أعلن عسكريون في غينيا بيساو سيطرتهم الكاملة على البلاد وتعليق العملية الانتخابية وإغلاق الحدود، في انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي جرت الأحد.
جرى ذلك بعد سماع دوي إطلاق نار قرب القصر الرئاسي، حيث سيطر رجال يرتدون زيا عسكريا على الطريق الرئيسي المؤدي إلى القصر في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا والتي شهدت الكثير من الاضطرابات السياسية بينها أربعة انقلابات ومحاولات انقلاب عديدة منذ استقلالها.
وتلا العسكريون بيانا في مقر قيادة الجيش بالعاصمة بيساو.
توقيف الرئيس
وأعلن ضابط عسكري في غينيا بيساو أن الرئيس المنتهية ولايته عمر سيسوكو إمبالو أوقف “في سجن بمقر هيئة الأركان العامة”، مؤكدا أنه “يحظى بمعاملة جيدة”.
وأكد مصدر عسكري آخر اعتقال الرئيس إمبالو إلى جانب “قائد الأركان ووزير الداخلية”.
وعبرت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) والاتحاد الأفريقي في بيان مشترك عن قلقهما إزاء الانقلاب العسكري والتقارير عن اعتقال مسؤولين انتخابيين.
وأعلن الجنرال دينيس نكانها، قائد القوة العسكرية الملحقة بالرئاسة، أن “القيادة العليا لاستعادة النظام، المكونة من جميع فروع الجيش” تولت “إدارة البلاد حتى إشعار آخر”.
وأضاف الجنرال “ما دفعنا إلى القيام بذلك هو ضمان الأمن على المستوى الوطني وأيضا استعادة النظام”، مشيرا إلى اكتشاف “المخابرات العامة خطة لزعزعة استقرار البلاد بمشاركة تجار مخدرات محليين”.
وتابع أن “المخابرات العامة أكدت دخول أسلحة إلى البلاد بهدف تغيير النظام الدستوري”.
كما أعلن نكانها تعليق “العملية الانتخابية برمتها” وإغلاق الحدود “البرية والجوية والبحرية” وفرض “حظر تجول إلزامي”.
وأكد الجنرال أن “القيادة بدأت ممارسة صلاحياتها، وتدعو المواطنين إلى الهدوء”.
في شوارع العاصمة بيساو، لم يكن هناك سوى عدد قليل من المارة في وقت متأخر من بعد الظهر، في ظلّ هدوء هشّ. وبحلول منتصف النهار، فرّ مئات الأشخاص، سيرا على الأقدام وفي مركبات، من المنطقة المحيطة بالقصر الرئاسي بحثا عن مأوى وسط دوي إطلاق نار كثيف ومتكرر.
وجاء ذلك بعدما تعرضت اللجنة الوطنية للانتخابات لهجوم نفذه مسلحون مجهولون، وفق ما أكد مسؤول التواصل في اللجنة عبد الرحمن جالو.
كما جاء غداة تأكيد كل من معسكر إمبالو ومعسكر مرشح المعارضة فرناندو دياس دي كوستا، الثلاثاء الفوز في الانتخابات الرئاسية، في حين لم يكن من المتوقع إعلان النتائج الرسمية الأولية للانتخابات قبل الخميس.
وأجريت الانتخابات الرئاسية في هدوء الأحد، من دون مشاركة حزب المعارضة الرئيسي “الحزب الإفريقي لاستقلال غينيا والرأس الأخضر” ومرشحه دومينغو سيمويس بيريرا.
كما أقصي الحزب المعارض، وهو الحزب التاريخي الذي قاد البلاد إلى الاستقلال بقوة السلاح عام 1974، من الانتخابات التشريعية التي تهدف إلى انتخاب 102 عضوا في البرلمان، وذلك بذريعة التأخر في تقديم ملفه.
وكانت المعارضة قد وصفت استبعاد “الحزب الإفريقي لاستقلال غينيا والرأس الأخضر” من الانتخابات الرئاسية والتشريعية بأنه “تلاعب”.
وطالت التوقيفات الأربعاء بيريرا الذي اقتاده “رجال مسلحون”، وفق ما أفادت شخصيات مقربة منه، علما أن المعارض دعم بعد إقصائه من الانتخابات المرشح فرناندو دياس دي كوستا.
وقال أحد أفراد عائلة بيريرا “إنه ليس آمنا لأنهم اعتقلوه”، من دون تحديد من يقف وراء توقيفه.
كثيرا ما أعقب الإعلان عن نتائج الانتخابات حركات احتجاجية في غينيا بيساو.
وقد تلت الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2019، أزمة استمرت عدة أشهر، بعدما أعلن كل من إمبالو وخصمه بيريرا الفوز.
تعد غينيا بيساو من أفقر بلدان العالم، إذ يعيش نحو 40% من سكانها تحت خط الفقر.
وقد تحولت الدولة الإفريقية إلى مركز لتجارة المخدرات بين أميركا الجنوبية وأوروبا، في ظل عدم الاستقرار السياسي.

تعليقات الزوار
لا تعليقات