول وتشرف على تدمير مؤسسات الدولة فيها. هناك ما هو ابعد من ذلك بكثير. هناك المسيّرات الإيرانيّة التي لم يعد وجودها مقتصرا على العراق وسوريا ولبنان واليمن، بل بدأ تمددها يشمل المغرب العربي. ثمة استهداف واضح للمغرب يضع اميركا كما يضع أوروبا امام مسؤوليات كبيرة وامتحان مهمّ. يحدث ذلك في وقت يتبين كلّ يوم أكثر مدى ارتباط النظام الجزائري بالحلف الروسي – الإيراني من جهة ومدى معاناة هذا النظام من العقدة المغربيّة من جهة أخرى.

الجزائر تايمز خير الله خير الله

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

با احمـــــاد

البعبع الفارسي الشيعي

ليست هذه هي المرة الاولى التي تقتني فيها العصابة الكلبية الخبيثة مسيرات حربية، فقد سبق لها ان اقتنت سربا من المسيرات الصينية في العام المنصرم و فعلت نفس الشيء مع تركيا حيث تقدمت بطلب 6 مسيرات او يزيد . مسيرات تركيا أبانت عن قدرات فائقة و بعثرت الكثير من الخطط الحربية الروسية. هاجس العصابة الكلبية هو المغرب حيث تتتبع خطواته يوما بيوم بل ساعة بساعة و هي تعلم انه هو الآخر يمتلك مسيرات صينية و تركية ، و كذلك مسيرات من صنع إسرائيل و هذا هو الهاجس الأكبر عند شردمة الشواذ الخبيثة. لأن هذه الاخيرة مهمتها انتحارية و بالغة التطور والذكاء و القدرة على المراوغة. خلاصة الكلام، ليست العبرة في الكم و تكديس الأسلحة بقدر ما أن الأمر مرهون بحسن الاستعمال و التركيز و التخطيط و هذا ما تفتقد إليه عصابة الهواة الشاذة. مسيرات الفرس الشيعية التي في حوزتكم لن تفزعنا و لن تزحزح ثقتنا و إن غركم إبليس و قمتم بخطوة طائشة سترتد عليكم وبالا ساحقا. احذروا المارد المغربي أيها الشواذ عليكم اللعنة الى يوم الدين .. آميـــــــــــــــــــــــــــــــن

بوعمر

العالم صغير يا تبون

الان تاكد للعالم وللدول الكبرى بان المغرب كان على حق عندما الح منذ مدة على التواجد الايراني القوي بالجزائر وبانها سلمت درونات ودربت عناصر من البوليساريو بعد ان تخلت كوبا عن تدريب اطفال وشباب المخيمات بكوبا . القادم سيكون اسوا على نظام تبون الذي يكذب كل التقارير والاتهامات حتى تلك الصادرة عن دول لها مخابرات واقمار اصطناعية وتلاحظ اي تغيير او تغلغل عصابات او ميليشيات او اسلحة ببلد من البلدان

Ali

رد

عصابة الكابرانات تنتحر و معها الخبث الإيراني.

مهاجر

ادا استخدمت المسيرات الإيرانية في الصحراء نهاية النضام الجنرلات المجرمين في الجزائر

نضام بخروبة الحلوف في الجزائر لا يفكر إلا في المغرب خسرة اموال الشعب الجزائري علي تقصيم المغرب هم شعبهم بالداخل قتلوه في اكتر من من مليون ونصف في المسجد هم ساجدين امام الله نعم ساجدين امام الله انضروا الي للصفوف في الجزائر انضروا الي الجزائر وزيد وزيد رائس كداب الله يقول فنجعل لعنت الله علي الكادبين صدق الله العظيم

هو انيت

زنكة زنكة

وخا تجيبو القنبلة الذرية، نيكو امكم