قال مصدران مطلعان اليوم الجمعة إن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أبلغت حليفتها اللبنانية جماعة حزب الله بأنها وافقت على مقترح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأضافا أن الأمين العام للجماعة حسن نصر الله رحب بهذه الخطوة.

وتؤشر استعجال الحزب المدعوم من إيران لإرساء هدنة في غزة على رغبته في وضع حدّ للاشتباكات مع إسرائيل، خاصة بعد أن ارتفعت حصيلة خسائره البشرية إلى نحو 400 قتيلا ومقتل العديد من قياداته العسكرية في ضربات إسرائيلية خلال الآونة الأخيرة.

وقال أحد المصدرين، وهو قيادي في حزب الله، إن الجماعة ستوقف إطلاق النار بمجرد سريان أي اتفاق الهدنة في غزة، مكررا تصريحات سابقة للحزب المدعوم من إيراين وأضاف "إذا صار اتفاق بشأن القطاع الفلسطيني فحتما سيكون في لبنان وقف إطلاق نار من الساعة صفر نفسها".

وأعلن حزب الله في بيان أن نصرالله التقى "وفدا قياديا من حركة حماس برئاسة  خليل الحية"، جرى خلاله التباحث في "آخر مستجدات المفاوضات القائمة هذه الأيام وأجوائها والاقتراحات المطروحة للتوصل إلى وقف العدوان الغادر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".

ويأتي هذا التطور في وقت يُنتظر وصول موفد إسرائيلي إلى قطر في مسعى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، على وقع استمرار الحرب بلا هوادة مع تنفيذ القوات الإسرائيلية عمليات قصف جديدة على قطاع غزة المحاصر والمدمر.

وأكّد مصدر في حركة حماس في قطاع غزة أنه تمت كذلك "مناقشة استمرار المقاومة من كافة الساحات خصوصا جبهة المقاومة في لبنان طالما استمر العدوان وتنسيق المواقف ميدانيا وسياسيا في حال تم التوصل لاتفاق لوقف دائم لاطلاق النار في قطاع غزة".

وفي الدوحة، عرض رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية مع الأمين العام للجماعة الاسلامية في لبنان محمد طقوش "مجريات الجهود السياسية التي يبذلها الوسطاء لوقف الحرب والعدوان على قطاع غزة"، وفق بيان صادر عن الحركة الجمعة.

وأكّد هنية  أن "الحركة تعاملت مع هذه الجهود بشكل إيجابي وبناء، مثمنا الموقف المتخذ بربط الجبهات باستمرار الحرب على غزة".

ويرى مراقبون أن حزب الله خذل حركة حماس برفضه الانخراط بشكل مباشر في الحرب الدائرة في قطاع غزة، تناغما مع الموقف الذي اتخذته داعمته طهران التي أكدت أن قرار عملية "طوفان الأقصى" فلسطيني مئة بالمئة. 

وأشارت تقارير سابقة إلى أن حزب الله وحماس نسّقا قبل تنفيذ العملية لشن حرب شاملة من الجنوب والشمال، لكن الجماعة اللبنانية تراجعت بعد ذلك خشية من هجمات إسرائيلية وأميركية مدمرة.

وطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس من رئيس جهاز الموساد ديفيد برنيع التوجه إلى قطر بعد طرح حركة حماس "أفكاراً" جديدة لوضع حد للحرب التي اندلعت إثر هجوم غير مسبوق للحركة الفلسطينية على إسرائيل.

ومن المتوقع أن يلتقي رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمّد بن عبدالرحمن آل ثاني أحد الوسطاء الرئيسيين في النزاع، على ما أوضح مصدر مطلع على المفاوضات.

وفيما لا تزال المباحثات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار تصطدم بمطالب الطرفين المتضاربة، ثمة مخاوف من أن يأخذ النزاع بعدا إقليميا مع التصعيد الحاصل عند الحدود بين لبنان وإسرائيل.

ومنذ بدء الحرب في غزة، يتبادل حزب الله الداعم لحماس، والجيش الإسرائيلي القصف بشكل يومي عبر الحدود، وتزداد حدته تبعاً للمواقف أو عند استهداف اسرائيلي قياديين ميدانيين.

ومنذ الأربعاء، أعلن الحزب إطلاق أكثر من 300 صاروخ وعددا من المسيّرات الانقضاضية على مقار عسكرية في شمال إسرائيل وهضبة الجولان المحتلة ردا على قتل إسرائيل الأربعاء قياديا بارزا في الجماعة.